لقاء طال انتظاره!

16K 700 25
                                    

أخذت بضعة انفاس عميقة لتهدئت نفسي قبل ان اعبر سور المدرسة"ثانوية فوركس العليا".

انا في هذه المدرسة منذ سنين،وهي لا تزال كالعذاب بالنسبة لي، لان الجميع يضايقونني فيها وينعتونني بالمجنونة او مصاصة الدماء!...وتنهدت"الهي اجعلني خفية!"

أنا اريد ان تمر هذه السنة على خير من دون ان يلاحظني احد،ومن دون ان يضايقني احد...ولكن هذا يبدو حلماً بعيد المنال...
"أنها المجنونة!!" صرخ جايك بسخرية عندما رأني.

(جايك هاملتون) هو احد الشباب الذين يزعجونني منذ ان دخلت اعتاب هذه المدرسة.

تجاهلته تماماً،ثم سرت نحو خزانتي مباشرة، وهذا كما يبدو اغاظه جداً....فاقترب مني واقفل خزانتي بعنف،كاد هذا المغفل ان يقطع اصبعي.
"هيييييي ايها المغفل!!"صرخت به
"ها المجنونة تعرف كيف تتكلم" قالها بسخرية وابتسامة متهكمة تظهر على وجهه المقرف.

استدرت لاغادر..لن اضع كتبي الان..سوف ابتعد عن هذا الاخرق قبل ان افقد اعصابي.
"هيييي أنتِ ايتها المجنونة لم انهي كلامي بعد!"

صرخ بي مزمجرا،ثم وضع يده المقرفة على كتفي، وكرد فعل تدربت عليه مراراً في صالة الجودو،امسكت ذراعه وقلبته بقوة على الارض! فتأوه من الالم، وابتسمت بفرح لاول مرة منذ ان دخلت المدرسة...لقد افادت التمارين التى تعلمتها تحت اصرار ابي،وامي من بعده...لانهما يردانني قوية واستطيع الدفاع عن نفسي عندما يحاول شخص مهاجمتي.
"لا تلمسني مجدداً!" قلتها وانا اضغط على الحروف بصرامة.

اخذت حقيبتي وكتبي،وابتعدت عن الحشد الذي شاهد النزال...يال السخرية!

جايك من نوع الفتيان الوسيمين المتنمرين ...قائد فريق كرة السلة...ذا جسد رائع عينان زرقاوان وشعر اسود...وهو يستمتع جداً عندما يحرجني..ولكن لا اعلم ماذا حدث لي...فقدت اعصابي!

لقد كنت منهارة تماماً، وخائفة جداً فهذا الفتى الغبي جايك لن يتركني وشأني أبداً، سوف ينتقم مع أصدقائه...انتم لا تعرفون مدى حساسيتي والمي، فانا ابدو من الخارج صلبة وقوية ؛ولكني في الحقيقة هشه وقابلة للكسر بسهولة..فالظروف التى حدثت لي منذ مرض ابي الى ...موته ،ودخول امي المصح، ثم بقائي انا واختي في الملجأ...اثرت علي بشده..حطمتني! اصبحت باردة مثل قطع الثلج على اسطح الزجاج.. الا بالطبع مع عائلتي..هذه الافكار ملئت عيناي بالدموع...وابي الذي كان جزء كبيرا من حياتي..مات ...وتركني..

اصبحت حذرة ويقظة جداً لما حولي...لا اعلم ماذا حدث لي خلال تلك السنوات ولكني ادمنت على قراءة كتب امي الاسطورية الخيالية..اصبحت لا انام ليلاً...اخاف على اختي وامي..من شيئاً مجهول..تلك المخلوقات الخرافية التى لا تمد للواقع بصلة ربما...

وكأن كلام امي في ذلك اليوم المشؤوم غرس كخنجر في ذاكرتي...لقد كنت انتظر رؤيته...رؤيه من قتل ابي.

"اوه!لقد جننت حقاً!"

أنتِ علاجي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن