الحقيقية تنكشف 4

8.3K 438 9
                                    

الهواء البارد الذي ينذر بالمطر كان يضرب وجهي، ويجعل شعري يتبعثر بطريقة فوضوية...أخذتني افكاري الى ماثيو..هل هو بخير يا ترى؟

لا اعلم لماذا لا انفك ابرر تركه لي...ولكن عقلي الجانب الاسود منه يقول لي انه تركني بلا حماية...وهو يعلم ان حياتي معرضة للخطر.

كانت السحب تعبث وتغطى الشمس تاره وتبتعد عنها تاره اخرى، وكالمرة السابقة سرت نحو الغابة الأخاذة باشجارها العملاقة التى تجبر اي انسان على التفكير كم شهدت من قرون متوجه نحو منزل ماثيو.

انتقلت افكاري لحديث امي وخالتي جاين، كان كلامهما غريب جداً، ولكن شئ خفيا يجعلني موقنه تماماً عن ماذا تتحدثان.

امسكت بالقلادتي التى على شكل قلب ومحفور عليها كلمة (حب) فتحتها فاصدرت تلك الرنه الخافتة...امعنت النظرة في صورة ابي المبتسم..أعظم رجل عرفته..أفضل اب في الكون بأسره.

لون عيناه كعيناي تماماً، انفه، لون شعره...كما قالت أمي انا نسخه مؤنثة عنه، قبلت صورته وادخلت القلادة داخل سترتي ...لاكون صادقه انا لم اخلعها يوماً لانها تجعلني اشعر بالامان...لانها تشعرني بان ابي بقربي وسيحميني!

صوت تحطم الاوراق الذابله توقف، لاني دخلت الطريق المرصوف...أتجه نحو البوابة الحديدية القديمة لقلعة ماثيو.

لا أعلم ما أعتراني فجأة ، وكأن صوت ماثيو تردد في أذني يخبرني ان أتوقف واعود أدراجي حالا!
" انها تخيلات تافهة" رددت بهمس وانا اضرب مقدمة رأسي لغبائي...استمعت لصوت خرير الماء من تلك النافورة الصغيرة في وسط الحديقة ، كانت القلعة باهته، بالرغم من كل الطبيعه الخلابه بقربها..وذلك لانها تبدو خالية من الحياة،  ابتسامة شقت طريقة لشفتاي وانا افكر انه في اي لحظه سيظهر طيف ماثيو ويحدثني ببرودته المعتادة التى افتقدها...نوعا ما؟  او ذلك الرجل الكهل الذي ظن انني لصه!

تركت افكاري ورائي، وسرت نحو الباب الخشبي الضخم بعزم، وجدته مفتوح فدخلت سريعا..وادرت عيناي في المكان بحثاً عن إليوت ولكن لم أجده...عاد ذلك الهمس الخافت في رأسي يقول:
" أهربي!!"

جفلت عندما سمعت همسه خلفي
" بووو"

سقط قلبي في هاوية الخوف قبل ان استدير وارى إليوت فصرخت بغضب:
" لقد أفزعتني إليوت!"

نظرت نحوه وانا احاول تنظيم تنفسي وضربات قلبي المذعورة، حدقت بشعر اليوت الاشقر طوله الفارع وابتسامته المستفزة...انا متأكدة انني قد رأيته في مكان ما!
" أنتِ لم ترى شيء بعد" همس بخبث

ماذا يقصد؟! ارتجف جسدي وانا اخذ خطوتين للوراء
" ماذا تعني؟ أين ماثيو، اعرفت مكانه؟"

حاولت قدر الامكان جعل صوتي متماسكا
" ماثيو، ماثيو ، ماثيو!! أنتِ لا ترددين الا اسمه هل..انت واقعة في غرام مصاص دماء؟"

أنتِ علاجي!Where stories live. Discover now