chapter 5 : الضحيـة بـالقفص

5.8K 266 63
                                    


***********************************

الجو داخل تلك الغرفة كانت باردا و بينما الخارج كان مظلما،،، غرفتها كانت مضائة.

جلست كاتارينا على مكتبها بينما تتفحص الملفات بعناية شديدة و تدون بعض الملاحظات حول ما كانت تقرأه عليها،،، الملفات التي طلبتها من رومانو أصبحت بيدها
الآن... هاهي الساعة تشير للثالثة صباحا،،، رومانو يقف بجانبها بينما يراقب عملها بصمت إلى أن نطقت:

" منظمة النينوس هل تعلم ما يحدث فيها رومانو..! "

نظر رومانو نحوها بطرف عينه حيث رآها تنظر بفراغ شديد ليقول " حسب ما أحضرنا من معلومات التطوير العقلي و الجسدي..."

نفت ذلك برأسها سريعا و قد إرتسمت إبتسامة بائسة خفيفة على وجهها،،، رفعت خضراوتيها نحوه لتقول بعدها " اقتلاع القلب و أنت حي.... جعلك وحشا..."

لم يفهم رومانو قصدها في تلك اللحظة،،، أما هي فقد صمتت لبعض الوقت و كأنها تستعيد بعضا من ذكرياتها القاسية،،، بل هذا ما كان يحصل بالفعل لتتنهد بارهاق و هذا جعل رومانو يعقد حاجبيه....

هل تنهدت الآن،،، و لكلامها عن هذه المنظمة..!!

هل هذا الحمل الذي تحمله داخلها صعب إلى تلك الدرجة ليجعلها تتنهد بهذه الطريقة،،،، لمح في عينيها ألما لأول مرة يراها بتلك النظرات،، و هذا جعل منه يقترب ليجلس أمامها على إحدى ركبتيه كأمير ينحني لملكته.. ببساطة.

المشهد لطيف،،، لكن توقفوا...

أمسكوا عقولكم فضلا ولا تعجبوا بشخص فعل هذا فقط و لا تعلمون عنه شيئا!!

قال " لست على ما يرام كاتارينا....."

نظرت له تلك الأخيرة بنظرة جانبية بينما كانت تتألم و روحها تختنق بالفعل،،،، لم تتخيل يوما أن يعود ماكانت تخشاه طوال هذه السنوات الآن،،،  هي لم تخبره عنها و عن الماضي الخاص بها شيئا... فقط لم ترده أن يعلم أين كانت و كيف أصبحت و هو أيضا لم يبحث في الأمر أبدا...

لكن الآن ربما تستطيع اخباره لانه الوحيد حاليا من تستطيع الكلام معه،،، قالت بنبرة حاولت جعلها عادية رغم ذلك الشعور الذي كان يخالجها" رومانو اذا بقي شيء لم تعرفه عني فهو الماضي الخاص بي....."

أومأ لها رومانو بفهم و قال " و هل لدي الحق في أن أسألك عن الماضي الخاص بك،،، هل ستخبرينني....؟ "

لهذا هو الأقرب لها،،، لأنه لم يحاول طوال هذه السنوات البحث خلف ماضيها،،، و حتى هذه اللحظة هو لن يبحث عن الماضي الخاص بها،،، إلا إذا قررت هي اخباره لم يسألها و لو لمرة طوال هذه السنوات،،، الآن سألها.

روح الصمت Where stories live. Discover now