البـارت الحـادي عشـر

995 36 2
                                    

ـــــــــــــــــــــــ في بيـت الجـد محـمد ـــــــــــــــــــــــ
الكـل رجـع مـن الـزواج وتوجهـوا لـ غرفهـم ونامـوا مباشـر مـن التعـب الا ونيـن كـانـت خايـفه على العنـود لا يصيـر فيـها شـي ما قـدرت تتخـط منظـرهـا وهـي تبكـي وتصـارخ مثـل الـي يحتضـر لـ المـوت  فـزت مـن ا مكـانـها وسحـبت جلالـها وجـواله تتصـل عـلى تـركـي خـرجـت لـ الحـوش تشـم هـواء بـارد فتـحت جـوالـها وكـانت السـاعه 2:29 ص رفعـت جـوالـها لاذنهـا وبعـد رنتيـن وصلـها صـوتـه
تـركـي : هـلا ونيـن
ونيـن : بعـدكـم فـي المستشفى ؟
هـز راسـه بالايجـاب ونطـق: دخلـوها غـرفـه العمليـات ولاده
فـزت ونيـن بخـوف ونطقـت ببكـاء : بـس بـدري علـى ولادتهـا !!
حـس فيـها تـركـي انـها بتبكـي يعـرفـها خـوافـه وقـالت لـه امـه انـها كـانـت مـع العـنود وانـهارت تبكـي مـن خـوفها ونطـق بهـدوء : لا تخافـي هـي بخيـر بـس تحتـاح ولاده مبكـره
هـزت راسهـا والدمـوع متجمـعه بعيـونها: طمنـي عليهـم
تركـي بحنـيه : ابشـري الحيـن روحـي نامـي يقلبـي تاخـر الوقـت
ونيـن : بحفـظ الرحـمن .. صكـرت الخـط حسـت انهـا ارتـاحـت شـوي مـن كـلام تركـي وتطمـن قلبهـا توجهـت لـ الغـرفـه تنـام
ـــــــــــــــــــــــ فـي الفنـدق ـــــــــــــــــــــــ
سمـع صـوت جـواله يـرن اخـذه مـن فـوق الطـاولـه ناظـر الاسـم ورفـع راسـه ناظـر البـاب لـسى ما خـرجـت رد بهـدوء : ايـوة
: اعتـذر عـن الازعـاج بـس تركـي وهـايـف بالمستشفـى !!
استغـرب وش يسـون فـي المستشفى بهالوقـت ونطـق : تـركـي وهـايـف بـس؟ وش يسـون بهالوقـت ؟
: لا معـاهـم ثنتيـن بنـات ! الـي عرفـته ان وحـده منهـن بتـولـد !
هـز راسـه بالايجـاب وتذكـر ان زوجـه هايـف حامـل ونطـق : خليـك بالمستشفى ولا يفوتـك شـي ؛ واي شـي مهـم بلغنـي
: ابشـر و مبـروك زواجـك اعـذرنـا اتصلـت بهالوقـت واشغلتـك بـس كـان ضـروري اوصـل لـك العـلم
ابتسـم بخفـه رفـع نـظره لـ البـاب الـي انفـتح و شافهـا خـرجـت اشـر لهـا بعيـونه تجـلس وفعـلاً جلسـت على الكنبـه بهـدوء بعيـد عنـه شـوي ؛ رجـع يكلـم بجـواله : الله يبـارك فيـك وعقبـالك .. انتظـر خبـر مـنك تمام
: تمام .. وصكـر الخـط
حـط حـمد جـواله علـى الطاولـه مقابـله وناظـرهـا كانـت لابسـه بجامـه حـريـر باللون الاحمـر ورافعـه شعـرهـا وخصـلات نازلـه علـى وجـهها وحاطـه مكيـاج خفيـفه وريحـه عطـرهـا ماليـه المكـان ابتسـم علـى شكلـها وكيـف جالسـه بعيـد عـنه ونطـق بسخـريـه: تـرا ما اكـل !!
ناظـرتـه بفهـاوه وسكـتت ؛ عـرف انـها مافهـمت ونطـق :تقـربي ولا اقـرب ؟
ابتسمـت بعبـط وقـربـت منه شـوي
ناظـرهـا بهـدوء وشـاف انهـا باقـي بعيـده عـنه مـد ايـد يسحبـها مـن رجـولهـا بحـركه سريعـه
شهقـت بخـوف وهـي تشـوفـه سحبهـا مـن رجـولهـا وصـارت مقـابـله لـه وهمـس لهـا : تـرا ما اكـل قـربـي عادي !
عـدلـت جلستهـا بخجـل وهـي جالسـه مقابـل لـه ناظـر بعيـونها بهـدوء وابتسـمـت بخفـه مـن نظـراتـه
حـاول حـمد يتـدرك نفسـه ونطـق : تـدرسـي سنـه كـم؟
كيـان : اخـر سنـه والثانـوي
هـز راسـه ونطـق : حلـو مـن نرجـع الريـاض اسـجلك بمـدرسـه غـنى و ونيـن وتبـدي تـداومـي معاهـن
ابتسـمت بفـرحـه وهـي كانـت خايفـه يحـرمهـا تكمـل دراستهـا وهـزت راسهـا بالايجـاب
ناظـر لـ فرحتهـا ونطـق : ودك اسجـلك بنـادي ركـوب الخيـل ولا ودك تنتبهـي لـ دراستـك ؟
هـزت راسهـا بالايجـاب ونطـقت: ودي ادخـل النـادي!!
هـز راسـه بالنفـي وهمـس : لا بتهمليـن دراستـك بعـدين !
ناظـرتـه ببـراءة وبحـركه عفـويـه مسكـت ايـده ونطـقت بـرجـاء : حـمد تكفـى سجـلنـي والله ما اهمـل دراستـي!
ناظـرهـا حـمد وبعـد كلمـه " تكفـى" ما يقـدر يـرفـض لهـا طلـب ونطـق : لـ رجعـنا الريـاض يصيـر خيـر !
عـرفـت انـه يقصـد بيفـكر بالمـوضـوع وهـزت راسهـا لـ يكمـل حـمد : ودك ويـن نسافـر؟
رفعـت اكتافهـا بعـدم معـرفه ونطـقت : ودي اروح بيـت الله الحـرام بـس !
ابتسـم بخفـه ونطـق : ابشـري ويـن ودك نـروح بعـد ؟
هـزت راسهـا بالنفـي ونطـقت : لـو ما نبعـد ونتمـشى بالسعـوديـه يكفـي !!
