chapter 29: بين الـدمــاء و الألـم

2.8K 145 41
                                    

الجراح،،، الدماء،،، الآلام،،،كلها بنظراتهم،،،
الأطفال الملائكة..

**************************************

أمسكت فمها بيدها تحاول كبت أنينها؛

بينما تضع يدها على جانب خصرها بمحاولة لإيقاف الدماء التي كانت تخرج منه بسرعة،،، الألم الذي شعرت به بتلك اللحظة و الذي لم تستطع كبته أبدا كان أول ألم طعنة تتلقاها بحياتها..

" إثنان.. "

همست بذلك تلقي نظرة سريعة لما حولها،،، لا يزال يقف بنفس المكان ينظر لساعته،،، بينما الطفلان يقتربان من بعض الجدران يتفقدان مكانها بمحاولة لإيجادها،،،، تحركها الآن سيجعلها تتلقى طعنة أخرى أو حتى الموت المباشر منهما،،، هذه ليست مزحة هي بداخلها أو مجرد لعبة فخطأ واحد سيمحيها من الوجود،،، طعنة أخرى لن يتحملها جسدها بهذه اللحظات،،، لذا إكتفت بحبس أنفاسها و تنظيمها ثم إيقاف الارتجاف الذي احتل جسدها،،، خائفة هي و لن تنكر هذا،،،

قلبها ينبض بقوة،،،

لن تنكر أجل هي لا تنكر هذا،،، فهي أول مرة يضعها بهذا الخطر،،، كانت أول مرة تتلقى فيها طعنة،،،،أول مرة تجرب القتل فيها تلقت طعنة جعلت روحها تحتضر مؤلمة جدا لحد أنها تمنت الموت من هذه الطعنة،،، جسدها مرهق جدا من كثرة ركضها و أنفاسها لا تزال غير منتظمة و ساقاها تكاد تحملها تشعر بالخدر بهما
و رغم ذلك هي تكافح لعدم السقوط الآن،،، تعبت كثيرا فقط من تجنبها المستمر لقتالهم،،، لأنها لا تريد ان تقتل
لا تريد هذا، شعرت بثقل أنفاسها تزداد بينما تحاول حبس أنينها،، اقتراب أحد منها الآن سيجعلها تموت
لا محال.

فلا خروج للضعيف من هذه الغرفة،،، لن تعيش أكثر هذا الشيء الوحيد الذي فكرت به،،،

لا تريد القتل،،، لما عليها القتل و هي لم تتجاوز الثانية عشر هي لا تزال صغيرة و خائفة هي لا تزال فتاة تحتاج للحنان و ليس لوضعها مع غرفة مع أطفال يكبرونها بأربع سنوات و هم مستعدون للقتل،،، لا تفهم و عقلها
لا يستوعب الأمر هي ليست أبدا كما يظنها،،، ليست قاتلة لا تستطيع تحمل قتل إنسان واحد،،، هي لم
تؤذي حشرة بحياتها فكيف تقتل بشر!!؟؟؟

أخذت نفسا طويلا تنزل يدها عن فمها لتتكأ على ذلك الحائط أكثر تخرج رأسها قليلا لتتفقد المكان حولها للمرة الثانية لكنها إنصدمت برؤيتها،،، كانت تقف هناك،،، تنظر لها بنظرتها الباردة،،، لقد قرأت الموت في عينيها...

الفتيان كانا بعيدين عنها،،، ابتعدا... لكنها هي الآن و لقد رأتها لن يمكنها الهرب الآن و خصوصا بهذه الساق،،،

روح الصمت Where stories live. Discover now