أحتمالات وهمية

9.3K 480 35
                                    

الراوى:

"مصاصو الدماء؛ مخلوقات تشبه الانسان، في الجسد والتكوين الداخلي ولكنهم أكثر عنفا ووحشية...في الواقع هم قد اصيبوا بمرض..نفسي وجينيي(التلاعب بالجينات) فأول مصاص دماء  في التاريخ كان في الواسط القرن السابع عشر ، رجل حبس في زنزانه لا يدخل لها ضوء الشمس ولا الهواء النقي لمدة طويله جدا قدرت بعشرين عاماً، ولكن هذا الرجل كان العلماء في ذلك القرن يستخدمونه كفأر تجارب، ليصنعوا وحشا يدافع عن بلادهم وقت الحروبات، كانوا يحقنون هذا الرجل بدم خفاش يسمى الخفاش الاحمر لان لونه احمر..والغريب ان دمه لم يتسمم بل قبل جرعات الدم برحابه صدر مخيفة، والسبب وراء اختيارهم لهذا المخلوق المنقرض الان هو انه كان يثير الرعب في مدينتهم كان ذلك الخفاش الاحمر في حجم قطه ،وكان يتغذا على دم الحيوانات.
بعد مرور شهور على الحقن الاول بدأت تظهر اعراض غريبة على الرجل المعزول، نمت له اظافير طويلة، جسده اصبح اكثر ليونه ولكن في نفس الوقت اكثر صلابه وتحمل، وتلك التجاعيد التى بناها الزمن والمعاناه اختفت!

فؤجأ العلماء بذلك وأصابهم الجشع نتيجه الارباح التى جنوها من قائدهم،فحقنوا الرجل بجرعات مضاعفه من الدم،فأصيب الرجل بأعياء شديد واغمي عليه، ظل على هذه الحالة لشهر وكان جسده طبيعيا وكأنه نائم، وعندما استعاد وعيه كان اصبح كما سموه العلماء (سلاحاً فتاكا) .
هناك شيئا لم يتصور لهم ان يحدث فشيئا فشيئاً اصبح الرجل اعنف واقوى، ونمت له انياب حادة، وهناك شيئا اثار شهية الرجل..وكانت تلك..الدماء!

في البداية كان يشرب دماء الجرذان التى في زنزانته، ثم بعد ذلك عندما ادرك قوته، حطم البوابة الحديدية للزنزانه وقتل 10 حراس بطريقة فظيعة وشرب دماءهم.
ذلك الرجل عاش مختبأ في الغابات والكهوف المظلمة، كان ضوء الشمس يؤذيه جداً، يتغذا على الحيوانات والبشر على السواء، وكان احيانا يغتصب النساء فنقلت جيناته عبر الاجيال وهكذا تكاثر جنس مصاصي الدماء...."
#إيما

مرت ثلاثة ايام على ادعائي المرض وهروبي من مقابله ماثيو، يمكنكم القول انني مرضت من الخوف، والكوابيس لم تكف عن زيارتي، كنت ابقى الليل مستيقظة لاني كنت خائفة على امي واختي.

لم اتلقى اي خبر من ماثيو او حتى جايك، كأنهما لم يكونا قط، وكأن الامر من خداع مخيلتي!

انه اليوم الرابع والخوف يجعلني متيقظة بشده؛ اعصابي لم تعد تتحمل هذا الذعر الدائم، الذي يبدو كأنه حل مكان عقلي!

قررت الذهاب للمدرسة فانا لا أريد ان أرسب في سنتي الفاصلة، اعني انه مستقبلي وبداية طريقي نحو الجامعة، اخذت حمام بارد،ذعرت وتجمد كياني عندما احسست بيد باردة تلمس ظهري، التفت مذعورة لارى انه لا يوجد احد، نافذة الحمام صغيرة جدا والباب موصد بإحكام.
"يا إلهي!سأجن!"

