دخلت نجمة لمنزلها و هنا وجدت كل الأعين تتوجه لها و لإبنتها التي إلتصقت في والدتها بخوف، و راحت النساء يهمسن ! حتى في عزاء والدها سيأكلن لحمها!
"عظم الله أجركِ يا صغيرتي" قال السيدة ماجدة
"أجرنا و أجركِ" يا سيدة ماجدة قالت نجمة و هي تراقب السيدة ماجدة و التي بدى عليها الكبر !!
"اوه يا ابنتي" قالت السيدة ماجدة و هي تختضنها و هي تبكي! ، و هذا المنظر جعل سلمى الصغيرة تغرق في البكاء!
بالطبع سمحت نجمة للسيدة ماجدة لتفرغ حزنها كما تريد فهي خدمت السيد جمال حتى آخر يوم في حياته! تتفهمها نجمة فهي نفسها لم تتوقف دموعها أساساً!
"تعالي اجلسي هناك يا ابنتي" قالت السيدة ماجدة و عي تأخذها لقلب المجلس و قالت بحنان لسلمى:" كيف حالكِ أيتها الصغيرة ؟! هل تريدين عصير الرمان!؟"
"انا بخير" قالت سلمى و هي تمسح دموعها
كانت نجمة تستقبل المعزيات بلا وعي فعقلها علق عند والدها ! هل تألم يا ترى قبل وفاته؟! هل نطق الشهادة؟! من كان بجانبه حينما توفي؟! "ليرحمك الله يا سيد جمال!"

"انه هو الخائن!!"همس الرجل الأول
"كيف يتجرأ و يعود بعد كل ما قام به؟!" قال الرجل الآخر
"لقد ضاع الخجل يا صاحبي " قال الرجل الأول
رمقهم سلطان بهدوء و تعب، هذا ليس همه! ما سيقوله الناس، فلا يهمه عفو الناس المهم أن يغفر له الله تعالى و أن يسامحه من أساء لهم ليرتاح باله و لو قليلاً، فهو يذكر انه عاد لقلعة سالم قبل أسبوعان! كان يشعر و كأنه روح جديدة! كان يريد أن يبدأ صفحة جديدة مع كل شئ و كل شخص حتى مع المدينة التي أتلفت روحه!!
فقد قام أول الأمر بزيارة قصر السلطان، دخل للمجلس بثقته المعهودة وسط إستهجان الكثيريين! بالرغم من انه كان متوتراً في داخله إلا انه تحامل على نفسه
"لقد وصلتمي رسالتك يا ابن عمي!" قال السلطان بحزم
"لم آتي لهنا يا سيدي سوى لغاية واحدة" قال سلطان بهدوء بإبتسامة صادقة
"جئت لأطلب من أن تسامحني! فأنا أعرف أن ذنبي كبير و على الرغم من انني أخذت عقابي و انت عفوت عني متكرماً و لكن لا زلت لن ارتاح إلا إذا أخذت منك السماح يا سيدي" قال سلطان
"لقد سامحتك منذ زمن !! فكل شخص يدفع ثمن أفعاله و أنت قد تكون دفعتها و لا زلت تدفعها و أنا أدفع ثمن أفعال والدي فهو جزء من المصيبة التي وقعت عليك ان جئنا للحق، فالله غفور رحيم فمن أنا لكي لا أسامحك" قال السلطان بحكمة
"انك تخدمني اليوم يا سيدي بمساحتك لي خدمة العمر" قال سلطان براحة

عاد لينظر للمعزيين أجل هو لا يهتم لهم أساساً، فهو لم و لن يهرب من ماضيه انه جزء منه عليه ان يتقبله، فقد عرف الكثيريين عن ماضيه حينما كان في المدينة و لكنهم اعجبوا بتوبته في نفس الوقت فالعقلاء يفهون انهم لا يجب ان يحكموا على البشر انطلاقاً من ماضيهم و لكن عفا الله عن ما سلف فالحاضر أهم، فهو حينما حضر لماهستان تفاجئ بالدعوة التي تلقاها من بيت العلم الكبير ليدرس الطلاب هنا و لكنه رفض العرض فهذه المدينة لم تعد تبتلعه!! هو هنا لغاية و لسبب!
و بعد أن قابل كان هدفه السيد جمال! و الذي كان خارج المدينة لبعض الوقت، انتظره سلطان و في أثناء إنتظاره قابل بدر!
" سيدي لا يمكنني أن أصدق عيناي، حينما قالوا انك في المدينة اعتقد انها مجرد اشاعة" قال بدر بلهفة
"كيف هي أحوالك يا بدر؟!" سأل سلطان بتعب و بإبتسامة
"على خير ما يرام يا سيدي" قال بدر بمرح
" أرجوك يا بدر سامحني على كل ما فعلته!" قال سلطان بأسى
"سيدي أنا لم أستطع أن اكرهك بالرغم من انني كنت غاضباً جداً من تصرفاتك لست أنا من يجب ان تعتذر منه" قال بدر بجدية
"بارك الله فيك يا بدر" قال سلطان بفخر



نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now