هـز راسـه بالايجـاب واخـذتهـم السـوالف بيـن سـؤال وجـواب وكـان حـمد يعـرف كـل شـي عنهـا بـس كـان وده يسمـعهـا وهـي تسـوالف .. وقـف علـى طـولـه ونطـق : يـلا ننـام تـاخـر الوقـت !
وقـفت معـاه وهـزت راسهـا بالايجـاب وبـدا الخـوف يـدب بقلبـها ومشـت قـدامـه قاطـعها ضحـكت حـمد الـي اول مـره تسمعـها وحسـت بالاحـراج مـن نطـق : كيـف ما تكسـرتـي وانتـي لابسـه ذاك الكعـب ؟
التفـتت لـه كـان واقـف خلفـها بالضبـط رفعـت راسـها لـوجهـا وكـانت واصلـها لـ نص صـدره  ابتسـمت بعبـط و رفعـت اكتافهـا بعـدم معـرفه ونطـقت : مـدري!!
حـمد بحـده : لا تلبسـين هالكعـب مـره ثانيـه
ضحـكت بعبـط ونطـقت : كـان لازم البسـه لا اتفشـل بطـولـي قـدامـك
ابتسـم علـى عبطـها ولفـها وحـط ايـده فـوق اكتافـها وهـو يـدفهـا لـ الغـرفه ونطـق : الكـلام معـاش ضايـع
دخـلت الغـرفـه وهـو يـدفـها وسكـر البـاب خلفـه وشـتت انـظـاره لـ الغـرفـه وهـو يشـوف فستـانـها عـلى الكنبـه بجانـب بشتـه وعبايتـها معلقـه بجانـب ثـوبه ابتسـم بخـفه عـلى التفاصـيل وناظـرهـا كـانت منسـدحـه عـلى طـرف السـريـر ابتسـم عـلى خوفـها وصكـر الضـوء وخـلى ضـوء خفيـفه كـان مـطـروح علـى كمـديـنه السـريـر ؛ دخـل بالطـرف الثانـي واعطـها ظهـره ونطـق : قلـت لك تـرا ما اكـل قـربـي عادي ولا انتـي تبيـن تتكسـريـن اليـوم !!
ضحـكت بخفـه وهـي تعـرف انـه يقصـد الكعـب وقـربت بهـدوء وهـي تشـوفه معطـيهـا ظهـره ناظـرت فيـه لـ دقـائق الـى ان غلبهـا النـوم وهـي تتامـله وتفكـر فيـه ؛ لـف حـمد ظهـره با اتجـاهـا وهـو ما قـدر ينـام ناظـر فيـها وكـان واضـح عليـها النـوم قـرب مـنها بهـدوء وهـو يحـط ايـده تحـت راسـها سحبهـا الـى ان صـارت بحضنـه مـد وايـده يفتـح شعـرهـا ، انسـدل شعـرهـا عـلى السـريـر حـس فيـها تتحـرك با انـزعـاج قبـل راسـها بهـدوء وغمـض عيـونه ينـام وانتهـت ليلـتهـم بفـرح طاغـي عـلى حـمد وبـ الامـان والحنـان والحـب تحـس فيـه كيـان مـن حـمد شـدت عـلى حضنـه وهـي صحيـت مـن سحبهـا لـ حضنـه ابتسمـت بهـدوء ونامـت
ـــــــــــــــــــــــ فـي المستشفى ـــــــــــــــــــــــ
كـان هايـف طـول الوقـت بالمصلـى ويصلـي ويدعـي ربـه رجـع صالـه الانتظـار وجلـس بجانـب تـركـي  مـر  الوقـت وعـدت ساعـات وللان ينتظـرون ؛  هايـف وصبـره نفـذ ناظـر لـ تركـي : تـركي تكفـى قـم شـف وش صـار تاخـروا!!
وقـف تركـي عـلى طـوله وتـوجهه لـ الستـر ماقـدر يعـرف شـي واصـر يدخـل غـرفه العمليـات وبعـد اقنـاع واستخـدم واسطـات سمحـوا لـه يدخـل غـرفـه العمليـات كـونه دكتـور ، غيـر ملابسـه ولبـس ،لبس  غرفـه العمليـات ودخـل (حـوالي عشـر دقائـق وطـلع) فـز هايـف من شافـه طالع ونطـق : بشـر؟؟
ابتسـم تركـي بتهـديه لـ الوضـع ونطـق : ولادتهـا صعبـه شـوي وللان ما ولـدت
زفـر بضيـق وهـو متـوتـر وجلـس منتـظر الدكتـوره تطلـع ؛ توجـهه تـركـي يجلـس بجانـب امـه وهـو يبوس ايديهـا ونطـق : ما تعبـتي يمـه ارجـعك البيت
ام تـركـي : لا يا وليـدي انتظـرهـا تـولد واتطمـن عليـها
سكـت تـركـي بهـدوء وهـو يتـذكـر كـلام الدكتـوره
بعـد حـوالي نـص سـاعه خـرجـت الدكتـوره مـن العمليـات ابتسـمت بـورطـه مـن فـز هايـف يسـالـها والخـوف واضـح بعيـونه
هـايف: دكـتوره بشـري !!!
ابتسـمت الدكتـوره ونطـقت : الـف مبـروك صـرت اب لـ بنتيـن
توسعـت ابتسـامـه هايـف كـان منتظـر طفـل واحـد وربـه رزقـه بـ بنتيـن سجـد لـ ربـه بفـرح و وقـف عـلى رجـوله وهـو يحـس مـن الفـرحـه حـتى رجـوله ما تشيـله تقـدم يحضـن تركـي بفـرحـه ونطـق تـركـي بضحـكه : الـف مبـروك صـرت ابـو البنـات!
ابتعـد عـنه وهـو يضحـك ورجـع يسـال الدكتـوره : زوجـتي كيفـها ؟؟
كشـرت الدكتـوره وهـي ما تـدري كيـف توصـل لهـم الخـبر ونطـقت : تقـدرون تجـون معـاي المكتـب !
هايـف بخـوف : لـيش دكتـوره زوجتـي فيـها شـي ؟؟
ناظـرت الدكتـوره تـركـي وهـي تاشـر لـه بعيـونهـا ، فهـم عليـها تـركـي وهـو يذكـر انـها قـالت لـه ان حيـاه الام بخطـر وهمـس : دكتـوره كيـف الام ؟
هـزت راسهـا بالنفـي الدكتـوره وتشجـعت ونطـقت : استـاذ هـايف البقـاء بعـمرك ، صـارت مضاعفـات بالعمليـه ادت الـى فقـدن الام عظـم الله اجـرك
جـمد هايـف بمكـانه الصـدمـه كانـت قويـه كيـف يستـوعب ان زوجـته وشـريكـه حياتـه خسـرهـا فـي لحـظه نطـق وهـو يتمـنى ان تركـي ينفـي الي قالتـه وهمـس : تـركـي وش تقـول ؟؟؟ عنـوده ما مـاتت صـح زوجـتي ما مـاتت
نـزل راسـه تـركـي وهـو ماعـنده رد ، هـز راسـه هايـف بالنفـي مـن شـاف تـركـي نـزل راسـه دف تـركـي عـنه وصـرخ : كذابيـن كلكـم كـذابيـن زوجتـي ما مـاتت انـا وعـدتهـا وقلـت لهـا بنـكبر طفلـنا مع بعـض مستحيـل تتركـنا مستحـيل سكـت والعبـره خانقـته ما حـس الا بتـركـي يحضـنه ويـواسـيه نـزلت دمـوعه بصـدمـه وهـو يحـاول ينفـي الامـر ابتعـد عـن تـركـي وجلـس هايـف بكسـره قلـب عـلى الكـرسـي ؛ توجـهه تـركـي لـ امـه وهـو يشوفـها تبكـي ومتمسكـه بالـ دكتـوره ؛ يمـه اذكـري الله اذكـري الله
ام تـركـي ببكاء : لا إله إلا الله لا إله إلا الله
تركـي : يمـه حـاولـي تكـونين قويـه العـنود جابـت بنتيـن لا تخلينهـن يا يمـه العـنود حطتهـن با امانتـك وراعيـتك
هـزت راسـها ببكـاء : وش ذنـب هالطفلتيـن يمـه يصيـرنا يتيمـات ولا يشوفـن امهـن حـرام يمـه محتـاجـات ام يا تـركـي تكفـى قولـي ان العنـود بخيـر تكفـى!!!
سكـت تركـي وهـو يشوفـها تبكـي بحـرقـه صـدر كـانت معتبـره العنـود اكثـر مـن بنتهـا رفـع نظـره يناظـر هايـف كـان جالـس عـلى الكـرسـي ومغـطي وجـهه بشمـاغـه ويبكـي نطـق تركـي : المكتـوب يا يمـه لا تجـزعـي مـن رحـمه ربـك
ام تـركـي وهـي حاطـه ايـدها علـى راسهـا : اللهـم لا اعتـراض علـى قضـاك
بالقـوه قـدر تـركـي يقـوم امـه تشـوف البنـات وتتطمـن علـى صحتهـن ناظـر هايـف وكـان ما زال على وضعـه مغـطي وجـهه بالشمـاغ ويبكـي طلـع جـواله يتصـل عـلى نـواف (يبلغـه بالـي صـار يبـلغ العـائله ويستعـدون لـ الدفـن وبعـده يفتحـون العـزاء ) رد نـواف بصـوت كلـه نـوم : الـو تركـي بحـده: نـواف صحصـح واسمـع !!
فـز نـواف وفـرك عيـونه بايـده ونطـق :اسمـعك!
تـركـي بحـزن : زوجـه هايـف توفـت بالـولاده
انصـدم نـواف وسكـت شـوي يستـوعب الصـدمه ونطـق : لا حول ولا قوة إلا بالله كيـف هايـف ؟
هـز راسـه با اسـئ وهـو يشـوف هايـف بمكـانه ما تحـرك ابـدا ونطـق :مـب بخيـر ابـداً ؛ حنـا الحيـن بالمستشفى بنكمـل إجـراءات الجنـازه وانتـه بلـغ الكـل يحضـرون الصـلاه والدفـن
هـز راسـه نـواف ونطـق : مـتى الدفـن؟؟
ناظـر تركـي ساعـته وكانـت اربعـه وربـع الفجـر ونطـق : بعـد صـلاه الفجـر مافـي داعـي ناخـر اكثـر
هـز راسـه وصكـر الخـط فـز مـن مكـانه يصحـي سلطـان وباقـي الشبـاب ويستعـدون لـ الدفـن والعـزاء
امـا تـركـي توجـهه لـ هايـف وجلـس جنبـه حـط ايـده يطبطـب عـلى كتفـه ؛ نـزل هايـف الشمـاغ عـن وجـهه الـي كلـه دمـوع وعيـونه حـمر ناظـر لـ تركـي با انكسـار  تركـي ما عـرف وش يسـوي  مـا تحمـل نظـراتـه وهـو يشـوف الانكسـار بعيـونه وحـاول يمـسـك دمـوعه ونطـق : هايـف اذكـر الله ، الله الي عطـى والله الـي اخـذ مافـي شـي بيدينـا ي هـايف تكفـى خلك متماسـك!
هايـف بنـوح : كيـف اعيـش الحيـن مـع مـن اكـون مـن لـي بهالحيـاه بعـدها اااااخ يا تـركـي اااااخ وين اروح بحالـي ويـن
تركـي جلـس عـلى الكـرسي بجانبـه : هايـف قـول لا اله الا الله اذكـر الله ي هايـف قـوا انا لله وانا اليه راجعون !
ارجـع هايـف راسـه لـ الجـدر وتمتـم بـ انا الله وانا اليه راجعون الفتت لـ تركـي ونطـق : وينهـا وينـها ابـي اشـوفهـا و اودعـها ابـي اضمهـا قبـل القبـر
تـركـي غمـض عيـونه وخانتـه دمـوعه وهـو يشـوف حـاله وقـف وهـو يستنـد هايـف الـي يا دوب يمشـي مـن صدمتـه
ـــــــــــــــــــــــ في بيت الجـد ـــــــــــــــــــــــ
بلـغ نـواف الـرجاجيـل كلـهم والكـل انصـدم مـن الخبـر وابـو سلطـان بلـغ ام سلطـان تخبـر الحـريـم ويستعـدون لـ العـزاء (عـزاء الحـريـم ببيـت الجـد وعـزاء الرجاجيـل ببيـت هايـف ) الرجاجيـل كلهـم تجهـزوا وطلعـوا يحضـرون الصـلاه والعـزاء وكـل واحـد يفكـر بهـايـف وحـال هايـف !
ـــــــــــــــــــــــ فـي ثلاجـه المـوتـى ـــــــــــــــــــــــ
كـان هايـف مستنـد علـى تـركـي دخلـوا غـرفـه الثلاجـه رجـف قلـب هايـف مـن بـروده الغـرفه رجـع يبكـي بعـد ما تماسـك طـلع لـه العامـل جثـه العنـود تمسـك بتـركـي الـي كـان معطيـهم ظهـره وصـاد ونطـق : امـس كنـا مع بعـض ونختـار اسـممم لـ طفلنـاااا ليـش ليـشش اليـوم تركتينـي كيـف بكمـل حيـاتي لـ وحـديي قـرب منـها وهـو يهـززهـا مـن اكتافهـا ودمـوعـه ما وقفـت ونطـق : عـنود عنـوددده يقلبـي قومـي وش فيـك وش فيـك قومـي عـنوده بناتنـااا ينتظـرنـا صـرخ بصـوت ارعـبت تـركي : قـومي وش فيـك بناتنـااا ينتظـرنا عنـوددددده
فـز تـركـي مـن صـراخـه وهـو يشـوفه طـاح عـلى الارض وهـو يبكـي با نهيـار نـزل تـركـي لـ مستـواه وهـو يحـاول يقـومـه ويسنـده بالقـوه قـدر يقـومـه وخـرجـوا مـن الثـلاجـه كـان هـايـف منهـار كليـنا ويبكـي تـركـي تعبـت روحـه من بكـاه خـاف كثـير على هايـف مـن جـد خـاف التفـت خلفـه شـاف ابـوه وعمـه ابـو سلطـان ونـواف ركض نـواف با اتجـاه يسنـده مـع تـركي ونطـق : هـايف
هـايف كـان منـزل راسـه ونطـق بصـوت متقطـع : راحـت راحـ.ت وتـركـ تنـا ..
ضـم نـواف هايـف يحـاول يهـديه وحـس بـدمـوع هايـف عـلى كتفـه شـد عـليـه وهمـس باذنـه : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)
ارتخـى جسـد هايـف بعـد ما سمـع الايـه مسـح عـلى ظهـره نـواف وهـو يحـس انـه هـدأ شـوي ورجـع يقـرأ (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) سكـن هايـف بحضـن نـواف وسمـح العنـان لـ دمـوعه تنـزل ماهـزه شـي بعـد فقـد اهـله ونـاسـه الا زوجـته انكسـر ظهـره بمـوتهـا ؛ رفعـت نظـره نـواف لـ تركـي وهـو يشـوف صـاد ويبكـي (ما تنـزل دمـعه الرجـال عـلى شـي هيـن هـايـف فقـد اهـله واخـوانه وما بقـى له بهالحيـاه الا زوجـته واخـويـه بلمـح البصـر فقـد زوجتـه ما فكـر ببناتـه وان ربـي عـوضـه فيهـن كـان غـراقـان با احزانـه ، تـركـي ماقـدر يشـوف صـديـق عمـره منكسـر ومنهـار بهالطـريقـه حـس بالانكسـار مـن انكـساره وهـو يدعـي ربـه يصبـره عـلى هالمصايـب وما يلومـونه علـى الـي يسـويه مـا كانـت خسـارتـه هينـه ) جلـس هايـف على الارض وهـو يشـوف الكـل اجتمـع حولـه والشيـخ يواسيـه ويحدثـه عن قضـاء ربـه وقـاله ان اكـرم المـيت دفنـه وقـف عـلى طـوله مـن توجهه لـه ابـو تـركـي يعزيـه :عظـم الله اجـرك
هايـف بهمـس : جـزاك الله خيـر
تقـدم ناصـر وهـو مفجـوع مـن وضـع هايـف يعـرفه مـن زمـان ويعـرف حبـه الكبيـر لـ زوجتـه حضنـه وهـو يحـاول ما يبكـي قـدامه وهمـس :عظـم الله اجـرك الله يصبـرك ياخـوي
هايـف تمسـك بكتـف ناصـر وهمـس : جـزاك الله خيـر
كـان تـركـي على يميـنه ونـواف علـى يسـاره ويسنـدونـه وخلفـه باقـي العيـال ؛ اخـذو العنـود لـ المغلسـه والكـل مفجـوع مـن بكـى هايـف والكـل يدعـي ربـه انه يصبـره علـى مصيبتـه بعـدين حطـوها فـي الاسـعاف وهايـف وتركـي مـعاهـا والباقيـن تقسـموا فـي السيـارات ولحقـوهـم
ـــــــــــــــــــــــ فـي البيـت ـــــــــــــــــــــــ
ام سلطـان خبـرت البنـات بالـي صـار والكـل بـدت دمـوعـه تنـزل بحـزن علـى فراقـها ،
امـا ونيـن انهـارت مـن سمعـت الخبـر كـانت عـلى الارض جالسـه وناديـة حاضنتـها وتحـاول تواسـيها ولاكـنا بـلا فائـده كـانـت منهـاره وتبكـي بحـرقـه كـانـت خايـفه عـلى العـنود ولا جـاء نـوم طـول الليـل وصـار الـي خافـت منـه كـانت تتمتـم با اسـم العنـود وهـي تبكـي وتشـاهـق البنـات كاننـا حولهـا ودمـوعهـن ما جفـت والكـل يتـذكـرهـا وذكرياتـها ما راحـت عن بالهـم كـل ما يحـاولـنا ينسـنـا ويقفـلنا دفتـر الذكـريـات تنفتـح ذكـرى جـديـده والكـل يحـاول يـواسـي بعـض
ـــــــــــــــــــــــ فـي المسجـد ـــــــــــــــــــــــ
وقـفو كلهـم بصـف واحـد وكـان متوسـط الصـف هايـف وبجانبـه تـركـي ونـواف وسلطـان وابـو تركـي وابـو سلطان وامامهـم الجنـازه وباقـي العيـال فـي الصـف الثانـي