ارتديت جينز وكنزة بنيه اللون، كانت تهطل في الخارج لذلك اخذت معي معطف المطر الاسود..المطر عندنا كشئ عادي كشروق الشمس مثلاً، اي اننا نذهب للمدرسة بشكل طبيعي وليس مثل مدن اخرى ان هطل مطر خفيف قلبوا العالم من ذعرهم.
"صباح الخير أمي" صحت وانا ادخل المطبخ
"صباح الخير...عجباً! هل ستذهبين للمدرسة؟" ذهلت فقد كنت طريحة الفراش لثلاثة ايام متتالية.
" أجل..فلقد اصبحت افضل..حمداً لله..وأنا لا اريد ان تتراكم الدروس علي" كذبت كأي طالبة تدعي الاجتهاد امام والدتها..ههههه ابتسمت على أفكاري الغبية.
"حسناً.." قالت بذهول
بعد ربع ساعة...
" وداعا امي..سأذهب"

وصلت المدرسة بعد صراع مع المطر المزعج، واول ما بحثت عن عيناي كان هو...ماثيو..ولكن لم يكن في الفصل.

وبعد الحصص لم اجده في المقصف، ولا في الملعب..اما جايك فقد كان هناك مع اصدقائه رمقني بنظره..غريبة وكأنه يقول..انا اعلم انك تعلمين! ...صدقا انا لم اكن خائفة من جايك..فلقد تربينا معا نوعا ما...كنا جيران وكنا معا في الروضة...حتى اننا كنا اصدقاء! اعلم انه صعب التصديق ولكنه الماضي.

صعدت لسطح المدرسة، لقد احسست انني اشعر بالاختناق وهو كان دائماً مكاني المفضل..الهواء المشبع برائحة المطر التى احبها تريحني..تداعب وجهي وشعري الذي يخرج بعضه من القبعة...دقائق صامته مع تيار الهواء..
"أنظرو من هنا" سخرية تنبع من المصدر الوحيد للازعاج..جايك!
" أين كنت تختبئين يا مجنونة؟" وكأنه ينقصني الان..نحن الان اعداء..ولماذا؟ لانه قبلني عندما كنا في 12..ورفضت قبلته..فاصبحنا اعداء بين ليله وضحاها.
" هذا ليس من شأنك جايك" قلت بفتور؛ انا لم اخف منه ولو للحظة

" واااو! ما هذا البرود..الا تخافين مني؟ بحق الله! انا مصاص دماء يا فتاة!" قال والغيظ يفور فيه كالبركان.

التفت عليه واقتربت
" أنت صديقي ..صديق طفولة..فحقيقة اعلمها عنك مثل مصاص دماء..لن تخيفني جايك..ما زلت استطيع طرحك أرضاً. .لقد فعلتها سابقًا وسأفعلها الان" انا نفسي لا اعرف من اين نزلت علي كل تلك الثقة.

ضحكته المرحة غطت على شجاري الداخلي، كان يضحك من كل قلبه..بدا كصديقي الوحيد..صديق طفولتي!
"اذا..." واقترب كثيراً حتى شعرت بنفسي كالنمله بجواره فهو طويل.
" ماذا ان حاولت مص دمك؟" ووضع يديه على خدي المحمر من البرد..والغريب كانت يديه دافئة..ليست دافئة بالمعنى الدقيق..عادية..ليست كيدي ماثيو.

ابتعدت للوراء لاجد نفسي اصطدم مقابل السور..انا الان بحق الله خائفة!
"اتعلمين..إيما! انا ساعدتك عندما رميتني أرضاً..فكيف لبشرية ان ترمي مصاص دماء"  قال هامسا واقترب اكثر، داعبت يديه عنقي وعيناه اصبحتا اكثر ظلمتا، حتى ان يديه اصبحتا كالجليد.
"جايك...انت لن تفعلها؟" قلت بهمس مغطى بالرجاء
" ولما؟ كدت افعلها سابقًا لولا ذلك الدخيل" ابتسم بخبث

وضعت يدي على صدره لادفعه، وكأنني استطيع ذلك! ضحك بتسليه على محاولات اليائسه...ثم فعل ما لم اكن اتوقعه...قبلني!

أنتِ علاجي!Where stories live. Discover now