رسالة الأسود

Start from the beginning
                                    

برر لنفسه كثيراً لماذا يجب أن ينتقم؟! ان والده مخطئ و والدته مخطئة و لا حق لهم في أي شئ ان صاحب الحق الحقيقي هنا هو عمه فقد اخذ والده الحكم من اخيه بالقوة و التهديد!! و والدته كان همها السطلة و السطلة فقط قتلت روح طفلها فقط بسبب أنانيتها! لماذا لا يرضى بالواقع ربما فيه خير له أكثر و ان انتقم من خالد السليماني ماذا سيكسب؟! في الدنيا و في الآخرة ماذا سيكسب؟! ان قتل العشرات ليستعيد عرشه المزعوم ماذا سيكسب؟! فهو ليس بصاحب رسالة سامية كل ما يريده هو ان يتملك و هي أحد ممتلكاته و بدليل أنه لم يطلقها انه لا زال لديه أمل أنها قد تسامحه، يا له من أحمق مغرور!! يتخيل أنه يستطيع أن يملك كل شئ!؟

نظرت نجمة لبطنها بغضب،"أنت السبب في كل شئ!! كان سيتراجع و لكن منذ علم بمجيئك!!" كل ما تريده هو أن تضع حملها في مكان هادئ لتفكر جيداً ماذا ستفعل!؟ ، لو يموت هذا الذي في بطنها ربما سيكون هذا أفضل للجميع و لو تموت هي وراءه هذا ايضاً أفضل بكثير !! إن كلمة الموت باتت سهله على لسانها ! لم تكن يوماً حاقدة لهذه الدرجة! و لكنها وصلت لمرحلة حقدت فيها على طفلها الذي لم يولد و على نفسها !