ناظـر هايـف الجنـازه امامـه حـاول يمسـك دمـوعه ويتماسـك وهـو يذكـر الله ويـدعـي ربـه يصبـره كبـر الامـام لـ صـلاه الفجـر وابتـدوا يصـلون هايـف كبـر لـ الصـلاه ومـن كبـر لا شعـوريـاً بـدت دمـوعه تسيـل ، سلمـوا مـن الصـلاه ورجـع الامـام وقـف والكـل وقـف خلفـه وكبـر الامـام ونطـق : الصـلاااااه عـلى الميـت اثابكـم الله
وقـف هايـف ومـن سمـع صـوت الامـام جهـش بالبكـاء وبـان صـوتـه وهـو يبكـي وينـوح وقـف تـركـي بسـرعـه يسنـده والكـل وقفـوا يواسـونه ويهدونـه والامـام التفـت عليـه وهـو ينصحـه ويفهـمه ايـات بعـد دقـائق هـدا هايـف شـوي و وقـف بضيـق وهـو ما زال يبكـي كبـر الامـام لـ الصـلاه وكبـروا وراه وكـان هايـف يبكـي وصـوت بكـاه واصـل لـ الجميـع كـان يتمتـم بالايـات والكـل يبكـي معـاه ؛ سلمـوا واتجهـوا لـ الجنـازه تقـدمـهم هايـف يشيلـهم وساعـده تركـي ونـواف وناصـر وسلطـان وكلهـم يبكـون بحـزن ، وصلـوا للقبـر وبـدو يحطـون الجنـازه غمـض عيـونه هايـف بقهـر وهـو منهـار و وده لـو هـو يدخـل بدالـها وكـل ما يتـذكر انـه هـو اصـر انهـا تحمـل وتجـيب عيـال يلـوم نفسـه ويتمـنى يرجـع الزمـن وتكـون جنبـه معـاد يبـي شـي مـن هالحيـاه مـن بعـدها وقـف بجانبـها وهمـس : ليـت الزمـن يرجـع ما ودي بشـي بهالحيـاه غيـرك ليـت ما حملتـي جهمش بالبكـاء وكمـل ليـت انا بالقبـر مـب انتـي ليـتك ترجعيـن انـا وحيـد بـدونك ليـت لو ما خليتـ..سكـت مـن ما قـدر يكمـل ودمـوعه سيـول بعيـنه "وليـت وليـت والـف مـن ليـت لكـن معـاد ينفـع النـدم ( لا فـات الفـوت ما ينفـع الصـوت والي كاتبـه ربي بيصـير)"
بالقـوه ابعـدوه عنـها وطلعـوه مـن القبـر وهـو يبكـي وينـوح دفنـوهـا وهايـف واقـف وحاضـن تـركـي ويبكـي وتـركي يحـاول يهـديه ، خلصـوا مـن دفنهـا واتجهـوا للبيـت وبالقـوه قـدرو يطلـون هايـف مـن المقبـره
وصلـوا البيـت وهـم يشوفـون نواف جهـز كـل شـي والفـرش مفـروش والكـراسـي مصفوفـه ساعـدو هايـف يدخـل البيـت كـان منهـار كليـنا ولا يقـدر يوقـف علـى حيلـه دخـلوه الصالـه وجلـس علـى اقـرب كنبـه وجلـس بجانبـه تـركـي ونـواف والكـل طلـع بعـد ما اشـر لهم تـركـي يخـرجـون يستقبـلون المعـزيـن
نطـق تركـي وهـو يا دوب يطلـع صـوته : هايـف انـته لازم تقـوم وتستجـع نفسـك وتستقبـل المعزيـن !
رفـع راسـه وناظـر تركـي ونطـق بصـوت يرتجـف : راحـت راحـت زوجتـي وكـل دنيتي
حضنـه تـركي  وهـو يحـاول يهديـه انهـار قـواه وهـو يبكـي وينـوح بصـوت كـل الموجـودين يسمعـونه كـان طايـح بحضـن تـركي وهـو يشاهق ويتمتـم بكـلام غيـر مفهـوم
ما تحمـل نـواف يشـوف وضـعه كـذا كـان بكـاه يكسـر الصخـره رفـعه وحـط عينـه بعيـونه ونطـق :هايـف هااااايـف لا تسـوي بنفـسك كـذا لا تـدمر نفـسك زوجتـك الله يـرحمـها راحـت عـند الي احسـن منـا
هايـف بصـوت يرتجـف : مـن لي بعـدها راحـت وتركتـنا وحيـد كيـف بعيـشش بـدونهـا وصـرخ كيـيييييف كيييف بعيـشش كـانت الوحيـده الـي ملوونـه حياتـي رجعـت حيـاااتي سـودا مـن بعـدهاااا ، نـزل راسـه وهـو يبكـي
تـركي بقلـه صبـر وهـو يحـس روحـه بتطـلع مـن بكـاه:هـايـف ناظـرنا ربـي مثـل ما حطهـا بطـريـقك اخـذهـا ولا نسيـك ربـي مـن عوضـه اعطـاك بنتـين يعوضـونك عـن غيابـها  ما تـدري ويـن الحـكـمه بمـوتـها وتـذكر ما ابتـلاء الا عبـده الا احبـه لا تـجزم مـن ابتـلاء ربـك و واجـهه مصيبتـك بقـول انا لله وانـا اليـه راجعـون
انـت لازم تشـد حيـلك وتـوقف عـلى رجـولك مـن اجـل نفسـك ومـن اجـل بناتـك ما توقـف الحيـاه عـلى شخـص ادري محـد فينـا يلومـك على الـي تسـويه بـس لا تكسـر نفسـك قـوم بهيبتـك واطـلع لـ الي يعـزونـك واصبـر عـلى مصيبـتك "ايـاكـم والجـزع مـن رحـمه ربكـم " لا تنسـى ربـي قـادر يمسـح عـلى قلبـك ويريحـك
هايـف كـان يسمـع كـلامـه وهـو يبكـي بـس يحـاول يتماسـك وقـف علـى طولـه ونـواف يسنـده قـرر يقـوي نفسـه ولا يضعـف اكثـر اثـر فيـه كـلام تـركـي ونطـق : المعـزيـن ينتـظرون!
