chapter 27 : رياح الألم

2.7K 148 62
                                    

لا شيء يؤذي الروح أكثر من بقائها في أماكن
لا تنتمي لها..

............................................................................................

كان الجو في إيطاليا قد بدأ بالبرودة أكثر فأكثر عن
باقي الأيام المعتادة.

النصف خارج المستشفى يقفون بينما يحتسون
أكواب قهوتهم الدافئة و يتبادلون الهموم حول مرضاهم
و بعضهم يتبادل حبه مع معشوقته و يسرد لها همومه و لا غير بعض العمال و الأطباء حول المدخل.. و بين الممرات يمكث بعض المرضى و يتجولون.

بينما داخل تلك الغرفة كان أحدهم يصارع الموت.. رصاصة قد اخترقت جهة صدره اليمنى و كانت إصابة خطرة..

مضى على دخوله للعملية ساعتين..

تلك الشقراء جالسة على مقعد الإنتظار و يداها لا تزال تحمل آثارات خفيفة للدماء.. هي لم تزلها كلها.

عيناها تنظر للأرض بإرهاق شديد و تكاد تفتحهما بأكملهما، كانت ترتدي قميصا صوفيا بلون الرصاص
و سروالا أسود فقط بينما أمسكت خصلات شعرها بطريقة عشوائية و تمردت بعضها تنسدل على عينيها..

الملابس التي كانت ترتدي لم تكن لتلائمها بهذا الجو خصوصا مع فتح أبواب المشفى جميعها على مصرعيها..

إقتربت خطوات أقدام منها بهدوء فرفعت مقلتيها للواقف أمامها و الذي وضع عليها معطفه الأسود الطويل جاعلا منه يغطي جسمها الصغير بأكمله..

" كاتارينا تحتاجين لبعض الراحة.. " نطق رومانو بنبرة
قلق و خوف.

" انا بخير.. لن أبرح مكاني و هو بالداخل.. لقد دامت العملية أكثر من وقتها بالفعل لا يمكنني التحرك من هنا حتى لو أردت.. " أجابته تضم معطفه لها بتعب.

" سأقف هنا و لن أتحرك.. يمكنك على الأقل غسل وجهك و تناول شيء أو شرب مياه.. " نبس يحثها على
ذلك لكنها رفضت تنفي له برأسها.

" لا عليك.. لست مرهقة، أخبرني هل قطعت التبرعات و أرسلت ما أخبرتك للغرفة السوداء؟ و ماذا عن ريزان.؟ "

سألته كاتارينا تعدل جلستها بينما تطرق على الأرض بكعبها و هذه الحركة لا تقوم بها سوى حين تكون متوترة أو غاضبة..

" فعلت.. تم قطع كل التبرعات التي لم تصل خلال الأربع و عشرين ساعة الأخيرة و قطعت كل علاقة التبرعات لكن لن أعلن عن ذلك بعد.. أما ريزان إنه بخير و حالته مستقرة.. و تم نقله لغرفته الخاصة بالأعلى رقمها 78
و أخبروني أن بقائه اليوم جيد له و ليتأكدو من خلو جسمه من أي مادة.. سننهي الفحوصات و سأنقله للمنزل بنفسي، سأكون معه بنفس السيارة هذه المرة.. "

" جيد.. ماذا عن ماريا.. "

" حالتها مستقرة هي الأخرى لكن لا تزال عاجزة عن الكلام بسبب الحروق بوجهها يحتاج الأمر وقتا أطول كما أنها انهارت مرتين أو أكثر تنادي بإسم والدك الراحل بسبب ذكرياتها لذلك اليوم.. هي لم تتخطى بعد.."

روح الصمت Where stories live. Discover now