في قلعة الوحش 3

7.1K 383 12
                                    

أن تفقد من تحبه من بين يديك، بالرغم انه لم يكن
يبادلك نفس المشاعر...الا ان وجوده في محيطك يكفي...يكفي ان تراه من وقت لآخر لتطمئن على صحته..يكفي أن تنظر له من بعيد وهو لا يعي اهتمامك به..يكفي أن يكون بخير لتستطيع ان تتنفس بسلام.

"لقد وجدناها يا جايك هي في قلعة الشاب الغريب...ومعاها عائلتها"

قالها الفتى مقاطعا تدفق أفكار جايك التى وجدها مثيرة للشفقة.
"جيد...أخبر بقية الشباب أن يستعدوا لاننا سنتحرك"
قالها جايك ببرود وهو يقف وينفض الغبار من ملابسه.
" حسناً"
أجابه بطاعه وهو ينسحب للخارج مغلقا الباب الكبير للمخزن المهجور المظلم...نفس المكان الذي خطف فيه إيما وحاول إيذائها لاول مرة! وهو لن يسامح نفسه طوال حياته الأبدية لتفكيره بقتلها!

....................................

#ماثيو

" هل الحب ممنوع بيننا؟!"
سألتني بصوت واهن مثقل بالهموم ويعم في أركانه الحزن.
سؤالها بعثر كل ذرة تعقل في ، فقدت قدرتي على النطق ...فلم أتوقع أن هذا سيكون سبب بكاءها.
ما أرقك يا إيما! و يالي من شخص محظوظ !
ألتفت نحوي عندما لم تجد مني أدنى ردة فعل. نظرت لعينيها وعاطفه غريبة تجعل صدري يصبح أدفئ فلقد كنت رجل لا يسمح بعاطفته أن تتحكم به...وهي غيرت الوحش بداخلي هي روضت ذاك الوحش..هي علاجي!
هممت بمسح دموعها التي اغرقت خديها الناعمين وقلت بحنان:
"ما أرق قلبك يا حبي! لم يكن الحب ممنوعا يوماً، أنها فكرة مريضة جعلها مصاصو الدماء قانوناً ليجعلوا من البشر مجرد غذاء...ليقتلوا ما تبقى من مشاعر إنسانية داخلنا..لم ولن يكون الحب ممنوع بيننا..افهمتي؟"

توقفت عن البكاء ثم ابتسمت وهي تؤمئ برأسها بسرعه كالطفلة...آه كم أحبها! وسأحميها دائماً وحتى من نفسي.

.................................

#إيما

لا أعلم لما انفجرت باكيه كطفله مذعورة عندما قالت امي ما قلت سابقا لماثيو.
ولكنه ابعد عني الحزن وجعلني أؤمن بأن كل شيء سيكون بخير...وانه لن يقف أحد في طريق حبنا..
شيئاً عظيم ان تجد من تحبه سيحميك بكل ما أوتي من قوة..ويكون معك في اتعس اوقاتك قبل أسعدها..انا جد محظوظة بك يا ماثيو!
في تمام الساعة التاسعة طرق ماثيو باب جناحنا ، كان قد بدل ملابسه لسروال بني وبلوفر بنفس اللون ولكنه اغمق.
وعندما دخلنا لغرفه الطعام قابلتنا تلك السيدة التى لم ارها يوم مرضت عندهم جيدا كانت إمرأة فائقة الجمال تبدو من الطبقة المخملية ترتدي نظارة طبيبة وترفع شعرها الاسود الفاحم لاعلى بطريقة أنيقة..وعيناها كانتا رماديتان شاحبتان وكما هو ماثيو تحت جفنيها هناك ظلال تجعلها جذابه.
"هذه السيدة سوزانا هي بمثابة أمي وهي عالمة تخصصة في ابحاث الدم المعالج..اما تلك الصغيرة فهي أبنتها سارا هي في عمر لوتي..وهما مصاصتا دماء"
عرف ماثيو عن كلتيهما ببرود المعتاد.
كانت سارا تبدو كأي فتاة مراهقة عادية ولكنها تملك عيني امها الشاحبتين والظلال الغامقة تحتها والبشرة الشاحبة الخالية من الدماء.
جلسنا على الطاولة لم تتفوه امي ولا خالتي جاين بكلمة وما فاجئني كون ماثيو جلس بجواري وجعل لوتي تجلس جوار سارا.
" كيف حالك حبي؟"
ابتسمت بخجل فهو يتغزل بي امام عائلتي وحتى وان كان صوته خافتا.
" بخير..أنا أفضل بكثير"
قلت بصدق
تناولنا العشاء بصمت الا من كلمات المجاملة بين امي وسوزانا وحديث سارا ولوتي التى يبدو انهما اندمجتا سويا.
بعد العشاء انتقلنا لغرفه أخرى حيث جلس ماثيو جواري وبدأ الحديث قائلا بجدية:
"سأذهب غداً مع رجالي لنقتل روبرت واعوانه..لقد جمعت العديد من المعارضين له بفضل حبهم لابي..اريدكم ان تبقوا هنا حتى عودتي ستعتني بكم سوزانا ...لا تخافوا منها هي مدربة لمقاومة الدماء وكذلك ابنتها..ساشدد الحراسة..لتبقوا مطمئنين"

