لعبة الموت

Start from the beginning
                                    

"مرحباً يا درة!" قال سلطان و تعلوا عينيه نظرة شريرة غاضبة
"اوه س... س... سيد سلطان" قالت درة بتوتر
"كيف هي أحوالكم!؟ لم أعد اراكم في المنزل!؟" قال سلطان بسخرية
"اوه اعتذر لم اوصل لكم الأخبار و لكن أمي توفيت هذا الصباح" قالت درة بحزن واضح
"أحسن الله عزاؤكِ"قال سلطان بسخرية و اكمل:"صحيح كان العزاء سيكون عزائيين و لكن لم تتحقق خططكم أليس كذلك!؟"
"ماذا تقصد يا سيدي انه ليس وقت السخرية لقد ماتت والدتي للتو" قالت درة و هي تبكي
و في غمضة عين امسكها سلطان من رقبتها و قال بغضب من يصر على أسنانه:" لقد استحقت ذلك، و ستلحقين بها قريباً، فالذي فعلتموه بنجمة لم يكن قليلاً"
تركها سلطان و راحت تكح و هي تلتقط أنفاسها
"ماذا؟! أنا لا دخل لي إنها والدتي رحمها الله و ذلك الرجل الصخم و .. و..."قالت درة بخوف
"ان أخبرتيني بما تعرفين قد اعفو عنكِ و لا أشكوكِ للشرطة" قال سلطان
"لقد كانت والدتي تعمل لرجل يدعى سامح يعمل في القصر و هو رجل غني من النبلاء و هذا الرجل يعمل لذئب الجبل و هذا ما أكده لنا صخر" قالت درة بسرعة و خوف و أكملت:" و لكن لم نهتم من يكون كل همنا كان المال الكبير الذي سيدفع لنا، فنحن كنا يجب ان ننقل له في بادئ الأمر ما تفعله و متى تدخل و متى تخرج"
"اي تتجسسون علي، اكملي لا تخافي"
"أجل و لكن طلبه الأخير كان غريباً و كان امراً من ذئب الجبل،فقد طلب منا ان نضع منوماً في طعام زوجتك!!" قالت بإستغراب و اكملت:" و فعلنا ما أمرنا به فأجرتنا مقابل هذه العملية لم تكن هينة"
نظر إليها سلطان بشك و كان غاضباً فسامح أحدهم، كان يجب ان يتوقع ذلك، فالرجل حقير معه تماماًو لكن ما قصة ذئب الجبل هذا!؟
"هل هذا كل شئ؟!" قال سلطان بشك
"صدقني هذا كل ما اعرفه"
"ان علمت انكِ اخفيتِ عني امراً سألاحقكِ و أقضي عليكِ" قال سلطان مهدداٌ و هو يخرج من الخمارة.
و فجأةً راحت درة تصرخ بألم و هي تمسك ببطنها إلتفت إليها سلطان و فعل الجميع مثله، و راحت تخرج الرغوة من فمها و بؤبؤ عيناها ذهبا للخلف حتى بان بياض عيونها، فقد كانت تصرخ و تصارع الألم حاول بعض الحضور مساعدتها و لكن لا فائدة، فقد فارقت الحياة سريعاً بعدما عانت من الألم الغريب المفاجئ، كانت صدمة سلطان سريعة، فهو قد تغلب على صدمته و هو يراها أمامه جثة هامدة، "استحقت الموت و أمها كذلك " كان يفكر سلطان في نفسه.
فلم يكن يهتم كثيراً لموت هذه الحشرة المرتزقة و ما هو متأكد منه هو انه ليس له علاقة بمقتلها فهو لم يضع لها سماً ! و لكن واضح تماماً ان احدهم فعل ،و من فعل ذلك لا يريدها ان تتفوه بالكثير من ما تعرفه، انه ذئب الجبل المزيف هو متأكد من ذلك!! و لكن من يكون هذا!؟ و ما علاقة سامح به!؟ ربما سامح هو ذئب الجبل المزيف ذاك؟؟ يجب ان يعرف فكل ما يعرفه ان هذا الغريب اراحه من هدر القليل من الدماء.


كان على سلطان ان يتوقف عند عدة محطات قبل عودته للمنزل فخطته السرية لا تزال سارية و لكن ليس قبل ان يفك غموض ذئب الجبل المزيف!!
وصل للمنزل و هو يشعر بتعب شديد بالرغم من انه اعتبر موت درة عقاب لفعلتها الدنيئة مع نجمة، و لكن رؤتها تموت امامه جعلت مزاجه معكراً فالموت ليس لعبة و ليس أمراً سهلاً و لكنه معتاد عليه محاط به و لكن! ليس سهلاً ان يرى الموت أمامه كل يوم !
و حينما دخل وجد أمامه نجمة تغط في نوم عميق في الحديقة الخارجية و قد احتضنت احدى كتبها، لم يكن يريد ان يعترف ان منظرها المسالم ذاك مسح منظر الموت الشنيع من ذاكرته قليلاً، ابتسم و هو يبعد خصلات شعرها المتمردة عن وجهها ، انها جميلة و لكن تلك الشامة التي تزين وجهها تزيدها جمالاً، حينما تكون هادئة و مسالمة هكذا يستطيع ان يجزم انه يتقبلها و يستلطفها. و فتحت عينيها فجأة و ظهرت خلفهما عينيها العسليتين كغروب الشمس، ارتعب و عاد للخلف نظر لشفتيها منتظراً ان تدمره بكلماتها !
"ماذا!؟" قالت بتعب و هي تنظر إليه بإستغراب
"الجو بارد اذهبي و نامي في غرفتكِ" قال سلطان ببرود و قد تجهم وجهه
"لماذا كنت تبتسم قبل قليل!؟ هل هناك شئ غريب في وجهي" قالت نجمة و هي تلمس وجهها
"لم أكن ابتسم "قال سلطان بحزم
"هذا مستحيل لقد فتحت عيني فوجدت وجهك يكاد ينقسم لشطرين من ابتسامتك العريضة!" قالت نجمة بإصرار
"لقد كنتي تحلمين"
"ربما" قال نجمة بشك و هي تتجه لغرفتها و اكملت حديثها:"تصبح على خير"
"و أنت من أهل الخير" قال سلطان و هو يبتسم بخفة، هذه المجنونة لا يفوتها أمر فكر في نفسه، انه لا يستطيع ان يختبئ عنها، تكشفه بسرعة و تفهم خباياه بسهولة، و ستفهم كل شئ عنه ان ارادت ذلك و لكنها تغلق اذنها و لا تريد ان تتدخل و تزعج نفسها.


نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now