الوجه الآخر:

6.3K 406 33
                                    

أن ترى وجه لم تره لشخص عزيز على قلبك...وجه مخيف..ومرعب..ولا يشبهه البته..يجعلك تغوص في سراديب ومتاهات لم تظن يوماً أنها موجودة..وكأن هذا الشخص الذي يملك مكانه كبيرة في قلبك لم يكن موجوداً كذلك!

أنا لم أهلع، ولم أبكي، ولم أصرخ...كنت متجمدة وخالية من المشاعر.

تبادلنا التحديق لثواني..أحسستها دهرا، ابحث في عينيه عن ماثيو..ولو قليلاً من دفئ نظراته..ولكني لم أجد غير نظرات متوحشة ومتعطشه للدماء.

زمجر كوحش غاضب على نحو أفزعني وجعلني ارجع خطوة للوراء..ولكنه فعل ما لم أكن اتوقعه يوماً..تصارع مع القيود التى تحيط بيده وقدميه..وهو يبقي بصره علي..وكأني...فريسة!

حاولت تهدئته وانا اخذ خطوة متردده نحو الامام:

"م..ماثيو..اهدء..انها انا إيما.."

توقعته ان يهدء...ان يوقف صوت زمجرته المخيف ولكنه لم يفعل!
بل زاد عنفه وسرعته..وارتفع صوت تذمره..ثم ظهرت أنيابه الحادة التى يمكنها وبسهوله ان تمزق جلدي الرقيق!

وما جعلني أهلع بشده...ان مفاصل السلسلة الحديدة بدأت تنفصل عن الجدار...والمسامير التى تثبتها سقطت..الواحد تلو الآخر...ابتسامة جانبية خبيثة اعتلت وجه ماثيو...جعلت الدم يتجمد في عروقي مع سقوط أخر مسمار...انه حر الان! ولا يفصله عني سوا خطوات قليلة!

عيناه حمراوان ، وأنيابه حادة ولامعه، كان يلهث بشده وكأن العطش قد اخذ منه كل صبره...اقترب مني خطوة..وانا فقط مثبته في مكاني...كنت كالمشلولة!
اردت ان احاول محاولة اخيرة...فبحق الله! هو ماثيو الذي طالما حماني..وهو لن يؤذيني..وهذا ما أصبحت مترردة بشأنه؛ فأنا الان امام وجه آخر لماثيو!

"م..ماثيو..أنها انا إيما..ماثيو ارجوك عد لصوابك..انت قلت انك ستظل تحميني للابد..أرجوك ماثيو.."

قلت بضعف والكلمات تنقطع من بين شفتي ..فأنا لم أجد اي تستجابة منه...
وفجأة! انقض علي!

جسدي سقط أرضاً، وهو فوقي...كانت عيناه متعطشاتان لشيء واحد..واحد فقط...وهو الدم!
لم أرد ان ننتهي هكذا! لم أرد ان اموت على يد حبيبي، ولكن يبدو انها النهاية!

زمجر الوحش الذي امامي بصرخه حيوانية مخيفة، وهو يقترب مني ويلامس عنقي بانفه...ثم يأخذ نفس عميق متلذذا كمنتشي!

وانا كنت تحته اذرف الدموع فقط..لم اقاومه حتى، لان جسدي يرفض ان يتحرك...فقط كنت ابكي بصمت!
اقترب مني وهو يمسك يدي بيده..وبعد شعري عن عنقي كاشفاً اكبر مساحة ممكنه...وثم اقترب ليغرس انيابه المصقولة في شرياني...ولكنه...ودون اي مقدمات توقف!

رفع رأسه نحوي وعيناه لامست عيني ، ثم هم بمسح وجهه لاكشف ان دموعي الساخنة سقط على وجهه ويبدو انها ازعجته...

عيناه رجعت للونهما الازرق العاصف الغامق...وابتعد عني بذعر...كان خائفاً حتى ان انيابه اختفت والعروق الرمادية التى كانت بارزة في جسده اختفت!

عملت حينها انه عاد لطبيعته، وانه الان يريد ان يقتل نفسه لفعله هذا بي!
بالرغم من انني كنت على حافة الموت...وان دموعي لم تتوقف..وانني خائفة ان اكون بقربه...
الا ان نظرة الانكسار في عينيه وهو يبتعد عني..جعلت قلبي يرق!
وبدأت في وضع الاعذار له...ونجحت في ذلك
نهضت وانا أتجاهل الالم في جسدي..وسرت نحوه

كان نظره نحو الارض ، همست باسمه
"ماثيو"

رفع رأسه نحوي...ثم تراجع بسرعه للوراء واعطاني ظهره...بدأ يحطم كل شيء وهو يصرخ صرخه يلفها الالم...

"ماثيو...أرجوك..انظر الى!"

لم احتمل رؤيته هكذا

" أيما غادري! اخرجي!"

صوته كان متألما

لم اتمالك نفسي، وركضت نحوه...عانقته من الخلف بشده وانا ادفن وجهي الباكي في ظهره...

" انا لن أغادر..أنا لن أغادرك بتاتاً لذا لا تفكر في لفظ هذه الكلمة مرة اخرى!"

تلك الكلمات كانت كفيله بجعله يلتفت نحوي ويعانقني بشده وكأنني الهواء له...يدفن رأسه في عنقي ويبكي بشده...يا ألهي! ماثيو يبكي!

.......................

السلام عليكم يا أفضل قراء ♥
اسفه جدا جدا جدا على التأخير..بس كان عندي اختبارات منتصف العام ...وكنت مشغولة..
بس  تعويضاً لكم حنزل بارت اخر بعد منتصف الليل ان شاء الله ...
اعطوني أرائكم :) هل إيما على حق في مسامحة ماثيو بسهولة؟
لو كنت مكان إيما هل كنت تصرفت بنفس الطريقة؟

استمتعوا :)

أنتِ علاجي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن