الفصل التاسع عشر

ابدأ من البداية
                                    

تفشت حمرة الخجل اكثر في سائر وجهها حتى صارت تضاهي الشعلة النارية باحمرارها.. إبتسم صفوان كمسلوب الإرادة والحواس ورغمًا عنه تاقت شفتاه لتذوق نعومة وجنتيها المخضبتين.. فبرقة امسك فؤاد كتفها ليقرّبها إليه ثم قبّل خديها بنعومة وغمغم بصوت اجش:
- اشهى من الشهد.. جميلة حد الالم.

- فؤاد..
همست غزالة بتوتر شديد فقال فؤاد بحنو:
- إنسي فقط.. ابن القاضي مستحيل أن يخذلك.. انت زوجتي حتى الممات يا غزالة.. لقد ظُلمتِ وانا اعرف.. وبكامل ارادتي وافقت على الزواج بك.. وانا كلي ثقة انك افضل من اي امرأة أخرى.. يكفي انك غزالة العرابي.

حينما وضع فؤاد رأسها على صدره دمدمت غزالة برجاء:
- انا خائفة.. لا تكن مثله فتقتلني.. والله لن احتمل.. ارجوك!

- ششش... فكّري بي فقط.. مرت سنوات عديدة يا غزالة.. انا الاول والاخير في حياتك.. اول واخر رجل يطئ باب مملكتك.. لا تحرميني من الجنة غزالتي.
همس فؤاد بنبرة جعلت كل مخاوفها تضمحل.. روحها تنشرح.. كلماته أنعشت ما كان مقتولًا.. مدفونًا تحت وطأة ذكرى سببت لها الام لا تُنسى.. غزله ورقته أوهنا خفقات قلبها ليس توترًا وانما تأثرًا.. حلمها وقد تحقق.. هي ليست تحلم الان.. حياتها تتغير والذكرة السيئة ستُنسى وتُدفن بعيدًا..

قبلاته تبعزقت على وجهها.. بنعومة ورقة.. بتفهم وحنان.. بحب قبل أن يكون رغبة.. حب دافئ سببه إعجابه بها وبما يعرفه عنها.. لم يراها الا قليلًا ولكن بذرة الحب الصغيرة هذه ستمنو في قلبه حتى تصبح شجرة ممنوع منها الدنو.. شجرة حب تخص غزالة العرابي فقط..
دموعها بللت شفتيه.. بهجةً اكثر مما هي خوفًا وخجلًا.. ا إستوطن روحها قبل جسدها منذ ليلتهما الأولى معًا.. تاهت بغزله وتاه هو الآخر في محراب جمالها حتى صارت بكل ما فيها ملكه.. ليس زوجها الاول ولكن هو الأول في نظره ونظرها.. الاول امام العالم كله.. وليجرؤ اي شخص في الوجود ويقول إنه ليس رجلها الأول.. فبراءتها هذه ورقتها القاتلة كانت له هو فقط.. يغار فقط لأن غيره رأى ما هو ملكه.. لأن غيره لمس ما تاق له.. ويا ليته الحقير كان يستحق امرأة كغزالة.. الجمال والرقة والنعومة.. ولكن الان والى الأبد كل هذه الاشياء له..

******************
هطلت دموع حسناء على خدّيها وهي ترجو الله أن يكون سبب تقيؤها هو الحمل لا شيء آخر.. منذ البارحة وهي تتقيأ وترغب حقًا بزيارة والدتها لتخبرها ما يحدث معها، عسى أن تُبهج قلبها ولكن أيهم مشغول جدًا في العديد من الأمور.. وها هي منذ الصباح تتقيأ للمرة الثالثة ربما وأمام ايهم الذي كان على وشك الخروج للعمل..
عاد ايهم أدراجه إليها وقال بقلق:
- وضعك لا يُطمئن يا حسناء.. تجهزي حالًا لأخذك الى منزل اهلي حتى ترى والدتي ما بك.

بوهن ردت حسناء:
- اريد امي.. خذني إليها.

- حسناء منزل اهلي اقرب.. دعينا نطمئن اولًا عليك وبعد ذلك سأخذك أينما تريدين.
هتف أيهم بجدية فهزت حسناء رأسها وغمغمت ببكاء:
- لا اريد اي احد سوى امي.. ارجوك يا ايهم! انفاسي باتت تضيق من المنزل.

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن