ذئب الجبل!

Start from the beginning
                                    

ها هو يشق طريقه في السوق و يتصنع ابتسامته اللطيفة، التي خدعت الكثير من الناس و اغوت الكثير من النساء، استطاع بإبتسامته الفارغة من الحياة تلك ان يحصل على الكثير. هو في طريقه يبتسم و يحيي من يعرف بطريقة آلية، تذكر تلك الفتاة ذات العينين العسليتين و الملامح الناعمة، و لكن لم يكن جمالها الذي لا غبار عليه جعله يتذكر الفتاة فهو قد مر على الكثير من الحسان، منهم من صرعن تحت قدميه و حتى حينما كان في بداية مراهقته، و لكن تلك الفتاة انها غريبة انه لا يستلطفها بدت له مدللة و سليطة لسان و خفيفة عقل و ايضاً متعالية. حينما علم ان للسيد جمال ابنة تخيل ان تكون تلك الفتاة كقطرة المطر طيبة او على حد تعبيره ساذجة حتى النخاع بسيطة تخدع بسهولة! و لكن التي رآها بدت امامه كالحجارة، قوية، متعالية و فخورة بنفسها أكثر من اللازم، كانت ابنة السيد جمال جزء من مخططه العظيم و لكن اخيراً قرر ان يتراجع قليلاً.

نظر لباب المنزل و اخيراً راح يطرق الباب بطريقة آلية
"قادم" جاء اصوت المعلم جمال سريعاً
"انه أنا يا معلمي" قال سلطان بأدب مصطنع
"الهلالي ارجوك تفضل"قال و هو يفتح الباب
" لا لا بأس يا معلمي" قال سلطان بسرعة، فهو لا يريد ان يصطدم بتلك الفتاة المزعجة بأي شكل من الأشكال و لكن هيهات فصوتها كان قد صم اذنه ذلك الصوت الرنان ذا النبرة العالية
"ارجوك سيد جمال ألا تستطيع ان تبقى اليوم في المنزل على الأقل اليوم" قالت نجمة و هي تسترجي والدها بلطف
"لا تقلقي يا عزيزتي سأكون بخير كما انني قد لا استطيع العودة لوقت الغداء" قال بسرعة و هو يحاول ان يغلق اي نوع من النقاش او التصادم معها
"و لكن أبي..." قال بإعتراض
"هيا يا سلطان ان المحاكمات  لا تستطيع الإنتظار" و اكمل و هو يحادث نجمة:" و انتي انتبهي لنفسكِ ، اقفلي الباب خلفكِ جيداً حينما تذهبين لزيارة السيدة جليلة"
"حاضر" قالت بيأس
كان سلطان يريد ان يتحاشى مقابلتها و لكن سماعه لصوتها فقط و الشعور بحضورها ازعجه فصوت الفتاة ذا النبرة العالية و حديثها و الذي فيه غنج طبيعي ودلال استفزه،  شعر انها مدللة اكثر من اللازم ، لم تعرف يوماً اسوداً في حياتها، ربما كان ما يشعر به سلطان نوع من الغيره كونه عاش يتيماً اغلب حياته و لم يعرف طعماً للرحمة و للطيبة،لم يشعر بوجود أب في حياته!

"سلطاني تذكر كلامي و ضعه كحلق في في اذنك في هذه الحياة لا مكان للضعفاء هناك فقط الأقوياء ، الأقوياء هم من ينتصرون و يعيشون و يحصلون على ما يريدون، و لتصبح قوياً عليك ان تفعل المستحيل"
تذكر سلطان تلك الكلمات فكلماتها هي التي بنت حياته و جعلته ما هو اليوم فخوراً قوياً و لكن ما لم يدركه انه اصبح من الداخل حقوداً كاذباً اسود القلب و الأهم من ذلك مخادعاً كبيراً.
" عليك ان تخدع و تكذب و تسرق فالسرقة ستوصلك لما تريد و ان كانت خطيئة فهذا ليس مهم فيمكننا ان ننسى بعض الخطيئات لأسباب اخرى شريفة ستجعلنا سعداء إلا ان ما هو اسوأ من السرقة هو يتم القبض عليك و انت تسرق فإفعل ما شئت و لكن احذر من ان يتم الإمساك بك متلبساً ، هل فهمت!؟"

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now