وقـف تركـي عـلى طـوله واخـذ شمـاغ وعقـال هايـف وضبطـه لـه ونطـق: لا تنسـى قـول عـز وجـل "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
هـز راسـه هايـف وتمـتم : انـا لله وانـا اليـه راجعـون  مسحـوا كلهـم دمـوعهـم وطلعـوا لـ المعزيـن وهايـف يحـاول يتماسـك ويذكـر ربـه المعـزين وقفـوا وهـم يعـزونـه وحـاله كـان يكسـر الصـخره وتـركـي ونـواف ما تـركـوه ابـدا كـانوا واقفـين بجانبـه ويستقبـلون المعزيـن
ـــــــــــــــــــــــ فـي بيـت الجـد ـــــــــــــــــــــــ
فتحـوا عـزاء الحـريـم والكـل جلـس يستقبـل المعـزيـن كـان البيـت مـزدحـم بالمـعزيـن والكـل فـي حالـه حـزن وزاد حزنهـم اكثـر مـن رجعـت ام تـركـي ومعاهـن بنـات العنـود انصـدمـوا انـها جابـت بنتيـن وهـم مـن صدمتهـم بخبـر مـوتها وحزنهـم نسيـوا يسالـوا ، كـانت ونيـن جالسـه بالغـرفـه عـند بنـات العنـود ودمـوعـها يسيلـنا ما وقفـنا ناظـرت جـوالهـا وهـي تشـوف رسـاله وصلتـها مـن نـواف مسحـت دمـوعـها تشـوف وش ارسـل (نـواف : انـا فـي الملحـق جيبـي لـي ملابـس بسـرعه بغيـر واطلـع)
وقفـت على طولهـا وطلعـت المجلـس اخـذت له ملابـس وتـوجهت لـ الملحـق فتحـت البـاب وهـي تشـوف نـواف جالـس بـس فـز نـواف بخـوف مـن شـاف وجـهه كيـف شاحـب وبايـن عليـها البكـى الشـديـد لـ درجـه الانهيـار قـرب مـنها يحتضنـها ، ومـن حسـت فيـه اعـتل صـوت بكـاهـاءه وكـانـت تنـوح وتضـربـه عـلى صـدره ونـواف يا جبـل ما يهـزك ريـح واقـف ولا تحـرك (كـان يبكـي بداخلـه ما صـدق يهـرب مـن العـزاء ولا يشـوف حـال هايـف تصـدمه ونيـن ببكـاهاء وحزنهـا الشـديـد ) بعـد مـده هـدت شـوي ونطـق نـواف : تماسـكي يقلبـي ولا تضعفـي وتنكسـري اذكـري الله ولا تجـزعي مـن مصيبته وتذكـري انـها راحـت عـن الي احسـن منـا كلـنا راحـت عـند ارحـم الراحميـن
هـزت راسهـا بحـزن وهمسـت ببحـه : لا اله الا الله انا لله وانا اليه راجعون
بـاس راسهـا نـواف والحـزن يطغـى عـلى الجميـع طلعـت ونيـن مـن الغـرفه وتـروش نـواف عـلى السـريـع وبـدل وطلـع متوجـهه لـ عزاء الرجاجيـل
ـــــــــــــــــــــــــ فـي عـزاء الرجاجيـل ـــــــــــــــــــــــــ
كـان هايـف واقـف وصامـد يستقبـل المعزيـن والكـل حـولـه حـس راسـه بينفجـر رفـع راسـه وهـو يذكـر ربـه انتبـه لـ حـمد الي دخـل مـن البـاب وتـوجهه له،  احتضنـه حـمد وهـو يعزيـه بحـزن: عـظم الله اجـرك وانـا اخـوك الله يجبـر بـقلـب!!
هـز راسـه با اسـئ ونطـق: جـزاك الله خيـر
وقـف حـمد بالصـف مـع العيـال وهـو يشـوف حالتـهم مـو بخـير ابـدا والكـل وجهه احـمر و واضـح عليهـم البكـى وهايـف للان يبكـي ومـا جفـت دمـوعه
وقـف نـواف سيـارتـه ونـزل وهـو يشـوف تـركـي بسيـاره فتـح البـاب ودخـل جلـس بهـدوء وهـو يناظـره ولا تكـلم بحـرف واحـد ، كـان تـركـي منـزل راسـه علـى دريكسـون السيـاره رفـع راسـع وشـاف انـه نـواف رجـع راسـه عـلى الدريكسـون وهـو يبكـي بصـمت ، رفـع راسـه مـن انفتـح البـاب ثانـي مـره ودخـل راكـان جلـس بهـدوء كـان داخـله يبكـي ويحتـرق كـان حـزنه شـديـد علـى الرغـم انـه ما يعـرف هـايـف الا مـن مـده قصيـره بـس اثـر فـيـه حـزنه جلـس بهـدوء وغـطى وجـهه بالشـماغ وهـو يبكـي ، كـل واحـد كـان جـالس بمكـانه ويبكـي بصـمت "حـال هايـف  كـان يخليهـم ينهـارون غصـب " بعـد دوامـه بكـى استجـمع نفـسه راكـان ونطـق بعـقلانيـه : يا شبـاب وش صـار بكـم قـومـوا و تعـوذوا مـن الشيطـان  خـلاص يكفـي بكـاء هايـف داخـل محتـاجـنا اكثـر مـن اي شـي ونحـن هنـا منهـارين
سكـتوا بهـدوء وهـم يعـرفـون كـلامه صـح وهايـف محتـاجـهم بـس هـم مقـدروا يتحمـلون اكثـر
رجـع راكـان يكـمل كـلامه : شفـتوا هايـف بالمستشفى وكيـف كـان منهـار فـي الدفـن تكفـون تـو هايـف استجمـع نفسـه وتماسـك بالقـوه قـومـوا معايـا يـلا هـو يبينـا نوقـف مـعه ونسنـده مـا يبيـنا منـهارين كـذا !!
رفـع راسـه تركـي ومسـح دمـوعه وهـز راسـه بالايجـاب
نـواف كـان منهـار ولا قـدر يكتـم شهقـاته فتـح تـركـي البـاب ونـزل ونـزل خلفـه راكـان ،توجـهه تركـي لـ بـاب نـواف سحبـه وحضنـه يعـرف نـواف يحـزن بسـرعـه مايقـدر يشـوف مـواقـف مثـل كـذا رغـم وسـع صـدره واستهبـاله وطقطـقته الزايـده بـس قلبـه ضعيـف وضعيـف جـداً مايقـدر يتحـمل كـل الـي يشـوفـه وهـو اول مـره بحيـاتـه يمـر  عليـه مثـل هالحـزن
تـركـي بهـدوء : خـلااص اششش فتـره وتـعدي لا تخـاف
نـواف بشهـقه : خـايف عـلى هااايـف والله خـا .. يف ليـشش يصيـر مـعه كـذا ليششش هـااايف ما يستـاهل كـل هالحـززن
زفـر تـركـي بضيـق وحـالهـم ما يسـر ابـداً ونطـق : نـواااف خـلاص تكفـى ذبحـت عمـرك وانـت تبكـي بعـدين انـت مـو طفـل علشـان نعلـمك ان الحيـاه هـي كـذا الدنيـا مـب كـل يـوم فـرح والـي يصيـر بهـايـف قضـاء وقـدر ويمـكن يكـون ابتـلاء مـن ربـه لـ يختبـر صبـره وعليـه الصبـر  هايـف قـوي وبيتحـمل ان شـاء الله وهـو داخـل يستقبـل المعـزيـن وصـابر ويحتـاج نحـن مـعه ضـروري نكـون احـنا صابـرين بعـد ونـوقـف مـعه
ابتعـد نـواف عـن تركـي واخـذ المـويـه مـن راكـان شـرب شـفه واخـذ نفـس وهـو يحـس انه ارتـاح بعـد ما فضـى الـي بخـاطـره ، ربـت عـلى كتفـه راكـان ودخـلوا لـ هايـف و وقفـوا جنبـه وهـم يشـوفـونـه منـهار بـس يحـاول يتماسـك
«مـر اليـوم بكآبـه عـلى الجميـع »
الكـل كـان يحـاول يتمـاسـك ويوقـف مـع هايـف الي كـان حـاله ما يسـر صـديـق ولا عـدوا كـان يحـاول يتماسـك بـس كـل شـوي يتـذكـرهـا وينـهار ،
انتهـى اليـوم وخـرج اخـر المعـزيـن هايـف كـان جالـس وبجانبـه تـركـي وباقـي الشبـاب والصمـت طاغـي عـلى الجميـع ، هايـف كـان يفكـر كيـف بيـدخـل البيـت بدونـها وتـركـي ونـواف وراكـان قـالوا بيبـاتـون عـنده حـاول يرفـض بـس اصـروا رجـع هايـف يفكـر ببناتـه وتـذكـر انـه ما شافهـن ابـدا ناظـر لـ تركـي وهمـس : بناتي فيـن ؟
تـذكـر تـركـي ان امه اخذتهـن لـ البيـت معـها ونطـق : عـند امـي بالبيـت تبـي تشـوفهـن ؟
هـز راسـه وارتجـف قلبـه كيـف ينسـى بناتـه كيـف ينسـى قطـعه مـنه كيـف ينسـى ثمـره حبـه هـو والعنـود ، وقـف تـركي عـلى طـوله وهـو ما بقـى بالبيـت الا هـو و هايـف وراكـان و نـواف ونطـق : بـروح اجـيب بنـات هايـف مـن البيـت وبـرجـع!
هـزو راسـهم بالايجـاب وحـاول نـواف يفتـح مـوضـوع ويغيـر جـو هايـف بـس بـلا فائـده
بعـد حـوالي نـص ساعـه رجـع تـركـي ومـعه امه الـي اصـرت تجـي وتتطمـن عـلى هايـف وهـي مكسـور خاطـرهـا عليـه دخـل تـركـي وهـو شايـل وحـده مـن البنات بايـده والثانيـه مـع امـه تقـدم وهـو يحطـها بحضـن هايـف ونـواف اخـذ الثانيـه مـن امـه وهـو يبوسهـا
هايـف مـن اخـذ بنتـه واحتضنـها بايـديـه رجـع يبكـي با انهيـار وهـو يشوفـها تشبـهه العـنود حـاول يقـاوم دمـوعه بـس ما قـدر تـقـدمـت ام تـركي مـنه ونطـق : عظـم الله اجـرك يا وليـدي الله يصبـرك عـلى فـراقـها
ناظـر فيـها هايـف وهمـس : الله يجـزاك خيـر
وقـفت فـوق راسـه ونطـقت : تشبـهه العـنود
هـز راسـه وهـو النـظر مغمـش عـنده مـن الدمـوع تقـدم نـواف وحـط البنـت الثانيـه بحـضنـه ونطـق بضحـكه : والله وصـرت ابـو البنـات
ابتسـم هايـف بخـفه وهـو يحضـن بناتـه الثنتين ومـب مصـدق وهمـس : ليـت امكـم معـنا  ورجعـت دمـوعه تنـزل ناظـره راكـان وتـركي ونـواف وعـرفـوا انـه تـذكـرهـا ونطـق راكـان : يتـربن بعـزك ودلادك ان شـاء الله
ابتسـم هايـف ونطـق : ان شـاء لله
تـركي : وش بتسويهـن ؟!
هايـف وهـو يناظـر في بناتـه ونطـق : العنـود و العـذوب
ابتسـمت ام تـركـي ونطـقت : الله يخليـك لهـن يتـربن بعـزك يا وليـدي
اخـتلفـت الاصـوات بالغـرفه بيـن المبـاركـات لـ هايـف ،  اصـرت ام تـركـي تاخـذ  البنـات و وافـق هايـف لانـه تعبـان و روحـه تعبـانه يخـاف يصحـنا الفجـر وما يقـدر يتصـرف معـاهن ، اخـذت ام تـركـي البنـات ورجـعت لـ البيـت
دخـل هايـف غرفـته وهـم يبـونه يـرتـاح بـس وينـه ويـن الراحـه مـن دخـل الغـرفـه اختـرقت رائحه عطـرهـا رئته انسـدح عـلى السـريـر بعشـوائيـه وضـم مخـدتـها وهـو يشمـها بقـوه ودمـوعـه سيـول ، بكـى وبكـى وبكـى ليـن تعبـت روحـه مـن البكـي ونـام بـدون ما يحـس
العيـال كـانـوا بالصـاله ويسـمعون صـوت بكـاه وقلبـهم يحـترق عليـه بـس ما بايـدهـم حيـله انتهـت ليلتـهم بـ حـزن طاغـي عـلى الجميـع
ـــــــــــــــــــــــ عنـد حـمد ـــــــــــــــــــــــ
