. الفصل السابع عشر .

537 82 55
                                    


رفرفت لمار نحو الحديقة بجناحيها، تاركة تاج و وردة عند الباب، وهما لايزالان يحاولان استيعاب الأمر.

همست وردة في شرود،
- لا يصدق!

التفت إليها تاج ثم اقترح قائلا، وهو يمد لها لجام فرسها،
- فلندخل.

أومأت، أخذت اللجام من يده، ثم انتظرت تاج حتى خطى أول خطوة، دخولا إلى الحديقة، فلحقت به.

و ما أن صعد كلاهما بضعة درجات برفقة حصانيهما، حتى تحرك المصرعان مجددا، فتصنم الإثنان يحدّقات بالباب حتى انغلق خلفهما.

مدت وردة كفها إلى أصابع تاج و هي لا تزال مبهورة العقل، و عيناها مثبتتان على الباب، الذي بدأ بالنزول عودة من حيث خرج، تحت الأرض.

أمسكت بسبابته و وسطاه معا، هزتهما و كأنها تطلب انتباه، ثم التفتت إليه،
- من أين.. سمعت عن هذا المكان؟!

تردد لبرهة قبل أن يجيب،
- من.. صديق.
- من ذلك الساحر؟!

هز رأسه باستمرار نفيا،
- لا، لا! لا. ليس.. الساحر.
- لكن هذا المكان.. سحري و لا شك في ذلك!

تفحص عينيها اللتان أخذ بريقهما يشتد و كأنهما متشوقتان لمعرفة حل لغز عظيم.
- لا تشغلي بالك بالأمر. فالمكان آمن.
- ربما المكان آمن، لكنه ملك أحدهم! لا يمكننا الدخول من دون إذن.

فتح شفتيه المترددتين،
- سمعت.. أنه عندما تفتح الحديقة أبوابها.. فهي دعوة للدخول.
- دعوة ممن؟!

أطبق شفتيه و تشوش نظراته لبرهة، ثم ابتلع ريقه و حكّ رأسه، قبل أن ينظف حلقه و يقول،
- دعوة.. من ملكة الحديقة.

قلصت عينيها في شك،
- و من ملكة الحديقة؟

حاول الحفاظ على اتصال نظراتهما، بينما كانت شفتاه مفترقتان عن بعضهما البعض، حائرتان بين قول الصدق و الكذب.
أغلق جفنيه متنهدا ثم ابتلع ريقه،
- لا أستطيع.. أن أخبرك.

رفعت كلا حاجبيها،
- و لما؟!
- هناك أشياء.. لا أستطيع أن أفصح لك عنها الآن.

ظهرت علامات الإستياء على صفحة وجهها، و رمقته بنظرة منزعجة.
- أشياء لا تستطيع الإفصاح عنها قلت!
- وردة..

قاطعته بنبرة هادئة لكن قاسية،
- فهمت! ستخبرني بكل شيء عندما نصل إلى الغبراء! لا داعي لتكرر ذلك على مسامعي!

لفت لجام حصانها مرتين حول يدها، ثم صعدت السلالم بخطا منفعلة وهي تسحب فرسها ليتبعها.

الأميرة و الجنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن