chapter 12 : الفتاة العابثة

4.4K 212 86
                                    

متى كانت نظرة من فتاة توقع جبل...!
لكن ليس أي فتاة...

**************************************

" لديك غمازات..."

نطَق بذلك و هو يحدقُ بغمازاتها الصغيرة التي برزت قليلاً بسبب إبتسامتها الخفيفة....لأولِ مرة يلاحظها فهذه أول مرة تبتسمُ فيها بحق.

أَخفت إبتسامتها لقوله ذلك ثم قالت:" أجل...لكن أنا
أكره ظهورها..."

" ما السبب...؟ "

" رغبة فقط..."

" همم" همهم أوليفر بصوته الرجولي و عاد للخلف ينظر لها و هي تستأنف عملها....يبدو أن هذه الليلة ستكون طويلة لها و لكن من حالة وجهِها و تلك الهالات التي ظهرت قليلا يبدو أنها لم تحضى بالنوم الجيد.

" منذ متى لم تنامي..."

نبس بذلك فأجابته دون أن تزيح عينيها من عملها:" ربما يومان و لم أحظى بأي ساعة...لقد كان لدي ما يكفي من العمل لكي أتناسا أمر النوم."

لقد كانت كل تفاصيلها جميلة، شعرها الأشقر كثافته و تلك الخصلات المتمردة على وجهها مبعثرة بطريقة غير مرتبة جعلت شكلها جميلا....عيناها التي تنتقل بين الملفات المفتوحة أمامها و إنعكاس ضوء القمر على مقلتيها منحها لمعانا جميلا... حركة شفتيها الا إرادية، هل حقا هي نفسها تلك السفاحة التي تشاجر معها و قابلها أول يوم بتلك الغرفة التي كانت أشبه بحلبة مصارعة...هل هي حقا نفسها المرأة التي كان يراها تتجول في عذا القصر بتلك الملامح الباردة....

لقد كان يشاهدها حين تجلس بالحديقة بالساعة الثانية بعد الظهر تمام تقرأ كتابا لها...و في بعض الأحيان يكونان بالمكتبة بنفس الوقت لك منهما يجلس
بجانب...

لا يزال محتارًا أنها هي نفس الشخص...هذا غريب بشكل هو حقا لا يفهمه....

تصرفاتها تغيرت كثيرا...كانت قليلة الكلام بشكل غريب لكن الآن كلامها أصبح أكثر من ذي قبل...صحيح لا علاقة لها بهم و حتى هذا الزواج فقط كان صفقة لكن هناك شيء تغير و غيرها و غيره هو أيضا....

هل لقائهما هنا...هل لأنها أول فتاة من بعد شقيقته يراها كثيرا كان يراها بالصباح حين تخرج...كان يراها تراقبه حين يقف بالحديقة الخلفية يراها حين تعود متأخرة للقصر....يراها بالمكتبة و يراها تتجول في بعض الأحيان بالحديقة....

عيناهما إلتقت كثيرًا، صحيح لم يتكلما كثيرا لكن عيناهما كانت تشرح الكثير...هي لابد لها أسبابها في أنها تصمت ماضيها المتعلق بتلك المنظمة الذي إكتشفه هو مؤخرا لابد أنه ليس سهلا....يرغب في معرفة ماذا كان...

لكن لحد الآن لا يظن له الحق في السؤال...

هو يجد نفسه تلقائيا يكلمها و يهتم بما ستفعله و ما تفعله، من اليوم الذي أصيبت به...لا يدري حتى كم مرة عاد للمشفى و تفقدها بأنها بغرفتها...

روح الصمت Where stories live. Discover now