استعد سلطان للخروج راح يتفحص جيب ثيابه و من دون سابق انذار لاحظ وجود رسالة جديدة
"ما هذا!؟" قال سلطان بإستغراب
رمقته نجمة ببرود و قالت:" ماذا هناك!؟"
"كيف وصلت هذه الرسالة هنا؟!" سأل سلطان بإستغراب
"الم تكن الرسالة التي كنت تقلبها بإستمرار في رحلتنا للوصول" قالت نجمة بشك و هي تنظر للرسالة التي في يديه
"لا تهتمي و كما قلت لكِ لا تخرجي من هذا المبنى" قال سلطان بتحذير
خرج سلطان و بسرعة فتح الرسالة بلهفة
"عزيزي العقرب
ارى انك عنيد رأسك جامد كالجبال كنت سأتوقف و لن ارسل لك اية رسالة بعد الأخيرة و لكني لاحظت انك لم ترمي الرسالة بل انك كنت تقلبها بإستمرار لذلك استمع إلي جيداً اللمسات التي سأضيفها للخطة الأساسية ستعجبك صدقني، ان كنت ستفشي بسر خالد السليماني لدى والي سبراز لا تنسى ان تفصح عن نفسك و تروج لقضيتك، و هنا لا اتكلم عن سلطان الهلالي كلا بل حقيقتك سلطان ابن سلمان السليماني، ستروج لوجودك و انك لست اسيراً عند خالد السليماني كما يدعي لا تعلم كيف سيكون وقع هذا على عمك سليمان السليماني، فهو قد تراجع بسببك و هذا قد يحركه و يدخله في اللعبة مجدداً و لصالحك، اراك محتاراً في حقيقتي من اكون !؟ و ماذا اريد !؟ و كيف تصلك رسائلي، أما أنا فيمكنك ان تعتبرني ما شئت قرينك او ضميرك او صوتك الداخلي الذي يعطيك الأفكار، اما عن اهدافي فأنا اريد لك الخير و هذا كل شئ و اما وصول رسائلي فأنا كما ذكرت لك سابقاً الجني لي وسائلي لأصل لك دون ان تشعر، فكر في الخطة الجديدة و اتمنى لك اوقاتاً سعيدةً في سبراز
تحياتي
الجني"
مجدداً مجدداً يتلاعب به هذا الجني بخططه الغريبة ؟! انه شخص ذكي و متطلع و لكن الأهم انه يعرف عنه كل شئ و كأنه فعلاً صوته الداخلي، لا يدري ما الذي عليه فعله فهو كان سيتجاهله فعلاً و لكن ما عاد يستطيع تجاهل رسائله، سيمر على احدى الخمارات في سبراز سيبحث في حقيقة الوالي هنا و بعدها سيفكر في الخطة

اما نجمة فقد بدأت بتتبعه في شوارع سبراز في زي نجم بالطبع ، و لحقته حتى دخل الخمارة، وجدته يجلس بالقرب من رجل ضخم الجثة قاسي الملامح
" هل انت العقرب!؟" سأل الرجل
"لست العقرب إنا أحد رجاله، يبدوا ان زاجلي قد وصلك هذا جيد" قال سلطان برضى تام
"اوه نعم ، ما الذي كنت تريد ان تعرفه" سأل الرجل بملل
" الوالي؟!" قال سلطان بإختصار
"رجل غبي! " قال الرجل بسرعه
"اعطني التفاصيل"
"انه يخطط لأمور كبيرة أكبر من عقله الصغير البائس، و الغبي يتباها بها في مجلسه أمام الجميع، لقد وافق ان يساعد ذئب الجبل بمقابل ان يستقل عن سبراز ! و لكنه لا ينوي ان يقف عند هذا الحد فهو سيزحف بجيوشه للمناطق المجاورة و حينها لن تستطيع السلطة في ماهستان ان تفتح فمها بكلمة فهو سيساعدهم بجيوشه بينما البقية مترددون من الولاة ، الأحمق يأخذ ولايات مجاورة و هو لا يقدر ان يدير ولاية بسيطة هل لاحظت الأوضاع هنا انها سيئة الناس يضيقون ذرعاً من كل شئ هنا!!" شرح الرجل بسخرية
"يضيقون ذرعاً؟!" سأل سلطان بإهتمام
"ان الأمور تسير ناحية ثورة في الجيش نفسه !!" قال الرجل
"من هم المؤثرين؟!"
"اوه قادة الثورة المحتملة انه القائد رشيد الحداد رجل شجاع و لكنه متقلب التوجهات" قال الرجل بملل و اكمل:" و الشيخ المردادي و هو رجل دين و فقيه رجل شريف ذا مبادئ واضحة فقط وضع في المكان الخاطئ تحت سلطة الوالي الخاطئ و ابنه محمد المردادي شاب شجاع و متحمس " قال الرجل
"هل ترى ان لهم امل؟!" سأل سلطان
"ان الأمر يعتمد على رشيد الحداد فهو الذي يستطيع ان ينهي الأمر" قال الرجل
نظر سلطان للرجال بحماس فهو قد رسم خطته بالفعل أمامه انه يرى كيف سوف تصب الأمور لصالحه! ان الجني على حق ما الذي سيضره ان استمع لكلام الغريب انه على حق هذه فرصة اخرى سيستغلها!!

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now