شكوك:

11.7K 578 32
                                    

الاحلام خيال؛صحيح؟!

او هي تعمق في شئ واقعي حصل في حياة الشخص...اما انا..الان ارى بحق الله شخصاً من احلامي؟شخصا كان يريد افتراسي،او شيئاً بهذه البشاعة. اظن انه علي ان ازور طبيب العيون لاصحح نظري!

قطعت الاتصال البصري بيننا،وحاولت التركيز في كتابي،ولكن بعد بضعة ثواني رفعت رأسي نحوه ؛وجدته ما يزال هناك كان قد جلس في طاولة كانت امامه،ووضع سمعاته في اذنه وهو يعبث بهاتفه الان،اصبحت اتأمله،كان مختلفاً قليلاً عن حلمي؛ اعني كان في حلمي يبدو وحشا اما هنا يبدو....هادئاً. ولكنه لا يزال غير طبيعي،فالجو هنا قارص البرودة، وهو قد خلع معطفه ورماه على الطاوله بإهمال،وايضا الا يوجد لديه حصص؟

بشرته كانت شاحبه جدا،لقد كانت خاليه من اللون..والدم، وكأنه ميت!اه في ماذا افكر الان بحق الاله!قد يكون تأثير الجو البارد الضبابي في فوركس،عيناه هادئتان وكأنه مكتفى بما لديه،وهناك ظلال خفيفه تحت عينيه،كأنه كان يعني من الارق مثلي،ولكن تلك  الظلال تناسبه اعني هي غريبه كأنها كانت موجودة تحت عينيه الجميلتين منذ الازل،ذلك ارسلت قشعريه بارده جمدت كياني واوقفت شعر جسدي.

انفه كان محمر قليلاً كأنه يعاني من زكام،او يعاني من صعوبه في التنفس،ولكن تسريحه شعره ولكن تلك الخصله السوداء الكثيفه ما تزال تنزل على جبينه وتكاد تغطي عينيه لتخفى اسراره كذلك.

لاحظت في افكاري شيئاً غبياً؛فانا استعمل كلمة (لا تزال)كثيراً وكأنني قابلته من قبل..او..

وفي تلك اللحظه رفع عينيه نحوي! نظرة اخترقتني وجمدت الدم في عروقي، وقبضت علي بالجرم المشود!

لقد نسيت كيف اتنفس..لقد توقف كل شئ الزمن، الاصوات،ثم ابتسم بتهكم ونهض من كرسيه ورماني بنظره ساخرة ثم سار نحو الباب ودخل.

احسست...بالذل! لقد كان يسخر مني! أنا حقاً استحق ذلك فقد كنت كالبلهاء احدق به.

حاولت بكل الطرق الموجودة ابعاده عن افكاري، ونجحت في ذلك نوعاً ما، ولكن عندما رن الجرس معلناً انتهاء الحصص وبدأ الاستراحة، تحركت متوجه نحو الباب الامامي، لقد كنت اتضور جوعاً، لا اعلم لماذا؟ ولكن شهيتي تزيد عندما اكون في المدرسة.

سرت متوجه نحو خزانتي وادعو الله ان لا اقابل جايك او ذلك الشاب الغريب امامي؛ولكن لا اظن بان دعوتي اجيبت لان جايك وذلك الشاب امامي الان.

كان جايك يقف مع أصدقائه قرب خزانته في اخر الرواق، وذلك الفتى كان اقرب لخزانتي؛ مما يعني ان علي ان امر من امامه حتى اصل لخزانتي، ابتلعت ريقي بصعوبه وسرت وانا احتضن كتبي بتوتر، وقلبي ينبض بجنون، كانت المسافة بيني وبينه تقصر وتقصر وتقصر، وانا اقاوم انفاسي وامنعها من الخروج، واضغط بقوه علي زوايا كتبي حتى ابيضت مفاصلي،وعندما كنت امر بجانبه اسبلت عيني، وفجأه أصبحت  محلقة في الهواء، لا ادري ماذا  حدث!فقط كنت اعرف انني سقطت على الأرض بشكل محرج، وتطاير شعري ليغطى جانبي وجهي ومعه قبعة سترتي، وكتبي تناثرت هنا وهناك.

بعد عدة ثواني ادركت ما حدث لانني في غايه الذكاء! فذلك الفتى الغريب اخرج قدمه للامام بشكل متعمد ليسقطني.

كنت راكعة قربه، وكل ثقلي على يدي وركبتي، وبعد عدة ثواني أخرى سمعت ضحكات جايك ورفاقه الساخرة، تمكنت بإعجوبه من تحريك نفسي رفعت كتبي بشكل آلي وانا احارب دموعي، والعن نفسي وجايك  وهذا الفتى البارد امامي! هو حتى لم ينحني ليجمع كتبي معي او ليرفعني.

نهضت وعدلت سترتي وابعدت شعري و باكبر قدر من الثقة التفتت ناحيته وقلبي الغبي الابله المجنون اعاد احتفاله الصاخب من جديد، وجدته يبتسم بسخريه عاقدا  يديه تحت صدره، هل يظن نفسه جذابا؟! قلت بصوت حاولت قدر الامكان جعله ثابتا:
"ابعد قدميك عن الطريق"

وسع ابتسامته ووقف جيداً، لاعي انه اطول مني بكثير وقال بتهكم:
"وإلا؟"

ابتلعت رقي بصعوبه ، واتسعت عيناي برعب وجهي شحب عندما ادركت بذعر انه يحمل نفس صوت الذي قال:
"أنتِ لي! كل قطرة في داخلك ملكي!"

نظفت حلقي واجبت باكبر ثقة امتلكها واخير ذخير لي قبل ان ابدأ البكاء كالاطفال:
"وإلا ...رميتك أرضاً" وابتسمت بسخرية ثم سرت مع ضحكات رفاق جايك، ونظرات الفتى البارد الذي اظنه الان ينهش ظهري بنظراته.

أنتِ علاجي!Where stories live. Discover now