قربها يضعفني2

10.2K 497 40
                                    

قلعة الغابة...

هي قلعة قديمة يعود عمرها الى العصور الوسطى، قلعة يبدو ان الزمن صادقها وسكن داخلها،فيها مقتنيات أثرية ولكن معظمها قد أخذه متحف فوركس القومي.

جزء من هذه القلعة قد حرق قبل عامين لسبب غير معروف، والاخر كان يهتم به المالك على امل ان يأتى شخص ليبيعها.

تذكرت انني قرأت ان تلك القلعة كانت تعود لمالك اقطاعي كان ظالماً ،  وزوجته امرأة دموية ومختلة كانت تستحم بدم الخراف ليظل شبابها ابدي! اهل تلك القلعة ماتوا بسبب وباء حسب ما كتب...
.............................

واصلت طريقي بين الوحل والاعشاب الجافة، كان الجو يزداد بروده...حمد لله لاني ارتديت قبعتي وقفازي...الغيوم  حجبت الشمس كما هو معتاد،لقد شعرت بالالم في قدمي وصداع خفيف شوش تفكيري..اظنني سأمرض فعلاً الان!
"تبا....لم على الطريق دائماً ان يكون طويلاً" همست بتذمر مجنون  وانا اضرب الارض بقدمي كطفله.

لقد كان ابي يقول"ستظلين طفلتي وحتى لو اصبحتي جدة"

هذا القول كان يضحكني...اتمنى انك بمكان افضل يا ابي.
..........................

بعد دقائق من السير وصلت ..هيكل قديم لقلعة رمادية بقرميد أحمر قاني يزين الحواف لم يبهت مع مرور الزمن، نوافذ لامعه ومغطاة بالستائر الداكنة.
" هذا غريب! الا تحتاج القلعة للتهوية؟" سألت بتعجب صامت.

كان هناك سور حديدي عالي يحيط بها، فتحت البوابة فأصدرت صفيرا عالياً  ومخيفا!  بحق الله! هل انا في فيلم رعب!..الاجابة هي نعم وتبا! انا ذاهبة لاعترف لمصاص دماء انني كشفته..وتبا أخرى لاني قد اقتل على يد عائلة من مصاصي الدماء!

كان هناك طريق من الحجارة الصغيرة رمادية وحمراء  المصفوفة  حتى باب القلعة الضخم، مشيت بوجل وقلبي  ينبض كبركان....لقد اقتربت..انا استطيع ان استيدير واعود الان..و
"من أنتِ؟!" صوت خشن وغاضب سأل

ذعرت كالموت وتجمدت اطرافي...إلهي! التفتت ببطء شديد لاواجه رجل عجوز اقل ما يقال عن منظره انه مخيف..ولكنه يبدو..بشري؟...ههههه في ماذا افكر هل سارى دما عل فمه وجثة بقربه..سخرت من نفسي داخلياً.
"لقد سألتك من أنتِ؟" سأل بفظاظه
"إيما.." وانا افكر جديا بالهرب
"ماذا تفعلين في أملاك خاصة يا فتاة؟" سأل بحدة وهو يقصر المسافة بيننا...ولتوي انتبهت انه يحمل بندقية!
"لقد..لقد...جئت لارى ماثيو انه..انه..صديقي؟"

واو! اروع كذبة في تاريخ البشرية.
"صديق! حسنا سأعلمه بقدومك" بدا مرتابا

عندما خطا للامام فتح الباب، وظهر ماثيو عاري الصدر! في هذا البرد يرتدي بنطال اسود وشعره مبعثر لفوضوية.
"من هناك ويكهام؟ لقد شمم......" قطع كلامه واعتلت الصدمة وجهه
"أنها انا ماثيو..لقد جئت لاعطيك أوراق التسجيل في صفوف العلوم" قاطعت ويكهام ، ونظرت لماثيو نظرة ترجي ليعلم انني اريد محادثته.
"أدخلي! يمكنك الذهاب ويكهام" امر بجفاف، اؤمأ له ويكهام وذهب، ثم دخلنا.

تجمد الدم في عروقي ،سحقا ماذا سأقول له "مرحبا ماثيو..انا اعلم بانك مصاص دماء"

اغلق الباب بعنف ورائي ، وهذا جعلني اجفل من افكاري،مررت بصري على الردهةالتى يوجد بها ثلاث ابواب عملاقة من اليمين واليسار وامامي مباشرة.

غاصت قدماي في السجاد الاحمر والاسود السميك،ولكن لم اشعر بالدفء فالمنزل بارد! حتى انه يكاد يكون ابرد من الخارج!

