بالقرب منها، وتوًا كان هو على وشك ركن سيارته والدلوف، لكنه رآها تسير وحدها، فقرر تتبعها، وبالفعل أدار السيارة مرة أخرى ثم سار خلفها ...
لكن ما أثار حنقه حقًا هو ..

كانت جويرية تسير بهدوء وحدها، وفجأة رأت براء متجهًا نحوها، ثم خرج من سيارته أمامها وقال :
-بطلي تول بقى، خدي ياختي موبايلك أهو نستيه معايا !
ثم مد يده لها به، فإبتسمت له وقال ببساطة :
-ما إنت موجود عشان تفكرني لما أنسى
رفع حاجبه الأيسر ومال عليها قائلًا :
-ما تقولي بقى راحة فين ؟
وضعت يدها في خصرها، وأجابته بعبوس :
-ما تيحي معايا أحسن يا براء
إبتسم هو وأردف بمرح :
-إشطا يلا
نظرت للسماء تستلهم الصبر، ثم فتحت بابا السيارة ودفعته داخلها وهي تقول :
-يلا يا براء متشلنيش مش ناقصاك
ضحك الأخير وجلس على المقعد مردفًا :
-طيب طيب ماش أهو متزقيش !
أشارت لها بيدها مودعة إياه قائلة :
-يلا يا حبيبي طريق السلامة
ثم تركته وذهبت، وهو أيضًا إبسم وذهب ..

نظر صهيب لذاك المهرج الذاهب، وذفر بغضب وهو يقول :
-الواد ده بيعفرتني !
لكنه سار خلفها بهدوء بعدها مترقبًا طريقها الذي لا يعلمه !

ما يقرب من النصف ساعة حتى الآن، وهي تسير .. وتسير، لقد مل ..
المشكلة أنه لا يدري أين مقصدها !
فقط تمشي في تلك الحارة ثم ذاك الشارع، ومنه تسلك ذاك الطريق، لتصل إلى تلك المنطقة التي لم يراها من قبل ..!!
وفي نهاية النطاف ربما تعود لمنزلها بدون أن يستفيد من الأمر ..!!
لذلك أسرع بسيارته أكثر بقليل، ثم إعترض طريقها ووقف أمامها بسيارته الضخمة ..

تبدل حالها من السكون إلى الإضطراب حال رؤياه ..
لكنها سيطرت على غضبها، وسارت عكس الطرق التي كانت تمر به، فوقف هو أمامها، وببرود قال :
-إنتي بتهربي مني ليه، خايفة ؟
يا الله، هل تخبره أنها تشعر أنه هو من يخافها...!!!
أم تصمت وهو الحل الأفضل لكلى الطرفين !
لكنها لم تستطع إخفاء إبسامة ساخرة ظهرت على وجهها فجأة !

وقالت وهي توليه ظهرها مبتعدة عنه :
-إذا ناداك السفيه فلا تجبه فخيرًا من إجابته السكوت !
حينها فاض به الكيل ودنى منها ممسكًا بذراعها فإستدارت له ورفعت يدها لتصفعه، فتلك ردة فعلها المنعكسة كمثل الذي إذا ما أحرقته النار أبعد يده عنها في توه تفعل هي ..
لكنه أمسك يدها الأخرى وإبتسم وهو يقول :
-عاوزة الحقيقة، إنتي مختلفة لدرجة رهيبة ومش قادر أتجاهلك !
ظلت تظر له بشراسة، وتحاول إفلاد يدها، لكنه كان قويًا جدًا، ومن غير العدل أن يقارنا في القوة فهو رجل وهي امرأة ؟
-إنت نكرة !
قالتها هي بغضب ثم ركلته بقوة في قدمه اليسرى، ومع ذلك لم يتركها بل نظر إلى قدمه ثم إليها وتابع بغضب :
-لأ مش نكرة ! ، لو تلاحظي بقى إنتي اللي نكرة مش أنا
زفرت محاولة السيطرة على غضبها، لتردف بعدها بهدوء :
-طيب سيبني
تركها حينها مع أنه لم يعلم لما نفذ ما طلبته !
لكنه تركها، وظل ينظر لها بضيق، فتابعت هي بنفس الهدوء :
-بص يا .. صهيب باشا أنا مش شغالة عندك عشان تعاملني بالطريقة دي، وأنا مش بسمح لحد يتجاوز حدوده معايا، وكمان المفترض إن إحنا تعاملنا جوا القضية ومفيش أي حاجة شخصية فاياريت تبعد عني وتسيبني في حالي عشان بجد إتخنقت منك !

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقWhere stories live. Discover now