عزيزي العقرب

Start from the beginning
                                    

إنها يجب أن تكون بقربه هذا واجبها ، فقد اصرت و بشكل قطعي ان تلحق به كانت ستلحق به دون ان يعلم ان لم يإخذها معه و لكن على ما يبدو انه رضخ للأمر و لكن لا تزال متضايقة و فهو كذب عليها تماماً، لم يخبرها بالحقيقة، زيارة بعض الأصدقاء؟! انه يتصرف بغرابة بالعادة سيقول شيئاً مثل ما دخلكِ ار ليس من شأنكِ!! و لكنه بات يستخدم معها سياسة مزعجة فهو يخفي عنها كل تحركاته حتى خروجاته الليلية يقوم بها بتسلل يغلق الباب بهدوء حتى انها تشعر به في بعض الليالي حينما يطل عليها في غرفتها ليلاً و هي نائمة او بالأحرى تدعي النوم، كانت تضيق عليه الخناق و خمنت نجمة انه قد فهم انها تشك به! و لكن هي لا تفعل هذا إلا من حبها اليائس له بالرغم من كل شروره هي تحبه في بعض الأحيان تشعر بالخوف من هذا الحب تشعر بأن حبها له فاسد فهي تتغاضى عن كل افعاله الشريرة و تبرر له تصرفاته ، لماذا؟! هي لم تكن يوماً هكذا قلبها لم يكن يغفر بسهولة لكل من يرتكب الذنوب ! و لهذا كانت تريد ان تعيده لصوابه قبل فوات الأوان بالرغم من أنها مدركة بأنها تقف على حافة الهاوية و قد اسقط في اية لحظة مهه و لكن قلبها غلب عقلها بالرغم من كل شئ!  فها هي تدخل في حياته و تنغمس بها بشكل أكبو فالسلطانة بلغتها بموافقة السلطان فهي ابنة قاضي القضاة و زوجة كاتب القصر.
"عزيزتي نجمة لقد وافق مولاي السلطان على الشرط بل و كان سعيداً به و اثنى على تفكيرك المنفتح " قالت السلطانة بحماس وقور
"حقاً " صرخت نجمة بحماس
"أجل يا عزيزتي و يمكنكِ ان تبدأي بأقرب فرصة " قالت السلطانة
لاحظت نجمة نظرات وردة و والدتها لها و لكنها تجاهلتهم ففي تلك اللحظة كانت لا تريد ان تعكر صفو سعادتها بتوافه الأمور.

فعلاً في اليوم التالي كان عملها قد بدأت بتدريس الأطفال و من ظمنهم كان بدر و الذي لاحظت اقباله على كل هذا لاحظت انه يستطيع ان يفعل الكثير ارادته ان يدخل للقصر و يلاحظ احدهم مواهبه فيتبناه مثلاً قائد عسكري او معلم مخضرم كانت تريد له الأفضل.
"هل فهمتم هذه الجزئية يا أطفال؟؟" قالت نجمة بعدما انهت درسها
"أجل و لكن ما حاجتنا لكل هذه الدروس يا أستاذتي الفاضله؟! ان آباؤنا أثرياء لن نحتاج للعلم ما دام معنا المال" قال أحد الأطفال ببراءة
كانت تعلم جيداً ان تفكيره هذا نتيجة تأثير آباؤه عليه و تدرك جيداً ان مهمتها كانت التربية هنا قبل التعليم، ابتسمت بلطف و جلست على الأرض بقرب الأطفال
"هل تعرف ما يعجبني هنا يا سعيد!؟" قالت نجمة بسعادة
"ما هو يا معلمتي!؟" قال الطفل بقلق
"انك لم تهز رأسك بطاعة حتى ان لم تقتنع بكما اقوله بل ناقشتني" قالت نجمة و اكملت:" انظرتخيل معي ان زرعت شجرة هل ستنمو بلا ماء؟!"
"كلا يا معلمة!؟ ان هذا مستحيل!؟"قال الطفل برفض قاطع
"العلم كالماء كيف ستنهض أنت او تحصل على المال أو حتى تنهض هذه البلاد دون العلم!؟" قالت نجمة
"و لكن ابي يقول ان علمي هذا فقط تحصيل حاصل ليرى الناس انني اكملت تعليمي و لن ينفعني بشئ سوى منظري أمام الناس؟!" قال الطفل ببراءة
"و هل الحكيم ينقذ حياة الناس بالمال؟! ام انه يستخدم علمه في ذلك" قالت نجمة بمرح
"اوه صحيح ان الحكيم لن يستخدم القطع الذهبية ليعالج المرضى " قال الطفل ببراءة
" و لكني أنا اريد ان اصبح قائد جيش كعمي في ماذا سينفعني العلم ففي الحرب لن أقرأ او اكتب" صرخ طفل آخر بحماس
"و لكنك سترسم الخطط الحربية ستقرأ الخرائط ستحتاج للأسلحة و السفن يجب ان تتعلم الرياضات و الفيزياء و القليل من الخيمياء و علم الحيل و حتى الفلك لكي لا تتوه في الحرب" قالت نجمة بهدوء
"اود ان اتعلم لكي اكون قائد حرب" قال الطفل بحماس
نظرت نجمة لهؤلاء الأطفال بحماس و بشئ من القلق فقد شعرت ان تثقيف هؤلاء الأطفال و تعليمهم بات على عاتقها و مستقبل هذه البلاد بات على عاتقها، فهؤلاء هم المستقبل !!

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now