دخلنا الباب الذي على يميني لارى غرفة كبيرة فيها طقم من الارائك الحمراء والسوداء وفي المنتصف ترقد مدخنة بديعة من الرخام  عليها شعار غريب بلغه قديمة كما يبدو ، وهناك لوحات فنية تبدو غالية على جوانب الغرفة واخرى معلقة فوق المدخنة لرجل يشبه ماثيو ولكنه اكبر سنا، والنوافذ مغطاة بستائر سوداء داكنة..مما يجعل الجو خانقا.
"حسناً" همس ماثيو قربي بصوت ارسل نبضات كهربائية مريبة الى عقلي لابتعد..ولكن..مهلاً! كيف وصل خلفي هكذا؟! ابتعد تلقائياً للوراء وبللت حلقي.
"منزلك جميل.." صوتي يرتجف وكأنه يريد الهرب وتركي
"ماذا تريدين يا إيما؟هل هذا اسمك؟" قال بفظاظه ونفاذ صبر وهو يعقد ذراعيه.
"أريد..أريد.." يا إلهي عيناه كأنهما تكبلانني..نظرتهما الزرقاوتان فيهما شيء غريب كأنه نوع من التحذير الصامت واعجاب؟! هو يجعلني ارتجف واتعثلم..قلبي ينبض بقوة واراهن انه يستمع له بتوق..علي ان اتكلم وحالا.
"ماذا تريدين ؟" همس بصوت اجش وبارد ومتعجرف،لماذا يهمس دائماً وكأنه نوعا ما...قاتل مختل كما في الأفلام...ولكن ما جعلني اعيش الرعب الحقيقي انه بدأ يقترب صوبي! وجدت نفسي اصطدم بالاريكة ودفعني لاجلس عليها،ثم قرب كرسيا صغيراً وجعله امامي ثم جلس عليه محاصرا ساقي بين ساقيه!

انا لا اجد كلمات لتوصف مدى الخوف الذي اشعر به اريد الهرب وبشده! سحقا لتفكيري الغبي..هو حتماً سيقتلني ببطء!
"إيما...هل أكل الفأر لسانك ؟..هل هذا صحيح الفأر!؟"

قال مازحا وكأنه يمهد للقادم الذي يبدو فظيعا..هو ينطق اسمي بطريقة غريبة...يتلذذ بنطقه بنبره الفريدة التى تبدو عتيقة..وكل هذا يجعلني ارتعش..واتمنى..
"قط..انه قط" همس عندما وجدت صوتي الغبي.
"أوه...اجل ..والان ما الذي جلبك عندي يا عزيزتي؟" همس بنبره لعوبه!!

تبا!!تبا لي كان علي ان ارسل رسالة نصية فقط.
"أنا اعلم أنك كنت تراقبينني يا إيما..هل أنت وان صدف التخمين معجبه بي؟..وربما هائمة في حبي؟"

قال ساخرا بابتسامه مريعة متهكمه.

وانا غضبت، وكثيرا هل هو لتوه سخر مني؟! والاسوء انه علم انني كنت اراقبه؟ يا إلهي!
"انا أبداً ولن أكون معجبة او هائمة بحبك ماثيو!أنت غير قابل للحب! وانا كنت احدق بك أحياناً لاني ظننت انني رأيتك في مكان ما" قلتها بغضب وبسرعة وانا احرك يدي يمنه ويسرا كالمعتوة.
"غير..قابل للحب" همس بغموض وكأنه يفكر،ثم نهض بسرعة وضحك بغرابه، كل ما يفعله غريب ولا يفسر بالنسبه لي...أنا لا أستطيع توقع افعاله.
"حسناً لا تغضبي!كنت اشعر بالملل ولهذا ضايقتك قليلا يا صغيرتي" قال مدافعا وتابع بفتور
"والان هلا أخبرتني ما الذي جلب فتاة بجمالك الى قلعتي المتواضعة في مثل هذا الجو العاصف؟!" وفجأة  شعرت بالمرض..أعني تقلصات في معدتي وصداع نابض بعنف في رأسي ، ثم دوار لامس نظري وجعله يصبح اغمق،نهض بتعب وفكرة واحدة تحفر في ذهني

لا يمكنني ان امرض هنا، ماثيو كان جالسا شابكا يديه وينظر لي..بقلق؟ او ربما متعة...وأظلمت الدنيا حولي وقبل ان افقد شعوري، أحسست بذراعين قويتين وباردتين، مرحبتين اكثر من الارض تحتضن جسدي!

أنتِ علاجي!Där berättelser lever. Upptäck nu