لقاء طال انتظاره 3

13.8K 665 44
                                    

"اين تهربين؟" همس لي،عيناه الزرقاوان الحادتان تحولتا بشكل مخيف للاحمر القاني،وفمه اتسع في ابتسامة متهكمة لتظهر اسنانة البيضاء اللؤلؤية كوجه الابيض الشاحب..بشكل ارعبني..

انه ليس بشريا!قد تكون خدعة..اظن ان جايك يلعب باعصابي؛هو يرعبني لانه رميته ، ولكن لا احد يدخل هذا المكان...اقصد لا احد يتجرأ على دخول اعماق الغابه..
"لقد سمعتي ورأيتي الكثير يا فتاة!"

بعد هذه الجملة؛استطاع عقلي ان يفكر واردت الهرب من جانبه،لكنه امسكني بسرعة..كأنه توقع حركتي الغبية تلك،ودفعني نحو شجرة الصنوبر وحاوط خصري بذراعه المتجمدة!..ثم ابتسم مجدداً وهو يشتم رقبتي وتلك المرة ظهرت انياب في فمه..اجل انياب طويلة وتبدو حادة!
"أنتِ!؟"

همس بذلك وعيناه مصدومتان والدهشه تملأ خطوط وجهه العميقة...انه وسيم!!

تحولت عيناه للون الازرق البحري الغامق،وقرب وجهه من وجهي كثيراً حتى تخالطت انفاسي الخائفة مع انفاسه الباردة...
"انتِ هي!لقد انتظرتك طويلاً!"

ثم لفنا الصمت وأخذنا الى اعماقه، ونحن نتبادل النظرات وعيناي دمعتا بشده عندما ادركت ان نهايتي اقتربت..ومن سينهي حياتي قاتل مختل وسيم...يال العزاء!!

لم أستطع ان اخفي خوفي،او ان امنع دموعي...وعندما انحدرت دمعتان ساخنتان في خدي المحمر..توقف عن تعذيبي بالتحديق في عيني،وبدأ ينظر لدمعتي التى اصبحت في منتصف خدي يراقبها بتعبير خاو،ثم رفع يده ووضعها ومسح دمعتي بلطف مبالغ فيه..واحساس يده المتجمدة لا يفارقني...

لم اتوقع هذا!لقد دهشت حتماً؛ودهشت اكثر حين اصبح يحدق في اصابعه المبتله بدموعي وثم قرب اصبعه من فمه ومن شفتيه  الحمراوان...وتذوق دمعتي..تذوقها!!

عندما تذوقها اغمض عينيه لفتره احسستها دهرا..اختفت انيابه ،ثم اصبح يحدق في وينظر لتقاطيع وجهي وكأنه يريد حفظها في ذكرته للابد!
ماثيو:

عيناها تشبهها تماماً...لونهما البني الداكن..ذلك اللون الغريب ..تلك العينان لا تملكها الا تلك الفتاة!يا الهي هي تشبهها حتماً. .ولكن هذا لا يعقل!؟
"أنتِ تشبهينها!" قال هامسا

ثم نظر الي بضعف،وانا لم املك غير النظر اليه بخوف..وارتعبت حين وضع يده على خدي وبدأ يداعبني بخفه...يال اللهول!انها النهايه..دائماً ما كنت اشاهد في الافلام ان القاتل يعامل الضحية جيداً...ثم يقوم بقتلها!

حاولت ان ابتعد عن جسده قليلاً،ويبدو ان هذا كان خطأ جسيما لانه ضغطني اكثر على جذع شجره الصنوبر البارده وهذا جلب مزيداً للبروده لجسدي...لماذا هو بارد هكذا؟

وما كان ينقصني حقاً هي تلك الرياح الباردة التى تنذر بالمطر،بدأت بالهبوب فحركت أوراق الشجر لتعزف لحنا مخيف زاد من توتري.

هذا الفتى لم يترك عيناه تبتعد عن عيناي أبداً،ويده بدأت تبعد خصلات شعري التى اثارتها الرياح..ثم فعل بعد ذلك شيئا غريباً...اخذ نفساً عميقاً وهو يرفع رأسه كالمنتشي من المخدرات..او كأن هناك رائحة شهيه ...رائحة طعام لذيذ بالقرب من هنا...
ماثيو:

علي ان ابتعد عنها قبل ان أؤذيها،ولكن رائحتها لا تقاوم..دماؤها تغريني بشده،ونبضات قلبها الخائف لا تساعدني بتاتاً. .لكن لماذا لا اريد قتلها؟!هي عرفت بامرنا ..اذا يجب علي ان اقتلها..وبذلك سأشرب من دمائها اللذيذة..ومن المستحيل ان تكون تلك الفتاة حقيقية.
إيما:

علمت حينها انني مع مصاص دماء..لانه بدأ يستنشق الهواء كالمخدرات..ثم ظهرت انيابه الحادة!وبدأ يقترب من عنقي ببطء قاتل!
"لا...أرجوك لا تفعل!"

همستها بخوف وانا ابكي..وافكر كيف ستعيش امي واختي من دوني،لقد كنت سابقاً اتمني الموت،لكن الان انا لا اريد ذلك...ستتحست حياتي..يجب عليها ذلك!

وكالصدمة!ذلك الغريب الوحش ابعد يديه عن عنقي وخصري..واختفت انيابه،ثم نظر لي نظرة غريبة لم افهم ماذا يعني بها،لكنه حافظ على المسافه التى تجعل انفاسنا متخالطة..ثم قرب جسده مني وانا ضغطت بجسدي على جذع الشجرة وكأنني سأخترقه وسأهرب واعود لمنزلي.

امسك وجهي بكلتا يديه،ونظر في عيني،لقد التقطت عيناه عيناي كالمغناطيس..وتهت في زرقه عينه الغامقة..وشعرت ويال العجب..بالامان!...امنه مع مصاص دماء!
"سوف تنسين ما حصل معك خلال النصف ساعة الاخير..تنسين انك قابلتني!"

قال بصرامهوهو يركز في عيني،لم استوعب ما قاله،حتى انني لم افكر فيه كثيراً لم اهتم..كل ما كنت افكر به هو عيناه التى تداعب عيناي..شعرت بالنعاس...لم ارد النوم..اردت النظر في عينيه للابد...ولكني غفوت.

أنتِ علاجي!Där berättelser lever. Upptäck nu