لأجل لا شئ!!

Start from the beginning
                                    

"إني أشعر بالتوتر و الحماس يا صاحبي!" قال حسن بهمس لسلطان و هو يفرك يديه بتوتر و أكمل:" هل كان هذا شعورك في يوم زفافك؟!"
نظر إليه سلطان بإستغراب فهو في يوم زفافه حسناً فقد كان هو من اختار الأمر بيديه و لكنه كان منزعجاً  و غاضباً جداً فقد كان عكس حسن تماماً،  و اليوم هو نادم بعض الشئ ليس لأنه يكره نجمة و لكنه على النقيض تماماً بل لأنه يعشقها تماماً و لا يستطيع حياةً من دونها و لكن يجب أن يضحي بها لكي لا تكون معه في قاعه القذر لا هي و لا طفله القادم في الطريق، فهي لو علمت انه ما زال مستمراً في خططه فهي ستتركه بنفسها!! هو لم يتوقع انها ستعود معه في المرة الأولى و لكنه يعلم بمدى حبها له و لكنه لن يستطيع ان يتلاعب على وتر هذا الحب ليبقيها لجانبه بل انه يشعر احياناً انه يحبها أكثر مما تحبه و لكنه شخص أناني يريد كل شئ لنفسه و لم  يفكر يوماً ماذا تريد هي!! و لكنه اخيراً سيتنازل و سيخلي سبيلها لتهرب منه لتهرب من شروره بطفله الذي لم يولد لينشئ في بيئة شريفة بعيداً عن بيئته القذرة و لكنه يريدها معه قليلاً بعد، و ذلك ليعتاد شيئاً فشيئاً أن ينساها أو يناساعا، فقط لحظات أخيرة ليتعلم كيف ينسى عينيها الناريتيين و ملامحها الناعمة و شعرها الليلكي المنسدل و الشامة الفاتنة التي في وجهها و ضحكتها الرنانة و دلالها اللطيف و خجلها ، لن ينسى و لكن سيتناسى سيجرب ان يعيش من دونها! انه أمر صعب و لكن يجب أن يفعل ذلك فهو يريد إنقاذها منه!!

دخلت نجمة على فردوس وجدتها تجلس في هدوء ملائكي، كانت تبدو فاتنة بالفعل، تنهدت نجمة بإرتياح
"فردوس حلوتي تبدين فاتنة تماماً!" قالت نجمة بإنبهار
"نجمة!" قالت فردوس بقلق، و اكملت بمرح محاولتاً تناسي توترها:" دعيني ارى ، اوه لا أصدق صديقتي الصغيرة ستصبح أماً"
"اوه اعتادي يا فردوس ، فنحن السابقون و أنتم اللاحقون" قالت نجمة بمرح
"اوه نجمة!" قالت فردوس بخجل وقور و اكملت بقلق:"كيف هي أحوال العجوز!؟"
"متوترة و حزينة" قالت نجمة بحزن
"إنها عنيدة لا تريد أن تتخلى عن بيتها، رجوتهت أن تنتقل معي و لكنها رفضت تماماً" قالت فردوس بإنزعاج
"ماذا عسانا نفعل يا حلوتي! هل يستطيع أحد تغيير رأيها؟!" قالت نجمة بإنزعاج و هي تفكر بالجدة
"إنني متوترة و خائفة يا نجمة! لا أعلم ماذا يجب أن أفعل!؟ أنا سعيدة جداً و لكني خائفة بنفس الوقت و قلقة على جدتي!! " قالت فردوس
"اوه يا له من زمان الذي أصبحت فيه فردوس تستسقي نصائحاً من نجمة" قالت نجمة بخبث
"نجمة!" قالت فردوس بخجل
"حسناً فقط فكري في الأمور الجيدة من هذا الزواج و ابعدي الأفكار الأخرى يا عزيزتي لا تلزمكِ، و جدتكِ سنحاول معها حتى تقتنع " قالت نجمة بهدوء، و اكملت بسعادة و هي ترتب شعر فردوس:" انني سعيدة جداً اليوم"
ابتسمت فردوس بخجل

كان البارحة كالحلم بالنسبة لنجمة لم تصدق بأن فردوس تزوجت حسن ! أحد أفضل طلاب والدها و الذي يشكر والدها فيه كل الوقت و الذي سلطان بنفسه يعتبره من القلة الشرفاء، فما الذي تتمناه نجمة أكثر من هذا لصديقة عمرها، زواج مستقر برضا الطرفييم فيه إعجاب واضح من الطرفيين، خرجت من القرية و هي مرتاحة نوعاً ما و و لكن ما أقلقها هي الجدة فهيمة فقد أخبرها والدها ان تعود للعاصمه مع زوجها و لا تقلق و هو سيتكفل بإرسالها إلى قريتها آمنه و ربما يقنعها أن تمكث مع حفيدتها و زوج حفيدتها إذ أنها باتت بحاجة للرعاية.

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now