البارت الأربعـون

1K 44 8
                                    

فتح ياقه ثوبه يهف على نفسه فيها من شده توتره أخذ نفس ونطق:سمّ طال عمرك جاي لكم!
سكر جواله يرجعه بجيب ثوبه ورفع راسه للسماء:يارب هونها ولا تعقدها!
التفت على صوت حمد:أستدعوك؟
هز راسه بدر:بياخذون أفادتي ،الله يخارجنـا!
ربت على كتف:لاتخاف و ولـد عمك وراك مايصيبك شي بإذن لله
أبتسم بدر بامتنان:ماتقصـر يابو جابر!
أشر على صـدره وهو يبتسـم ومشى بـدر يطـلع ركب سيارته وأخذ نفـس يحرك ،نزل نظره على رنين جواله ورفعـه يرد:هلا
سندت ظهرها على السريـر:مارح ترجـع؟
ناظر الطريق بتركيز:بتاخـر نامي لاتنتظـرينا!
هزت راسها وسكتت لـ ثواني طويله ثم أردفت بسخريه تنطق:وين ديـم مارجعت؟
اخذ نفس بضيق وهو نسى أمرهـا:راحت مع أخوها نتركهـا عنده لين تزيـن!
أبتسمت ناديه بسخريـه:مو متقبّله حملهـا؟
عض شفتـه بقهـر منها ونطق ينهي الموضـوع قبل لايبتـدي:الله يهونها توصيـن على شي؟
هزت راسها بالنفي كانه يشوفهـا وسكرت ،زمت شفايفهـا لـ ثواني وقفت عنـدك الشباك الضخـم تناظـر شوارع الرياض المزدحـمه بالسيارات والسكـان رفعت جوالها وتمتمت من وصلهـا الرد الصامـت:شلونـك؟
بلعت ريقها بتوتـر من أتصالها المفاجئ:الحمدلله وأنتي؟
أبتسمت ناديه:الحمدلله ، أقدر أشوفـك بكره الصباح؟
عقدت حاجبهـا بانزعاج:ليه وشبغيتي؟
زمت شفايفهـا تمسح على بطنها بهدوء:سلامتـك بس ودّي بكلمه رأس بيني وبينـك إذا فاضيه عازمتك بكره الصباح على كاسه عصير بكافيه ∫∫∫!
هزت راسهـا بفضول وش تبغـا منها لا أكثـر:أوك اشوفك بكره!

~بيت تـركي~
ميّلت شفايفهـا تناظـره ونطقت:وش صار عليهـم؟
أخذ نفس بهدوء:حادث ، كانـت ترف بمقعد الأطفال بالمرتبه الخلفيه رابطين الحزام عليها باحكامة ماصار عليها شي بس ابوها وأمها ماقدرنا ننقذهم !
صدّت عنـه تخفي دموعهـا وهي تحس بالشفقـه على ترف المسكينـه كيف فقدت أهلها بليله وحـده وهمست:ليه جبتهـا معك؟
عض شفتـه تركي وحنى رأسه بانكسار يتمتم:عبدالرحمن حطها برقبتي! أمني على بنته وأغلى ممتلكاتـه ،حط بنته أمانه عندي من شـده ثقته فينا!
بلعت ريقها وهمست:ماعندهـا أهل؟ ليه يحطها أمانه عندك؟
ضحك بسخريه ورفع رأسه لها:عندهـا أهل! عندها خوال رديّن ولاهم برجل ينشد فيهم الظهـر،،عندها أعمام ماكلفوا على نفسهم حتى يسالون على بنت أخوهم ،، عندها جد بـ عزاء ولده جاني وانا واقف فوق قبـره قالي "كانك أخذت البنت كاهي برقبتك أمانه أنتبه لها،، حنا أهلها لكـن ما ودنا فيها ولا نتشرف نربي بنت الكلب عبدالرحمن"
تبيّن أتركها لـ هالناس الرديّن؟ تبيّن أتركها للشارع وابوهـا حطها برقبتي؟ أمني عليهـا وهو يحتضـر قالي "لا تفرط بالأمانة ياتركـي أعتبرها بنتك ولا تخليها لأهلي"
سكتت لـ ثواني تناظره تتذكر كيف رجع بيوم موتهم وعيونه محمـره وأضح انه تاثر بفقد عبدالرحمن وكيف طلع ثاني يوم من قبّل صلاه الفجر ورجع وهو مكتئب وأكيد انه راح دفنهم هزت راسها بالنفي ونطقت:حنّا مانقدر نربيها! مانقـدر نتركها عندنا !
ناظرها بذهـول لـ ثواني:ماتبيـن تربينها؟
هزت راسها بالنفي:تركـي شوف حنّـا كيف عايشيـن! كيف ماشيه حياتنـا انا يادوب أشوفك باليوم ساعـات معدوده ويدوبها تصيب عند النوم! مستوعب اننـا عايشين بنفـس البيت بس محد يدري عـن الثاني!
متقبل فكـره أن ماصار بيننـا شي يوثق أني زوجتك حتى لو شي بسيط، وتبيني أربي طفله ما أعرفها بهالسهـوله؟ طفله بلغت ثلاث سنيـن من عمـرها كيف تبيها تتقبلنا كيف تبيها تنادينـا ماما وبابا وتعيـش معنا طبيعي! كيف تبين نواجهه أهلنـا ونوقف قدام جـدي معاها؟
الموضوع مو لعـب بزاين عشان نجي بيـوم وليله نوقف قدامهـم كلهم ونقولهم هذي بنتنا ترف من اليوم أعتبروهـا من العائله وحفيـده العائله! تستهبـل معي انت!!
وقف بصدمـه من أنفعالها ورفضهـا الشديـد:مانيـب منتظـر رضى أحد عليهـا من موتّ عبدالرحمن ونـرف بنتي وإن ما كنتي تبيـن تربينها لاتربينهـا محدً منتظـر شي منـك ،وإن كانك خايفـه من المواجهه فـ المواجهه بتكـون مني والكـل بيرضى بالمكتـوب وبيعتبـر ترف منا وفينـا ،وإن كانك من تـرف فتبقـى طفله غيـر واعيـه مردها بتتعـود علينـا وتتعايـش مع حياتنـا ولا علينـا خلاف ، وإن كان الموضوع ماهـو بعاجبـك فالله يستـر عليـك مانا بمنتظـر منك شي بس ماهقيتها منك يابنـت مُهـاب وانتي عشتي اليتـم ماتوقعـت انك تبينهـا تعيش اليتـم وأنتي أدرى بوجعـه لكـن والله أني مانا بجابرك على شي واللي ودّك فيـه بيصير بس تـرف من هالبيت ماهي بطالعـه ومن حمايتي ماهي بباعـده هي تحت مسمى بنتي غصباً عن اللي يرضى واللي مايرضى !
حنت راسهـا بين ركبهـا تبكي من مشـى يتركهـا سمعها كلام ألجم كل حواسـها لكنـه ماحسسهـا بالذنب وهي مقتنعـه بالكلام اللي قالته ماتشـوف نفسها موهله تصيـر أم بهالوقت ولا تشوف أن تركي بيصيـر أب لـ ترف ،كيف بيقدرون يربونهـا مع بعض وهم بينهـم مئه حاجـز وعائق،كيف بتناديهـم "ماما وبابا" ومايربطهـا فيه الا خاتم بيمينهـا وبصمـه وثقتهـا با أبهامها لا أكثـر !

يا بسمة الليّالي السعيدة وهْناهـا .Where stories live. Discover now