فعالية ١١_الزمن السيكولوجي والاصطلاحي

143 22 9
                                    

مرحباً بكم يا رفاق!

كنا قد أخذناكم من قبل برحلةٍ عبر الأزمان، حيث تعرفنا على تلك الأساسيات وأهمها عند تحديدك زمن قصتك، وأيضًا وَلجنا لعمقٍ جميل في نوعيّ الزمن، وعرفنا كيف نُحدد كلًا منهما؟

وكما نعلم وتعلمون فبعد الأقوال تأتي أفعال، وبعد الدروس تأتي الامتحانات...وتطبيق الحكمة لا يأتي إلا في مواقف ومناسبات.

وهنا نحن سنبدأ تطبيقنا العملي لجزءٍ جديد تعلمناه، ونرجو الفائدة منه والمراد...

فتأكد عزيزي القارئ أولًا من قراءة فصل مفاتيح الناقد، ثم بعدها تعال...فسنغوص معًا في رحلةٍ للأعماق لتجربة أداء الزمان هناك.

«أغلق جفنيه بعد ذلك مُعلناً عن عدم قدرته على تحمل المزيد من الآلام، مُسدلاً ذلك الستار الذي خبأ عينيه الزرقاوتين خلفه ووجهه كان آخر ما التقطت عيناه في حلكة الأجواء، أما جسده فقد أرتخى بين ذراعي صديقه المصدوم برؤية هذا المشهد أمامه، وقد شلّت جميع أطرافه عن الحركه، فلا لسانه نطق، ولا استطاع النهوض من مكانه مُستعجلاً طلب المساعدة، وأي مساعدة سيجدها في الصحراء؟ والمدينة بعيدة ولن يجد أي شخصٍ هنا في هذا الوقت.
هذا غير قلبه الذي وقف عاجزًا أمام التعبير عن شعوره في تلك اللحظة، فكل شئٍ تجمّد فجأةً بداخله، حتى دموعه أبت مُفارقة مُقلتيه... عالقةً هناك، وبصره علق على مشهد رفيقه المُدمى بين ذراعيه وضوءٌ خافت هو ما يسمح له برؤية وجهه الذابل، بل فاقد الحياة.»

تأمل معي هذا النص بهدوء، وأخبرني كيف مرت تلك اللحظة على الفتى الذي رأى موت صديقه؟ في ظلّ مشاعره هذه فكيف يشعر بالوقت حوله؟
أظنك أدركت أننا نتحدث عن نوعٍ معينٍ من الزمن كذلك فماهو هذا النوع الظاهر هنا؟

أيضًا ماهو الوقت الفيزيائي المُشار إليه في النص؟ حسب التلميحات الواردة، وأي لفظٍ أدبي يُطلق عليه؟

وبرأيك عزيزي القارئ كيف تمكن الكاتب هنا من ملائمة الزمن للحدث؟ تحدث عن كلا النوعين، وخاصة ذاك الفيزيائي ووضح كيف لاءم كلاهما الحدث المُشار إليه وأثّرا في سيره.

في رحلتنا الثانية لدينا نوعٌ مختلفٌ من الاسئلة هذه المرة.
تذكرون الفصول السابقة التي تحدثت عن الشخصيات صحيح؟ عودوا لها لو أردتم ففي الإعادة إفادة...وهنا سنربط الفائدة.
لكن هذه المرة سنعطيكم الشخصية، وملامحها التي قد تحتاجها، مع طرف خيطٍ فكري بسيط، لتكوّن أنت الحدث والموقف مبينًا نوعيّ الزمن المناسبين في سير هذا الحدث.

كن دقيقًا عزيزي القارئ!

إليك أول شخصية:

بطلنا الرئيس هو الفتى صاحب العشرة أعوام، قاطن المنطقة الريفية وذو حالة اقتصادية متردية، ليس له سوى أمه التي تعمل ليل نهار... وبالكاد يتمكن من الذهاب لمدرسته، والتأقلم هناك صعب على شخص فضل الانطواء والعزلة وغلّفه رداء الضعف والخجل، فكيف تكون أوضاعه هناك؟ بموقفٍ من مخيلتك صف لنا مشهدًا يناسب وضع وصفات بطلنا موضحًا الزمن طبعًا بنوعيه، ولا تنسى التعمق ببطلنا أكثر!

أما الشخصية الثانية:

فمعكم تلك الفتاة ثانوية الدور، من عاشت في ظلمة المجتمع...حيث لم يتم إلقاء الأضواء عليها وعُرفت كابنة عمٍ للبطلة، مُصابة بشللٍ نصفي، لذا لا ترى عالمها إلا من فوق كرسيها المتحرك... ومع ذلك فقد كنّت للبطلة حقدًا خفيًا، مجهول السبب، وشخصيتها الصامتة لا تساعدها على الإفصاح، واللعب من خلف الستار ليس عادتها، بل تكتفي بالمراقبة كما هو دورها طيلة الرواية.
فكيف يمكنك من موقفٍ بسيط وصف شعورها لنا بظهورٍ جميلٍ لماضيها وللزمن في سردك لأحاديثها؟
لا تنسى، التركيز هنا على الزمن مهم، فاستخدمه في تسيير الحدث ولا تجعله يخلو منه، بل أجعله المؤثر هنا وأثبت هذا التأثير.

ما رأيكم بجو الفعاليات حتى الآن؟

أظن أننا انتهينا لهنا اليوم صحيح؟

لكن لحظة!
لا أحب الفراق السريع يا رفاق، اعذروني فأُحبذ توديعكم للقاءٍ آخر بطريقتي الخاصة.

لذا انظروا هنا في الفعالية الثالثة:
هذه المرة لن نعطيك لا النص ولا الشخصية.

منك النص وشخصيته، ومنّا هذه المقولة «فكرةٌ عن الحياة وُجدت بين طيّات الكتب والشعر، وفي رحلة سفرٍ للحقول الريفية نرى حب الشعر وحب المطالعة، مع نزهة بحرية وأخرى للطبيعة والشجر»
عبارةٌ اقتبس منها موقفًا واحدًا مُعبرًا عن الحياة بين طيّات كلماتها... لكن احذر فليس ذلك كل شيء، فكما لمحّنا لك للمكان من جوانب عدة تختار منها ما تشاء؛ فأظهر لنا أنت الزمان، بلوحة شاعريةٍ لطيفةٍ هذه المرة، إذًا زمنك هنا مرتبطٌ بمشاعرك ومشاعر شخصيتك عن فكرة الحياة ... لا تنسَ ذكر كل ما تعلمته عن الزمن ونوعيه، وخلق تأثيرٍ جميلٍ خذه بمبدأ التعبير عن النفس.

كن أنت شخصيتك هذه المرة، وأخلق لنا نفسك بمشاعرك؛ لتوظف ما طُلب منك.

ومع نهاية فعالياتنا عزيزي القارئ فأحب أن أقول: هنيئًا لك وصولك معنا لهذه المرحلة اليوم ... نحن سعيدون بذلك وسنسعد أكثر عندما نرى أناملك تخطّ أحلى القصص، وتظهر كل العبر وما خفى يومًا.

فثق بنفسك! ثم قلمك.

وأخبرنا هنا عن فكرك نحو الزمان بعدما غصنا معًا في جزء ٍيسير منه، ماذا استفدت؟

وإلى اللقاء في فصلٍ آخر.💖

كل الحب من فريق النقد💖

وكانت معكم في رحلة الأسئلة هذه فلورا.🌸

بواباتُ النقدNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