الفصل الرابع والثلاثون والاخير

51.7K 1.8K 550
                                    

يا قلب المتيم بالعشق كفى..
فتالله حبيبك يتحجج انه عفى..
وما صفا القلب وما شفا..
وما غفا الوتين الا وقد طفا..
سال الدمع وذنبه أنه من الذنب صفا..
وللغفران والعشق متولهًا هفا..
متوسلًا العفو قائلًا كفى..
وقد اكتفى الكفى من الكفى..

-----------------------
ظنت لوهلة أنها لم تسمع طلبه.. لم تستوعب ابدا الكلمات التي قالها.. هل يريدها أن تعود اليه؟! هل هذا جاد ام لا؟! كيف تعود له بحق الله بينما هي رغم كل ما تمر به من ضغوطات سعيدة ومرتاحة؟
ألقت نظرة مشتتة على طفليها وتبعثرت خفقات قلبها المسكين ثم نظرت إليه بضياع مبهم.. إلى ساري.. الذي أخذ يتأمل ملامح وجهها التي تعذبه بلهفة مؤلمة..
لن توافق.. كان ميقنًا أنها لن تفعل.. رباه ما اجمل وحشية ملامح وجهها! عيناها قويتان رغم ضعفهما.. وخدّيها حمراوين وكأنها كانت في خضم معركة ما.. ثم أنفها المتعالي بصغره ورفعته الخلابة اما شفتيها فكانتا حكاية أخرى.. كانتا ناعمتين وحادتين.. حتى رسمتهما كانت قاسية بحق..

ظل يتأملها دون أن يرف له جفن.. مع انها لم تعد حلاله الا انه يعشقها.. يعشق كل ما بها.. حتى لو كان عشقه لها معصية إلا أنه لا يقدر إلا أن يعشقها.. مرة والف مرة..
لم تنتبه له.. جل ما يشغل تفكيرها هو طلبه.. لا تقدر أن تعود إليه.. لا زالت.. لا زالت رغم مرور ما يقارب السنة عالقة بين ذكريات الماضي.. هي لا تقدر أن تحبه.. اذا قد عادت إليه يومًا ما فسيكون فقط بسبب طفليها.. اجل هي سامحته.. ولكن أن تحبه؟! لا تعتقد انها ستفعل ذات يوم!..

- لا!
همست بنبرة قاطعة قبل أن تضيف ببعض الهدوء:
- انا لا استطيع أن أعود إليك! أنا سامحتك ولكن لم انسى.. لا اريد ان اعود اليك.. دعني احيا هكذا.. صدقني انا مرتاحة وانت أيضًا تبدو في حال جيد وأفضل مما كنت عليه.. كلانا بخير.. كلانا بحال افضل مما مضى.

ابتسم ساري بسخرية.. اي حال هذا الذي تتحدث عنه؟! الا ترى كيف هو ببعدها يتعذب؟! الا ترى صرخات عشقه المتلهف ليضمها بين ذراعيه؟! لتلقي نظرة على عينيه فقط حتى تدرك مقدار تعاسته لبعدها.. لتفعل فقط..
قال ساري بصدق نابع من اعماق قلبه:
- انا لست كذلك.. انا اريدك قربي.. انا اريدك زوجتي.. ان اشعر بالاطمئنان وانت بين ذراعي.. اريدك زوجة كاملة لي.. اريدك بإرادتك.. الم تكتفي من البعد!

انتصبت واقفة غير راغبة البتة لسماع اي من كلامه ثم بحركة انفعالية بعض الشيء حملت طفلتها يقين وقالت بهدوء:
- اذ كان هذا هو فقط موضوعك فيتوجب علي الاعتذار منك.. طلبك مرفوض.. انا لست جاهزة ابدًا للعودة اليك.

ودت ان تأخذ طفلها ايضًا الا حمله هو الاخر كان صعبًا عليها ففضلت ان تنتظر الى ان يغادر ساري.. استدارت ياقوت واعطته ظهرها لتتقدم عدة خطوات قبل ان يوقفها صوته الخشن:
- هل انت واثقة من قرارك؟

لم تنظر اليه ولم تستدير بل بقيت تنظر امامها بجمود.. دام صمتها طويلًا بالنسبة له لدرجة انه ظن انها لن تمنحه اي جواب.. ولكنها فاجئته وهي ترد بنبرة قوية.. راسخة:
- انا واثقة.. ليوفقك الله في حياتك.

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن