قربها يضعفني..

10.6K 535 30
                                    

استيقظت عندما احسست باشعة الشمس تداعب عيناي من النافذة المفتوحة بشكل مريب،أول ما شعرت به هو الصداع وكأنني تحت تأثير الشراب..وهذا غريب لانني لا اشرب،جسدي يؤلمني..نهضت بصعوبة ثم حولت نظري للسرير الاخر لاراه فارغاً، نظرت للساعة..انها التاسعة؛ جيد لانني حتماً لا أقوى على الذهاب للمدرسة بهذه الحال.

أخذت ملابسي معي ثم توجهت للحمام،عندما رأيت انعكاسي في المرآة فوجأت بوجهي مصفرا وشعري مبعثر...ولكن ما جذب نظري هو الدم الجاف على جانب رأسي..لمسته باصابعي الباردة وشعرت بالالم بسرعة..
"تبا!!"

وفي لحظة لامسني شعور غريب كأنني في مكان اخر احلم بحلم يقظة ورأيت نفسي..و..و جايك..و ماثيو!!

انهما مصاصا دماء!!

ارتفعت نبضات قلبي عندما رأيت انعكاس ماثيو  ورائي في المرآة...التفتت بذعر ولكنه كان عقلي يتلاعب بي...عقل غبي!

خطرت في بالي ذكرى غريبة
"اريدك ان ترتديها دائماً" امي قالتها بحزم يلفه نوعاً من الخوف؟
"حتى عندما استحم امي؟" قلت ببراءة الاطفال الذين في السابعة.
"اجل..انها هدية مني..يجب ان تضيعيها سوف تحميك!"
"تحميني؟!" كان هذا قبل وفاة ابي بشهرين تقريباً

أمي كانت غريبة ومختلفة بعد وفاة ابي..وكنت انزل للمطبخ ليلاً عندما اعطش، واراه تحدق للنافذة وتفزع عندما تراني،كان الناس يصفوني بالمجنونة والساحرة والمشعوذة..وكأني لا املك مشاعر تجرح.

عدت للواقع مصدومة ونظرت تلقائياً للاسورة من الفضة بها هلال وكواكب متدلية...كنت احبها لانها من امي ولم اخذ موضوع الحماية بجدية..فسحقا! انا لم اتوقع مقابلة مصاص دماء...هذا المخلوق الخرافي.

قررت..فانا لدي كلام لاقوله لماثيو وجايك، ولكن هما ان علما انني اعرف فهل سيقتلانني؟!..نعم هما لن يترددا ولو للحظة..حتى انني تذكرت ذلك الحلم ماثيو ومعه فتى آخر  وجثث حولهما في الغابة..وفجأة تذكرت انه قال لجايك انه لن يقوم بقتلي على الاقل حالياً لانني في حماية شخص يسمى روبرت..

نزلت للاسفل لاجد امي تنظر في القدر بتمعن، وعندما اقتربت اغلقته بسرعة وهمست بفزع:
" لقد استيقظتي" واردفت بتوتر
"كنت متعبة فلم اشأ ايقاظك"

تجاهلت توترها وجاريتها في الحديث
"اوه اجل لقد وقعت وصدمت راسي"
"هل أنتِ بخير؟" قالت بقلق
"نعم..نعم لا تخافي انا بخير فقط انا جائعة وبشده" ضحكت على وقالت:
"طبقك هناك وعليه بعض الفطائر...هيا ي صغيرتي الجائعة"

...................

كنت افكر بعمق وانغماس محاولة ان اعرف ما سأقوله لماثيو
"ايما....ايما..ايما!" امي كررت
"نعم..اوه لقد شرددتي قليلاً"
"هل رأيتي؟"  سألت بغموض
"رأيت ماذا؟" هل امي عادت لمرضها!
"ال...الفأر...اظنني رايت فأر البارحة..هنا" لماذا اشعر ان امي تخفي امرا
"كلا لم اره..ولكن لا تخبري لوتي فهي تفزع منهم"

وبعد دقائق من الصمت قلت
"امي سأخرج لاستتشق الهواء"
"ولكن الست متعبة؟" اردفت ووضعت يدها على جبيني
"لا قليلا فقط..ساخرج قليلاً ولن ابتعد"
"حسناً..ولكن لا تتاخري"

استسلمت اخيرا ثم قامت بحركة غريبة افزعتني بشده..سحبت معصمي الايسر..كان امر مريبا..لانه لا يوجد هناك الا اسورتي!

......................

داعب الهواء البارد وجهي،أنها بداية الشتاء وزيادة الامطار والوحل في فوركس، وكأن هذا ما ينقصني!

كانت وجهتي الى مكتب البريد، حيث تعمل العجوز صوفيا ،هي أمراةتعلم كل اخبار المدينة وكل أسرارها ...لنقل انها ناقله اشاعات وأقاويل، وان كنت اريد ان ازور ماثيو فهي حتماً ستدلني على مكان القادمين الجدد.

دخلت المتجر العتيق، عند الزواية...تحركت الاجراس لتعلن عن قدوم زبون.
"مرحباً صوفيا" ناديت بصوت عالي

" اوه..مرحبا يا ابنه واتسون" حيتني بلطفها المعتاد،وهي تحب ان تناديني هكذا لانها كانت تحب ابي فقد كانت تعمل معلمة في المدرسة التى درس بها..وقالت انني اشبه والدي كثيراً.
"كيف حالك؟هل خف ألم قدميك؟" ذكرتها بحديثنا السابق بلباقه...هي نوعاً ما صديقتي فأنا أخبرتكم أنني احب كبار السن، كما انها تقرضني بعض من الكتب القديمة التى تملكها.
"نعم، لقد زرت الطبيبة الجديدة...انها أخصائية عظام" قالت بتقدير
"من هي؟" سألت بفضول
"اوه انا لم اخبرك، لقد انتقلت عائلة جديدة لفوركس..عائلة ماكندري" قالت بخوفت وكأنه سر عظيم.
"انا اظن ان ابنها يدرس في مدرستنا" قلت محاولة مجارتها.
"أجل أجل..ابنها ماثيو هو غامض ونظاراته مخيفة بعض الشئ كما انه مغرور وكأنه ملك او ما شابه، ولكن والدته..رائعة ولطيفة وطبيبة مثالية، ولديها ابنه اسمها سارا تشبه والدتها وهي في عمر أختك لوتيسيا ، وهناك سائق خاص أو حارس اسمه سيد ويكهام" ثم أردفت
"لقد زرت سيدة ماكندري من أجل ساقي وهي وصفت لي دواء رائعاً، ولكن الغريب انها تبدو أصغر من  ان تنجب ولدين بالغين، وكذلك هم أثرياء جداً، أتصدقين انهم اشترو القلعة المهجورة في الغابة قرب البحيرة! تخيلي كم دفعوا لقاءها..ومن أجل التصليحات..وتجديد الاثاث....الخ"

صدقا لم أركز في بقية الحديث؛ لانني وجدت ضالتي وانا حتنا اعرف مكان تلك القلعة فقد زرتها مراراً.
"حسناً..شكراً لك صوفيا..لقد تذكرت امرا سأمر لاراك غداً بعد المدرسة لاعيد الكتاب..طاب نهارك"
.......................

الان انا اعرف تماماً الى اين انا ذاهبة.

أنتِ علاجي!Where stories live. Discover now