لزيارة العتبات المقدسة نضج معنوي

Start from the beginning
                                    

-كنت يومآ في مجلس مع عدد من أصدقاء المرحوم وكان منشغلآ ببيان بعض فضائل اهل بيت العصمه عليهم السلام حينما شم كل الحاضرين عطرآ لا نظير له بين عطور الدنيا ولقد أجاز لنا نقل هذه الواقعه بعد ان شم الحاضرون العطر وتنبهوا لذلك .

في أغلب الليالي التي يمضيها في مشهد تعود ان يجلس في الايوان الذهبي للصحن الجديد وحوله اصدقاؤه وقد حدث عدة مرات ان فاح عطر مع هبة نسيم لطيف وكان يعتقد أن ارواحآ أو ملائكه كانت في تلك اللحظة تقصد الحرم الشريف.

حين كان ملأ أقا جان يعقد مجلس الدعاء والتوسل كان لا يكف عن الضراعة والتوسل حتى يتيقن ان الغرفة قد غمرت بالعطر الروحي وكان احيانا بعد أن يغمر العطر المكان يتاؤه ويقرأ هذا البيت لبكاء العشاق...

"اذا ما احتضنت خيالك عند الليالي... يَضوع فراشي سحيرا بعطر الزاهر"

انه يعتقد ان الروح حينما تقوى سيطرتها على قوى الجسم الحيوانية فأن حاسة السمع تنفعل بالروح وتتأثر ايضآ .

ومصداق ذلك ان العين تنام قبل الاذن لان هيمنة الروح على الاذن اقوى من هيمنتها على العين.

احيانآ هكذا كان يقول يجلس الانسان وحده في غرفه ولا أحد معه فيسمع صوت همس الموجودات وتسبيحها شبيهآ بدوي النحل في مكان واحد .

إنها أصوات تسبيح الملائكه وتسبيح الموجودات ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

كان المرحوم يوصيني ان لتكن حالة سلوكك في الحياة كما لو دخل دارك ضيف بدون ان يدعى واعلم أن الإمام الصادق عليه السلام كان يقول (السخي يأكل من طعام الناس ليأكل الناس من طعامه)

وقال المرحوم الحاج آقا جان: في أحد الأيام كنت أصلي في المسجد الجامع بزنجان مؤتماً بإمام الجماعة في ذلك المسجد حين جاء إلي رجلٌ وقال:

لقد اشتريت لك زوجاً من الأحذية، لكي نذهب معاً إلى مشهد لان السيد الحسني سوف يظهر .

قلت له: ولماذا تقول هذا لي ؟ إذهب إلى إمام الجماعة وقل له، ليخبر كل المصلين ثم نذهب جميعآ إلى مشهد لنصرة السيد الحسني فقال:

إن الشخص الذي أخبرني ان السيد الحسني سوف يخرج قد قال ان اخبرك وحدك

قلت له اذا اردت ان أعرفّك فإني أقول ما يزال الوقت مبكرآ، السيد الحسني لا يخرج الان .

ثم ذهب ....

وبعد وفاة المرحوم ملأ أقا جان رأيت ذلك الرجل وسألته ماذا فعلت بعد أن فارقت ملأ أقا جان؟

قال سافرت إلى مشهد وحين وصلت توجهت فورآ إلى مسجد كوهر شاد، كنت اريد ان اعرف من هو السيد الحسني؟ وأين هو؟

وبدعوات وضراعات متواصلة فهمت ان السيد الحسني يصلي الآن في أيوان مسجد كوهر شاد .. وذهبت إلى هناك فرأيت سيدآ مشغولا بالصلاة .

صبرت حتى فرغ من صلاته بعدها نظر الي، وتمامآ كما فعل الحاج ملأ أقا جان حين أشار بيده وقال:

ما يزال الوقت مبكرآ- فأن هذا السيد أشار بيده ايضآ ما يزال الوقت مبكرآ

في ذلك الوقت..عندما سمعت هذه القصة من المرحوم ملأ أقا جان سألته :

هل السيد الحسني من علامات الظهور المحتومة؟

قال :

كلا، انه من العلامات المحتملة.

معراج الروح  مع رحلات لتهذيب النفسWhere stories live. Discover now