chapter 22 : قطع مبعثرة

3.1K 164 74
                                    

إحتويني و أدخلني بين أضلعك
فأنا لم أعد أتحمل بعد الآن..

..............................................................................................

جلست ماريسا على الكرّسي تطلق زفيرا حادا و تجفف الدماء التي خرجت من جرح يدها مرة أخرى. أو ربما هي المرة السابعة منذ وصولها للغرفة..

نظرت نحو نفسها و تحسست عيناها اللتان تلمعان بسبب الدموع الحبيسة داخلهما تردد بعض الكلمات على شفتيها الكرزية.

تلك الرجفة التي إحتلت يداها لا تأبى المغادرة، لقد قابلتها وجها لوجه بعد كل هذه السنوات و رغم توعدها بقتلها بأول لقاء هي لم تستطع التحرك من مكانها أبدا.

ثبتت مقلتيها على أندريق الذي دلف للغرفة و إقترب منها يحتوي وجنتيها بيديه ثم قال:" تأكدت من عدم معرفة أحد لمكاننا الحالي.. "

أومأت له ماريسا و أنهت تضميد يدها تجيبه:" آسفة.. "

" لما تعتذرين.. ؟ " تسائل اندريف بينما هي وقفت تقترب من النافذة تسند رأسها إليها تقول:

" لعدم إستطاعتي على مواجهتها.. رغم كل تلك الأيام التي تذكرت بها كل ما كانت تفعله إلا أنني حين وقفت أمامها تجمدت لقد إرتجف قلبي يا أندريف.. لا أستطيع"

" لماذا.. "

" لأنني أشعر كأنها هي شقيقتي.. حقيقة أنها فعلت كل تلك الأشياء لن أنكرها لكنها الوحيدة التي دافعت علي يومها و هو السبب الوحيد الذي لم أستطع نسيانه أو إنكاره هو ما يمنعني من قتلها.."

إحتضنها أندريف يضع رأسها على صدره و أخذ يربت على شعرها بهدوء و همس ببعض الكلمات لها كي تهدأ و أردف بصوت أقوى:" ليس عليك مواجهتها تعرفين إغتيالها بطريقة بسيطة و ينتهي الأمر.. "

" هذا ما لا أريده.. ليس لأنني لا أقدر على قتلها بيدي بل لا أحتمل فكرة موتها أساسا.. "

عقد أندريف حاجبيه بعدم فهم لما تقوله و كأن التي أمامه الآن ليست تلك التي قطعت كل تلك المسافات
و التعب لتجدها و تنتقم فما الذي غيرها الآن؟.

" لست بخير ماريسا ربما أثر عليك لقائها فحسب، لقد خرجنا من تلك المنظمة فقط لننتقم مما فعلته.. لقد أسسنا الدرع الأحمر و تعبنا تلك السنوات فقط للوقوف
و جعلها جثة لما تغيرت الآن.."

" لأنني بدأت أشك.. "

" تشكين في ماذا ماريسا؟ لا تخبريني أنك بدأت ترينها بريئة.. "

نفت ماريسا لتبتعد عن أندريف تجلس على السرير تضع كفيها الإثنين على وجهها بتعب ليجلش هو بجانبها و بينما تضع وجهها بين كفيها قالت:"لا أعلم أندريف لا أعلم كل شيء بدأ يختلط منذ ليلة الأمس بل منذ
وصول تلك التقارير.. "

روح الصمت Where stories live. Discover now