"انظروا إليها يا لها من مسكينة!" همست احدى السيدات
" اوه فتاة بائسة لقد خدعت بسهولة" قالت سيدة اخرى
رمقت نجمة السيدات بهدوء و تنهدت بتعب فأخبار سلطان وصلت للعاصمة انه يقود انقلاب،و قد عرف الجميع أنه إبن السلطان الراحل سلمان السليماني و هذا أثار حفيظتهم و ذكرهم بماضي لا يريدون تذكره فالناس خائفون من القادم
"هل سمعتي عن أحداث القويرة!؟" قالت احدى السيدات و اكملت:" صهري كان هناك و رأى ما بعد الكارثة يقوم ان الوضع كأنه جهنم الضحايا بالعشرات"
"اوه يا إلهي الجميع يقول أن قائدهم هو سلطان ابن سلمان السليماني"قالت السيدة الاخرى و اكملت:" لقد عاش بيننا و خدعنا على أنه سلطان الهلالي !! ياله من منافق"
"اوه لقد حمى الله ابنتي من شر كان يتربص بها لقد تقدم المدعو لخطبتها و أنا بقيت أزن على زوجي أن يلغي هذه الخطبة" قالت السيدة مريم بشماته و أكملت و هي تنظر لنجمة بخبث:" أوه يا لكِ من طفلك مسكينة يا نجمة ارى وجهكِ شاحب، يجب ان تهتمي بنفسكِ أكثر فأنتِ حامل"
رمقتها نجمة بضيق و حقد و أشاحت بوجهها في صمت، فقد حضرت اليوم فقط من أجل السلطانك لبت الدعوة من أجل السيدة الطيبة التي كانت قلقة عليها و ايضاً لتدحض الشائعات التي قد تخرج ضدها كونها زوجة خائن و أنها خائنه مثل زوجها. بالرغم من ذلك جلست في صمت في زاوية بعيدة فمزاجها كان في أسوأ حالاته فلم تستطع النوم جيداً بسبب ركل الطفل المستمر في بطنها، الصغير البائس متمسك بالحياة ، ياله من مسكين لقد يتمسك بسراب، سيولد في دنيا يحقد عليه فيها الجميع بسبب ذنب لم يرتكبه و أولهم والدته هي أول الحاقدين عليه حتى قبل أن يولد، هذا ما كانت تحاول نجمة رسمه في عقلها أنا أكره هذا الصغير إنه ليس طفلي بل هو ابن سلطان!
"اوه أمي أنا خائفة ان ولد طفلها سيكون بائساً كوالده" قالت وردة و هي ترمق نجمة بخبث
نظرت لها نجمة بحقد و بداخلها غضب دفين غصب راكمته كجبل ينتظر ان يتفجر كبركان، التزمت الصمت فقط لأنها في حضرة السلطانة
"اوه يا ابنتي عذا وارد فمن شابه أباع ما ظلم، سلطان يشبه أباه سلمان في شروره و هذا الصغير حسناً لن يختلف عن جده و أبيه" قالت السيدة مريم بجرأة و بصوت عالي
"سيدة مريم" صرخت السلطانة بغضب و اكملت:" احذري الخوض في سيرة الأموات في منزلي و لا تتخدثي بسوء غن الخلق في مجلسي و إلا يتعذركِ المجلس أنتِ و ابنتكِ"
"و لكن السيدة مريم محقة يا مولاتي" قالت احدى السيدات
"ما الذي يضمننا ان هذه الفتاة ليست متواطئة مع زوجها انها لم تطلب منه الطلاق حتى!" قالت سيدة اخرى
"صحيح و هي حامل بطفله أيضاً" قالت احدى السيدات
كانت امارات القبول على هذا الرأي واضحةٌ في المجلس على بعض الحضور بينما استنفر البعض الأخر من هذا الورأي العنصري في حق نجمة
"لا تسميه طفل يا سيدتي انه ليس ابن للبشر" قالت وردة بغيرة واضحة و ضحكت بسخرية:" انه إبن الشيطان، ألم تستمعي لما قام به والده من فضائع في الحرب على القويرة؟!"
نظرت لها نجمة بغضب في النهاية لم يهن عليها ان يطلق هذا اللقب على صغيرها الذي لم يولد ألا يكفيه أنه سيحمل إسم سلطان الطفل المسكين! طفلها المسكين طفلها المسكين، ألا يكفيه أن والدته لا تريده و أن والده رجل قذر ؟! و هو لا ذنب له ما ذنبه ؟!
"اسحبي كلامكِ يا وردة" قالت نجمة بحزم و هي تصرخ بغضب
"ماذا قلتي؟!" صرخت نجمة بإستهجان و وقفت و هي تصرخ:" اعرفي حدودكِ و تكلمي بتهذب معي فأنت من المفترض ان تجلسي في هذا المجلس و عينيك في الأرض من شدة الحجل من تصرفات زوجكِ، ادعي الله انكِ ما زلتي هنا و لم يرموا بكِ بهد في أقرب زنزانة أنتِ و طفلك البائس ابن الشيطان"
"اسحبي كلامكِ يا وردة. هذا تحذيرك الأخير" صرخت نجمة بغضب
"و ماذا ستفعلين؟!" قالت وردة بغرور
و هنا فقط وقفت كل شعر في جسدها غضباً كانت كالنار لا ترى أمامها كانت كالوحش تماماً فهي بالرغم من أنها تحاول أن تكره طفلها إلا أنها كانت لا ترضى لا ترضى عليه المهانة حتى و هو لم يولد بعد، لا تريده أن يسمع مثل ذاك الكلام لا تريد ان يهينه أحد هو لا دخل له انه ذنب والده الأناني.
قفزت نجمة دون وعي و رمت نفسها على وردة و راحت تضربها بقوة و تشد شعرها و الأخرى بالطبع لم تقصر في حقها، انه الحضيض الذي كان من المستحيل ان تنزل نجمة نفسها إليه و في حضرة السلطانة أيضاً!
و شد و جذب تمكن السيدات من فك الفتاتيين عن بعضهما البعض! فقط في تلك اللحظة شعرت نجمة بألم لا يصدق كانت تموت من الألم في بطنها فهي كانت على وجه حمل اساساً و لكنها تحاملت على نفسها
"ليبليكِ الله بزوج فاسد و أبناء أسوأ يعقونكِ و يرمون بكِ في الشارع" صرخت نجمة بغضب في وجه نجمة. الاي تغير لون وجهها من الخوف من اىتلك الدعوة التي خرجت من قلب و اتجهت ناحية السلطانة و قالت بهدوء:" اعذريني يا مولاتي عما بدر مني فقد تصرفت بحماقة و هذا ليس من شيمي و لكن الظروف كانت اقوى مني و تحكمت بي أرجوكِ سامحيني، فأنا لن أسبب لكِ إحراج أكبر و سأغادر و لن أعرد لهذا المجلس و كان شرفاً لي أن اكون هنا"
خرجت نجمة بالرغم من أن السلطانة حاولت ثنيها

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now