أن تفقد قطعة من روحك أشد ألما من جرح..!
تدعو الرب أن يخففه لك لكنه لا يحدث!...
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
كاتارينا لا تزال تقف هناك و إستطاعت رؤية مابداخل الصندوق بوضوح.... كل انشٍ من جسدها يرتعش ليس خوفا أو حزنا مما رأته بل عدم تصديق... هي ترى ذلك بوضوح لكن تريد أن تكذبه...
رأس آندري كان يتوسط ذلك الصندوق كرأس أضحية تسلم لصاحبها....
والدها قد فارق الحياة و قطعة من روحها غادرتها مرة ثانية و لكن هذه المرة للأبد....
شعرت بروحها تتقطع ألما لرؤية والدها بهذا الشكل، لم تتخيل يوما أن تراه ينظر لها نظرة ألم و هو ميت داخل ذلك الصندوق، عيناه تشرح ألمه و عذابه الذي مر به...
أنفاسها غير منتظمة بل تكاد تصبح منعدمة، إقتربت بخطوات بطيئة من تلك الطاولة التي تحمل رأسه تضع يديها عليها بينما تنظر له، و رغم كل ما تراه هي لم تذرف دمعة واحدة....
الجميع كان ينظر لها و الصمت يخيم على المكان، لا احد تجرأ على الإقتراب أو التكلم غيره هو حين أصبح يقف بجانبها كتفا لكتف ينظر داخل الصندوق هو الآخر...
لا توجد كلمات ستواسيها و لا احضان ستوقف الألم الذي يحتلها و هو يعلم ذلك، يعلم ماضيها و ماذا يعني لها فقدان والدها مرة ثانية حتى لو كانت تلك السفاحة التي لا تنهار فهذا يؤلمها من الداخل هي بشر بعد كل شيء و أكثر... هي أنثى، الأنثى الذي هو نظر لها نظرة تخالف نظرته لكل النساء....
خضراوتاها تنظر لداخل الصندوق و ليس مكانا آخر يداها كانت تقترب من وجه والدها الملطخ بالدماء حيث أخذت تتلمسه و مع كل لمسة هي تتذكر أيامها معه...
لقد شعرت نفسها وحيدة مرة ثانية بهذا العالم، لقد فقدته مرة ثانية و هذه المرة لن يعود... لثماني عشر سنة هي سائلت عن مكان أبيها و هل ستراه يوما!!! و حين وجدته لم تكتفي منه و ها هو رأسه يقبع أمامها...
أوليفر كان ينظر لها فقط و لم يفعل شيئا، يقف ساكنا و دون أي حراك لا يعرف ما يقول بالضبط و ما يفعل..
طفولة كاتارينا لم تكن عادية أبدا... لقد عرفت الحزن و الألم بها و عرفت القوة و الضعف، الخيانة و الغدر و اشد أنواع التعذيب النفسي و كلها كانت مؤلمة و لكن ليس كمنظر مثل هذا....
رومانو و كيفن يقفان بالخلف بينما إيلينا استجمعت نفسها تقف خلف الجميع بينما تغلق عينيها، الرائحة أصبحت فضيعة داخل الغرفة و لن يدوم هذا طويلا فقد تقدم كيفن بهدوء يربت على ظهر كاتارينا التي نظرت له بشروط و همس بجانبها أنه يجب أن تبتعد و لن ينفع البقاء هنا....
YOU ARE READING
روح الصمت
Romanceهي ليست قاتلة تسعى لسفك الدماء و تخليد اسمها بعالم المافيا... امرأة أعمال طالما رددت الصحف أخبارها نجاحها و خساراتها التي لم تكن أبدا... لكن مالا يعرفونه أنها تلك الرقم التي خرجت من ذلك الجحيم...رقم طالما تعلم القتل و نشأ على الوحدة و الصمت..السيدة...
