لاحظت نجمة بأن سلمى قد هدأت كثيراً، فراحت تناديها
"سلمى؟!"
"سلمى؟!"
"أين اختفت هذه المشاكسة؟!" قالت بإنزعاج و هي نتفقد الخارج
لن تجدها؟! في تلك اللحظة فقط شعرت أنها ستجن و ستفقد عقلها!
"أمي!؟"
لفت رأسها و لاحظت شخصٌ ما يقف من بعيد
"سلمى من هذا؟!" قالت نجمة بقلق و اكملت و هي تنهر ابنتها:" الم اخبركِ من قبل ان لا تبتعدي عن المنزل كثيراً و لا تكلمي الغرباء"
"و لكن يا أمي أنا يجب أحميكِ" قالت سلمى بإعتراض و أكملت:" ثم انه قال بأنه ليس بغريب و انه سيعود مجدداً"
رفعت سلمى رسالة في وجه والدتها و قالت:" قال لي ان اسلمها لكِ " و أكملت بإستغراب:" لقد كان يبكي يا أمي !!"
نظرت نجمة لسلمى بإرتجاف وهي تنظر للرسالة التي بين يديها بخوف فهواجسها تحدثها عن عودته؟! ان قلبها غير مستعد لذلك! ان صدقت احاسيسها!!



"ما الذي تفعله أيها السيد ؟!" قال سلمى و هي تراقب سلطان و هو يكتب رسالته
"هذه رسالة أريدكِ ان تسليميها لأميرة ذاك القصر و تخبريها بأنني عائد مجدداً "
نظرت سلمى للرسالة بإهتمام و نظرت للوجل الذي أمامها و سألت بإهتمام:"من تكون يا سيدي؟!"
"أنا لست بشخص غريب فقط سلمي الرسالة" قال بإبتسامة و هو يربت على رأس سلمى بإهتمام و اكمل و قد خانته دمعة:" ان اسمكِ جميل يا سلمى"
فالكثير من الأمور أعطته الأمل رغم الألم الذي يعتريه، فقد شعر من حديث ابنته انها تكن له احتراماً رغم كل شئ، كبيرة بأخلاقها كما عهدها و لكن ما اعطاه الأمل هو اسم ابنته فقد سمتها سلمى بالرغم من كل شئ !! و هي سمتها سلمى و هي في عز غضبها منه!! كما انه شعر بأمل كبير و هو يراها تخرج من المنزل كانت بعيدة و لكنه لمحها كانت تلك اللمحة تكفيه و تكفي روحه المشتاقة إليها و هو كله أمل و ألم

"بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حبيبة قلبي و معذبة روحي نجمة
لقد ترددت كثيراً ان كنت سأخوض غمار هذه الخطوة او لا؟! فأنا محرج منكِ كثيراً فالبرغم من كل إسائتي إليكِ إلا انكِ قابلتي إسائتي بالإحسان، لم تسمح لكِ نفسكِ بأن تشوهي منظري أمام ابنتنا و اتمنى كلمة ابنتنا ان لا تضايقكِ!
فالإعتذار منك واجب علي، فأنا أعتذر لكِ ألف مرة و سأظل أعتذر منكِ ألف مرة! ، فلقد هيأت نفسي و شددت الرحال إليكِ لأعتذر و لأعبر لكِ عن مدى ندمي و لأخبركِ بأنني تبت، لقد تبت توبةً نصوح، ففي سجني عرفت التوبة و في مكة ذقتها فعلاً و في المدينة عرفت شغفي لعلوم السياسة و التأريخ، كنت سأخبركِ بأخباري تلك و عن أحلامي! و لكن ليس قبل أن تسامحيني!! فقد استجمعت شجاعتي و أنا ملي أملٌ و ألم ، و حينما قابلت ابنتنا في الطريق إليكِ و خطوات عدة تفصلنا تراجعت، خفت كثيراً أن اسبب لكِ الإحراج و الألم لإبنتنا أن اظهر هكذا فجأة و لذلك تراجعت و لكن هذا لا يعني أنني لن أعتذر!
لقد اشتقت لكِ يا نجمة اشتقتُ لروحكِ المرحة و لكل الأيام السعيدة التي عشناها، صدقيني أدرك تماماً مدى الألم الذي سببته لكِ و أنا قد عدت انساناً جديداً قد لا تعلمين و لكني وقفت في عزاء والدكِ و سمعت وصيته، فقد أوصاني بأن اعتني بكِ و بسلمى لقد مات مرتاحاً و قد نطق الشهادة
ان مشاعري مبعثرة ما بين ندم و حسرة على ما قمت به ما ضيعته و على أمل.
فأنا لا أريد ان اسبب لكِ احراجاً و افرض نفسي بكل وقاحة عليكِ و لذلك و لكي أعرف ان كنتِ مستعدة لمسامحتي سأنتظركِ لشهر كامل في قلعة سالم و تذكري سأظل على العهد أقبل جدار داركِ و أنام تحت بابكِ رغم كل شئ، فحبي لكِ لن يتزحزح يوماً من مكانه، ان لم تسامحني سأظل أحبك
زوجكِ
سلطان إبن سلمان السليماني"
ارتجفت نجمة و هي تغلب الرسالة راحت تراقب الأفق تبحث عن ظله فقد لمحته و انها تشعر بأنها ضائعة مجدداً، لقد تبعثر كيانها تماماً! و لكن هل هي فعلاً مستعدة لمسامحته ؟!
و لكن هي سامحته دون ان تشعر السنوات كانت كفيلة بذلك و قلبها الطيب و سلمى! فبعد كل تلك السنوات ادركت نجمة شيئاً و الدموع تنهمر من عينيها هي سامحته فعلاً و لكنها تعتب عليه! العتب لم يدل!! فهي لا تزال لديها تلك الرغبة بأن تصرخ فيه و تعاتبه بغضب على تركه لها في منتصف الطريق و هي حامل؟! على تهوره؟! على عدم الإستماع لها؟! على كل شئ!! فهي ادركت انها رغم كل شئ هي متعبه، و لكنها لا زالت لا تستطيع ان تنظر لوجهه!! فهي تحتاج للوقت لتعتاد على تلك الفكرة تحتاج للتفكير!! ان كانت فعلاً ستعود إليه او لا؟!

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now