لم يبدي اي احد اعتراضه، وهذا اراحني..ولكن التفكير بانه يتعرض ماثيو للخطر يخيفني.
" حسناً..سنبقى..ولكن اريد ان اذهب لمنزلي واحضر بعض الاغراض غداً"
قالتها امي وهي تبتسم بتصنع وتعتذر بان الوقت تأخر ونحن نحتاج للراحة...اصبت بخيبة الامل لاني لن ابقى قليلاً معه..هو سيرحل غداً وانا خائفة عليه.

لم أعلم

كم الساعة استيقظت فزعة، عندما سمعت همس ماثيو باسمي..كان يتألم!
التفتت يمين ويسارا ولم اجده..اهو خيالي الخصب يا ترى؟! نظرت لهاتفي وكان الوقت الثالثة والنص فجراً.
وفجأة خطرت ببالي فكرة مجنونة ، بما ان الجميع نيام لما لا أذهب لزيارة ماثيو في غرفته لاودعه.
ابتسمت بحماس على فكرتي ونهضت حافية القدمين...ثم خرجت من الجناح..وعندها تردد همس ماثيو باسمي كان كمن يتأوه من الالم.
اسرعت الخطى لغرفته وادرت عيناي في ارجائها ولكن لم اجده.
شعرت بالحزن وكنت على وشك نزول السلم والرجوع لغرفتي عندما سمعت صوت تنفس ثقيل..وكأن هناك شخص يلفظ انفاسة الأخيرة.
اتجهت نحو الصوت بتردد كان الرواق مظلما للغايه فقط ينيره ضوء القمر الشاحب...سرت في اتجاه الباب الذي تظهر منه اناره خافته وقلبي يطرق بشده في صدري كأنه يتوسلني للرجوع.
تجاهلت الاصوات المخيفة التى تشبه أفلام الرعب ووفتحت الباب كانت الغرفة مضاءة بنور بنفسجي خافت ويبدو انه مختبر فهناك عده في طاولة..ولكن ما لفت انتباهي هو جسد ملقى في ركن الغرفه باهمال شخص عاري الصدر وظهره يقابلني...اقتربت منه عده خطوات لاجده يتنفس بثقل وما جعلني افزع انه مقيد بالسلاسل من قدمية ويديه.

اقتربت اكثر لارى ملامح ذلك الشخص، مع اني اعلم داخلي من هو.
ولقد صح تكهني،فها هو ماثيو...حبيبي! يرقد باهمال على الارض الباردة وهو مقيد ويتنفس بشده كمن اصيب بالحمى.
"م..مم..ماثيو!"
همست برعب
وهممت بالاقتراب لمساعدته ولكنه في تلك اللحظة رفع عينيه صوبي..وقد كانتا خالييتين من الحياة...وما ارعبني اكثر كون ذقنه وشفتيه مغطيتان بالدماء الجافة! هو لم يبدو كماثيو...بل بدى كوحش!




أنتِ علاجي!Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora