الشبيه2:

11.6K 600 11
                                    

افكاري مشتته...كنت اجلس على طاولة خشبيه من الطاولات العديدة المنتشره هنا وهناك،احرك قدمي باسترخاء على العشب الذي يبدو انه يقاوم لينمو في جو فوركس الغريب.

كنت اقرأ احد كتب امي عن المستذئبين وصراعهم مع مصاصي الدماء،لا اعلم لماذا ولكني اجد قرأتي لتلك الكتب الخرافيه افضل من سماع الموسيقى او الثرثرة مع الصديقات.

وفي بالي فكرة اصبحت تنسج خيوطها مؤخراً؛وما حفازها قرائتي لهذا الكتاب الذي يسمى(حرب الباردون والدافئون).

كتبه عالم يوناني اتهم بالجنون،يال السخريه!انا اقرأ كتاب لشخص مجنون...ولكن تلك الفكرة غريبه نوعاً ما؛ولكنها منطقية..(من هو الاقوى مصاصو الدماء ام المستذئبين؟).
"سؤال غريب..ها!؟" هكذا حدثت عقلي،ولكن في نظري ارى مصاصي الدماء اقوى؛وذلك لانهم سريعين،ذكيون ورشيقو الحركة، كما انهم يستطيعون التحكم باعصابهم على عكس المستذئبين ؛هم سريعون-لا انكر-ولهم غريزة حيوانية قوية تساعدهم كثيراً؛ولكنها كذلك نقطة ضعفهم لانها تسيطر عليهم وتجعلهم يغضبون ولا يفكرون بالعواقب.

فدائما او غالباً خلال الحرب فيما بينهما،يتسبب مستذئب واحد في خسارة المعركة..لانه فقد اعصابه بسبب واستفزاز مصاص الدماء ،ولكن هذا لايجعل لمصاصي الدماء الافضليه لان لديهم نقطة ضعف وهي الدماء؛لانه خلال الحروب كانت امرأة واحدة من قبائل المستذئبين تشتهر بدماءها الشهية تجرح يدها جرحا كبيراً نوعاً ما..وهذا يشتت انتباه وتفكير مصاصي الدماء لثواني..فينقض المستذئب عليه.

توقفت عن تفكيري المريض،وانا اسمع صوت البوابة الحديدية العتيقة لمدرستنا يفتح،ولكن يا ترى من هذا المغفل الذي يأتب في هذا الوقت الذي من المفترض ان جميع الحصص قد بدأت،ما عدا فصلنا لان' الاستاذة فرانسس' لم تحضر بسبب مرضها ،ولم يضعوا لنا شخصاً ليملأ المكان الشاغر لحصتها.

قلبي نبض اكثر من المعتاد عندما واجهني الشاب الطويل بظهره وهو يسد البوابة الحديدية القصيرة ،كان كتفاه عريضين وعضلات ظهره تحركت تحت السترة التي التى يرتديها.

انا اعرف بان هذا الشاب لن يستطيع ان يلمحني بسهولة؛وذلك لانني اجلس على طاولة بعيدة يقع امامها تمثال حجري لمؤسس المدرسة..وهذا دفعني ببساطة لاحدق فيه اكثر ولا اهتم بشؤوني الغبية.

في تلك اللحظة،هبت نسمة رياح باردة حركت شعري بفوضوية وارسلت رعشه باردة في عظامي...امسكت بذراعي احتضنهما من البرد..شعرت بالخوف..بالرغبه في الهرب..لا اعلم..ولكني رفعت عيناي على  الفتى قرب البوابة..وكان هو بالفعل..كان قد مشى بضعة خطوات متجهاً للباب الامامي للمدرسة..ولكنه توقف وحدق بي..لقد ارعبنتني عيناه الزرقاوان الغامقتان وشعره الاسود الذي يتدلى على جبهته..كان ينظر الي ويفترسني بنظراته..ولكن بحق الله كيف استطاع رؤيتي رغم ان هذا التمثال القبيح يغطي نصفي!؟
"مهلاً...لا لا يعقل..يستحيل..تبا" تمتمت داخل رأسي برعب انه..هو..الفتى من حلمي...انه امامي ينظر الي بحذر...انه شبيهه!!...

أنتِ علاجي!Where stories live. Discover now