الفصل الثالث وعشرون

Start from the beginning
                                    

اغمضت عينيها باستسلام يمزق نياط القلب وهو يمزق لها ثيابها ويقبلها بعنف.. كانت كالجثة بين يديه وهو يعمل على تشويه جسدها بإحتراف.. كلماته كانت تحرق قلبها مسببة المًا لا يطاق.. كلمات التملك والأنانية واللمسات العنيفة كانت تنحرها.. طريقة قبضه على يدها وفكها وكأنه سيكسرهما بينما عنفه وجنونه يزدادان اكثر.. كل شيء كان يدمرها فتتمنى أن تتبع احمد وتموت أو يتبعه ساري ويموت..

كانت كلما تقول لا كلما يحتد غضبه وتضطرم نيرانه.. كلما تنبع منها مقاومة بسيطة واهية كلما يهرس روحها اكثر واكثر باللمسات والقبلات والكلمات..
اغمضت عينيها ودموعها تنزلق على خدّيها بيأس يكوي الأحشاء.. متى ستنتهي رحلة معاناتها؟ متى يا الله! لقد تعبت.. حقًا تعبت..

- قوليها.. قولي انك تحبينني واني رجلك الوحيد لا غيري.. قوليها!
غمغم ساري بنبرة شرسة تفيض تملكًا فهزت رأسها بلا زادته جنونًا وهي تشهق ببكاء عنيف..
تابع ساري بقسوة وهو يقبض على فكها ليجبرها أن تبادله النظر:
- إفتحي عينيك وقوليها.. انت تدرين جيدًا انني سأحصل على ما اريد.. الفرق أما أن يزداد عذابك أو يقل.. إختاري.

أشاحت بوجهها وهي تبثق كلماتها في وجهه لتهيج من جنون العاصفة:
- اكرهك.. كرهي لك ليس له حدًّا!

هز ساري رأسه بإبتسامة مرعبة قبل ان يجتاح شفتيها بعنف، معاقبًا إياها على رفضها..
اخذت تقاومه بقوة هذه المرة.. تصرخ وتضربه بجنون بسبب قسوته وخشونته..
انهارت حرفيًا بينما صراخ امه وشقيقته يصل إلى أذنيها..
هشمت له وجهه وصدره وهي تحاول دفعه عنها.. حاولت كما حاولت غزالة الباكية التي ترجوه أن يفتح الباب ويخرج..
- ساري افتح الباب انا ارجوك.. اتركها.. ارجوك لا تؤذها.

ولكن... لم يكن يسمع ولا يشعر.. جل ما يتردد بأذنيه كرهها له وحبها لغيره.. طلبها الطلاق منه.. رفضها العيش معه... صفعتها التي هوت على وجهه.. رثائها غيره..
كانت ساعات طويلة منهكة مرهقة مؤلمة كما لم تكن.. دموعها لم تجف وقسوته لم تخف وهو يحررها من وكر شياطينه ويتوجه الى الحمام ليغادر المنزل بأكمله..

غادر غير مكترثا بنداء والدته وشقيقته غزالة.. لا يريد أن يسمع اي احد.. يحتاج أن يبتعد عن الجميع.. فما فعله مؤذيًا لتلك الفاقدة للروح في الاعلى.. المستنزفة التي تريق وجعًا وكربًا..

توجهت غزالة ووالدته الى الاعلى بسرعة.. فهما يشهد الله كم حاولتا منعه عن جنونه وهما تضربان الباب لأكثر من ساعة حتى استسلمتا أخيرًا واخذتا عائشة الى غرفتها لتنام..
ارتعبت غزالة من مظهر ياقوت ونزلت دموعها بغزارة وهي ترى بعينيها جنون شقيقها ماذا فعل بهذه الطفلة..
لم تتوقعه بهذه القسوة ابدًا.. الا زال ينتقم من معتصم بهذه المسكينة ليدمرها هكذا!

خشيت أن تدنو منها وهي ترى بعينيها الحطام الذي اخلفه شقيقها بجسدها.. هو يحبها يا الله! كيف يفعل بها هكذا؟ كيف؟ ام أن كل ذلك كان جنونًا؟ ماذا فعلت ياقوت حتى ينقلب حاله الى شيطان اعمى؟ ماذا بحق الله!
لا بد أن لموت احمد علاقة بانقلاب حالهما لا شك..

عشق ليس ضمن التقاليدWhere stories live. Discover now