الحقيقة تنكشف2

9.1K 438 21
                                    

كانت الافكار تتصارع في ذهني،فكيف لعالمي الهادئ جداً ان يتضحمل الى هذا العالم الخارق!

لقاءي الاخير مع ماثيو كشف لي جزء لم اعهده من قبل..شخصية لطيفة وحنونة..دافئة بالرغم من جسده البارد!

فقط عندما اتذكر ذلك الموقف قلبي يضطرب في صدري بشده.

مرت عطله نهاية الأسبوع على خير...وبدأ الاسبوع الجديد..كان في داخلي شوق محير للمدرسة ، حاولت انكاره ودفعه بعيداً ؛ لانه في نهاية هذا الشوق اجد اسم ماثيو يتردد في اصداء عقلي.

جهزت سريعاً وخرجنا انا ولوتي، و هي لا تكف عن الثرثرة في امور تافهة وانا فقط صامتة افكر كيف كانت امي غرببة، لقد كانت ترمقني بنظرات كأنها تعلم ما يدور في عقلي.
"إيما...إيما!" قطعت لوتي حبل افكاري بصراخها
"ماذا ؟!" صرخت انا الاخرى بنفاذ صبر
" انت شاردة في هذه الايام حتى امي لاحظت ذلك" قالت بهدوء وهي ترمقني بنظره جانبية مرتابه
"آه! أجل انا..فقط..مشغولة...بال..دراسة!" قلت بإرتباك

نظرت لوتي نحوي وعلى وجهها علامات عدم التصديق ثم ضحكت بسخرية قائلة:
"الدراسة!! اتمازحنني بحق الله إيم! أنتِ لم تفتحي اي كتاب في الايام الفائتة"

أجل، ان لوتي قوية الملاحظة ومزعجة أيضاً! هذه هي العلاقة الاخوية الناجحة.." مذهل" تمتمت في رأسي بسخرية وقلت للوتي تحاشيا لكلامها السابق
" لقد وصلنا..ادخلي..الى اللقاء"
" حسناً ، ولكن لن تهربي من استجوابي لاحقا" قالت بشر وغمزت لي..
" آه هذا ما كان ينقصني" همست بوهن
..................

كان قلبي ينبض على نحو سريع يزداد كلما اقتربت من باب المدرسة الحديدي الصغير..فتحته..مع صريرة المعتاد..انا الان في ساحة المدرسة!

عيناي تجولان بحثاً عنه...انا ادري انني وصلت اعلى مراحل الغباء بجدارة ولكن...انا فقط لا أستطيع التحكم بهذه المشاعر!

بعد نصف ساعة من البحث والتفتيش في أرجاء المدرسة، لم اترك اي مكان عدا حمام الفتيان طبعاً لم ابحث فيه...والنتيجة لا اثر لماثيو في اي مكان.

وهنا خطرت ببالي تلك الفكرة المرعبة، قد يكون غادر! قد..يكون هذا مجرد وهم..هو لم يكن حقيقة!

ولكن جايك أيضاً لم يحضر، وهذا اخافني اكثر. كنت اسير في الرواق المكتظ بالطلاب حتى لمحت مجموعة جايك وبدون تردد وتهور تام سرت نحوهم
"هل رأيتم جايك؟ لما لم يحضر اليوم؟"

نظروا نحوي بتعجب والدهشة ارتسمت على ملامحهم ..حتى شعرت بالارتباك؛ فهناك خمسة ازواج من الاعين تحدق نحوي ببلاهه، هذا شيئاً متوقع لانني فعلياً، لم افكر ولا حتى في اسوء كوابيسي ان أسأل عنه يوماً.
" هل هو مريض؟" قلت بحزم لاني لم اجد اي اجابه من افواههم المذهولة.
" هو..غادر المدينة" احدهم تكلم أخيراً كان يملك شعرا اشقر طويل ويضع قرطا في أذنه الايسر.
" غادر!! أين؟ ولماذا؟" صدمت، والاسئلة تخرج مني دون تفكير.
" هووووه! على مهلك يا فتاة لم نعلم انك تهتمين به" قال آخر بسخرية .

أنتِ علاجي!Where stories live. Discover now