اصـر ان ياخـذ كيـان مـعه ويباتـون فـي الفنـدق كيـان ما مانعـت لان جـو البيـت يجـب الكآبـه نـزلت بعـد ما ودعـت البنـات وركبـت بالسيـاره بـدون ما تنطـق ولا حـرف ؛ حـمد ما كـان له خلـق لشـي ابـداً ولا سالـها ولا كلمـها ولا كـلامه توقـع انهـا بكـت وانهـرت فـي العـزاء ماحـب يزيـد عليـها وحـرك لـ الفنـدق بهـدوء ، وقـف سيـارته ونـزل وهـي خلفـه وصعـد لـ جناحـهم انسـدح بتعـب عـلى الكنبـه وهـو يشـوف كيـان دخلـت الغـرفـه ، فـرفـر بجـواله وهـو يشـوف الاتصـالات والرسـائل مـارد عـلى احـد ورمى جـواله وتوجـهه لـ الغـرفـه عقـد حـواجبـه با استغـرب مـن بـروده الغـرفـه وهـو يشـوف كيـان تحـت اللحـاف تـوقـع انـها نايـمه سحـب الفـوطـه ومـلابسـه ودخـل الحـمام يتـروش خرج من الحمـام (اكـرم الله القـارئ) بعـد ما لبـس طفـى الضـوء وانسـدح بالطـرف الثـاني وهـو يفـكر وش فيـها ما تكلـمت ولا قـالت شـي وحـتى نامـت بـدون ما تنتظـره ماقـدر ينـام وهـو يحـس فيهـا تتحـرك ما يقـدر يتجاهـلها ولا يسـالهـا وقـف علـى طـوله وفتـح الضـوء سحـب كـرسي التسـريحـه وجلـس مقابـل لهـا مـد ايـده يسحـب اللحـاف عـن وجهها انصـدم وهـو يشـوفـها صاحيـه وتبكـي ودمـوعهـا مغـرقـه وجهـها والمخـده فـز مـن مكـان وهـو يجلسـها ويجلـس بجانبـها ارتمـت كيـان بحضنـه وهـي تبكـي وتشـاهـق ، احتـواهـا حـمد بحُـب ومسـح علـى شعـرهـا بهـدوء وهـو يحـاول يهـديـها عـض على شفتـه بقـهر مـن اعتـلت شهقـاتهـا وهـي تبكـي با انهيـار ، ما يـدري كـيف طاوعـه قلبـه ما يسالـها مـن البدايـه يـلوم نفسـه كـيف خلاهـا تنهـار وتـوصـل لـ هالوضـع بعـد ساعـه مـن بكأهـا حـس با ارتخـى جسـدهـا وعـرف انـها استـسلمت  لـ النـوم بعـد ما ارهقـت نفسـها بالبكـاء سـدحـها عـلى المخـده ودخـل بجانبـها وهـو يتامـلهـا مسـح عـلى خـدها المتـورم مـن كثـر البكـى عـض عـلى شفتـه السفـل بخفـه وهـو يسمـع صـوت شهقـاتـها حـتى وهـي نايـمه
ـــــــــــــــــــــــ يـوم جـديـد ـــــــــــــــــــــــ
العصـر فـي بيـت هايـف انفـتح يـوم جـديـد لـ العـزاء كـان واقـف وبجانبـه تركـي ونـواف وراكـان وباقـي العيـال والجـد محـمد وعيـاله
كـان هايـف يستقبـل المعزيـن وهـو يحـاول يتماسـك كـل ما يناظـر فـي زوايا البيـت يتـذكرهـا مسـح دمـوعه بطـرف شماغـه ورفـع راسـه وهـو يذكـر الله ويـدعي ربـه يصبـره
الكـل كـان واقـف بالعـزاء ولا تـركـوا هايـف لحـاله ناظـروا لـ الرجـال الـي دخـل بصـدمـه وكـل واحـد مستغـرب وش جابـه ولا احـد تحـرك ولا نطـق بكلـمه وحـده الا تـركـي الـي كـان يعـرف بقـدومـه
تقـدم هالرجـال مـن هايـف وهـو يشـوف وضعـه ما يسـر صـديق ولا عـدوا ، رفـع هايـف راسـه وهـو يشـوفه وبايـن عليـه الحـزن والضيـق وكيـف ما يضيـق وهـو يشـوف حالـ اخـوه كـذا تقـدم نايـف  مـن هايـف وهـو يمسـح دمـوعه وضـمه بقـوه : عظـم الله اجـرك يا خـووي!!
هـايـف بكـى واعتـل صـوت بكـاه مـن ضمـه نايـف  كـان مشتـاق له وجـاء بالوقـت المناسـب حـس انـه فعـلاً ان نايـف سنـده واهـله وعـزوته شـد عـلى حضـن نايـف وهـو مغمـض عيـونه ويبكـي
الكـل كـان منصـدم مـن وصـل الخبـر لـ نايـف بالـي صـار وهـو كـان مسافـر ولا يـدري عـن احـد والصـدمه الجمـت الجميـع ان هـايـف مانطـق ولا حـرف وارتـمى بحضنـه وهـو يبكـي
الجـد محـمد كان واقـف با ابتسـامه وهـو يعـرف مهـم طالـت الخـلافات بيـن الاخـوان ما لهـم الا بعـض مـردهـم يجتمعـون وينسـوا الخلافـات الـي صـار بالماضـي ويعـرف هايـف مالـه اهـل وسنـد بهالحيـاه غيـر نايـف
ابتعـد هايـف عـن نايـف وجلـس مقابـل لـه وهـو متمسـك فيـه صـار نايـف مصـدر قـوه وسنـد لـ هايـف بعـد النـاس كـان نايـف يـواسـي هايـف ومـوجـعه قلبـه عـلى حـال اخـوه الـي يكـسر الصـخره
نـواف بهمـس : نويصـر تشـوف الـي انـا اشـوفه؟
ناصـر بنفـس الهمـس : اشـوف اشـوف
سمعـهم راكـان ونطـق : مـن ذا؟؟
نـواف : اخـو هايـف!
راكـان با استغـرب : مـن وين طلـع ذا؟
ضحـك نـواف ونطـق : مـن زمـان يعـني قبـل كـم سـنه صـار بينـهم خـلافـات وكبـرت هالخلافـات وزعـل نايـف واخـذ زوجتـه وسافـر ومـن هـذاك اليـوم محـد سمـع عـنه شـي وتـونـا اليـوم نشـوفه بعـد غيـاب اكثـر مـن ثـلاث سنـيـن
راكـان : ومـن وصـل له الخبـر؟؟
ناصـر : شـوفـو تركـي كيـف يتبسـم محـد الا هـو الـي وصـل له العـلم
رفـع اكتافـه نـواف بعـدم معـرفـه ونطـق ناصـر : قـم شـف وش مهـبب فيـه اخـوك الثـور
قـام نـواف وهـو يضحـك بـداخـله عـلى شتائـم ناصـر وجلـس بجـانب تركـي ونطـق : تـريـك وش مهـبب بـه حـتى انـك تتبـوسـم كـذا
ناظـر تـركـي بطـرف عيـن : تـريـك بعيـنك ياقليـل الخاتـمه وبعـدين ما سـويـت شـي اشـوف اخـوان يتـصالحـون ويـواسـون بـعض وابتسـم
ناظـر نـواف بطـرف عيـن وفضـل يسكـت وهـو يعـرف تـركـي اكيـد الـي وصـل لـه الخبـر وهـو يعـرف ان نايـف يتواصـل مـع تركـي وياخـذ اخبـار هايـف مـنه مهـم كـانـت الخـلافات الي بينـهم يبقـون اخـوان وكـل واحـد يخـاف علـى الثانـي

يا بسمة الليّالي السعيدة وهْناهـا .Where stories live. Discover now