البـارت الثاني والعشـرون

867 34 16
                                    

ابـو سلطـان بحنيـه: غنـى يابنيتي وش قـولك القـرار قـرارك ولا احـد بيغصبـك على شي!
التـزمت غـنى الصمـت لـ ثـواني طويـله وحسـت بالغصـه تعتلي صـدرها ونطقـت :لا بابا توني صغيـره ولا افكـر بالـزواج!
حـس ابوهـا بخـوفها ونطـق بحنيـه :غنـى يابنـتي ياوحـيدتي وغنـاتي الزواج سـنه الحـياه ومـردك تتزوجيـن اليـوم او بكـره والعمـر مايفـرق انتي كبـيره وعاقـله وبتقـدرين تتحمليـن المسـؤوليه ومثـل ما تشوفيـن اخوانك اعـرسوا واستقـروا بحياتهم ، وانتـي كبـرتي ماعـدتي صغيـره و صـارو يتقـدموا لـك خطابيـن وانا ابي اتطمـن عليـك واشـوفك سعيـده قبل لا ربي ياخـذ امانتي يابنتي ما بقـى بالعمـر كثـر اللي فـاتت وكلنـا نبي نفـرح فيـك ونشـوفك عـروس تـزهين بالابيـض وحنـا يابنيتي مـوب دايميـن لـك لا انا ولا امـك ولا اخـوانك والزمـن ما يرحـم ومـالك الا زوجك وبيتـك وسنـدك وبكـره عيـالك عزوتـك ولا تخافين ليـون رجـال عـن الـف رجـال وبيصـونك!
همـست ببحـه ونفي :الله يطـول بعمـرك وعمـر اخواني يابابا انتـوا ما بتقصـرون معاي وادري مردي اتزوج طـال الزمـان او قصـر بس انا مابي اتـزوج الحين يابابا والله توني صغيـره!!
اعتـدل بجلستـه وناظـر اخوانهـا الساكتيـن ونطـق بحـده : الرجـال زين وما ينـرد ! وعيـب نرده بلا سـبب وانتي حتـى مهـله لـ التفكيـر ما طـلبتي وقدمتي رفضـك مباشـر ، اعقـلي وعقـلك حطيـه براسـك واخذي وقتـك وفكـري عـدل واستخيـري ويمكـن تراتحيـن لا تـردين خبـر بهالسـرعه !
وقـفت على طولهـا وصرخـت با انفـعال :مااااابي ماااابي اتـزوج افهمـوا انـا مابي اتـزوج لا تجبـرونـ...
وقفهـا كـف ابوهـا اللي انطبـع على خـدها وافقـدها توازنهـا مـن قوتـه، ونطـق بعصبيـه فالحـه وصـرخ فيهـا :صوتـك لا يعـلى على ابـوك ياقليـله الادب! احتـرمي نفسـك لا تحـدينا اجبـرك على هالـزواجه
فـز مشـاري وسنـد اختـه اللي تعـلقت فيـه وهي تبكي بصمـت وبحـرقه ومـو مستـوعبه ان ابـوها ضربهـا وهـذي كـانت اول مـره يضربهـا فيهـا بحياتـها ، رفعـت راسهـا مـن حضـن مشـاري وناظـرت ابوهـا اللي معصـب وعصبيتـه لو تقتـل كـان اقتلتهـا بمكانهـا وسلطـان وحمـد يهـدونه ويذكـرونه بذكـر الله والتعيـذ من الشيطـان وامهـا واقفـه بينهـم
اعتـدلت مـن حضـن اخوها بحـزن وخاطـرها وقلبهـا مكسـور ناظـرت ابوهـا بوجـهه احمـر مليـان دمـوع ونطقـت ببكـاء:تضـربني يبـه ؟ تضـربني عشـان مـين ولا عشـان ايش عشـان زواج انـا ما ابيـه تضـرب بنتـك وحيـدتك ودلوعتـك عشـان اوافق عـلى زواج انا مابيـه؟ ولا زوج انا ما اعـرفه ولا خاطـري فيـه؟ مـو تـوك تقـول القـرار قـرار غنـى ومحـد له كلمـه بعـد كلمتهـا ولا احـد بيجبـرها على شي ! وقـت جـت الصدقيـه نسيـت كلامـك وكسـرتني وكسـرت خاطـري !
وقـف بصـرامه ونطـق بحـده ارعبتهـا :اكسـرك واكسـر راسـك اذ ما حطيتي عقـلك براسـك وفكـرتي عـدل ما بيعجبـك اللي بسـويه وذلحيـن اذلف غـرفتك وفكـري بكـلامي وانتي مـوب صغيـره نراعي مشاعـرك وخاطـرك
ناظـرت ابوهـا بدمـوع افنـا عمـره كله وهـو يدلعـها واللي تطلبـه يجيهـا وما تسمـع منه الا كل خيـر ومن تناديـه مالهـا الا لبيـه ياسكـر المعقـود عكـس اخوانهـا اللي كـان يهاوشهـم ويعصـب عليهـم في هاللحظـه حسـت انـه ماهـو ابوهـا ولا تعـرفه الحيـن يحـاول يجبـرها على الـزواج ما يـدري انه بكـلامه يفتـح جروحهـا جـروح حبهـا الكبيـر لـ ولـد عمهـا جـروح لا طابـت ولا بتطـيب بيـوم زفـرت وقفـت با اعتـدال وهمـست :ابشـر يبه لا بتشـوف وجهي الا بعـد ما اعطيـك خبـر رفضي لـ المـره الالف وتقتنـع (صعـدت الدرج بسـرعه وهي تـركض متجاهـل البراكيـن اللي تركتهـا تفـور وراهـا ركضـت وهي تسمـع ابوهـا يهـاوش ومعصـب ويشتـم ويتوعـد فيهـا واخوانهـا يحـاولون يهـدون فيـه امهـا تبكي بعجـز وصـوت ابوهـا اللي يتحـلف فيهـا وهـو فاقـد اعصابـه ، ركضـت ومـرت مـن جانـب حنيـن وكيـان اللي واقفـات على ترابيـز الـدرج وسمعـن نـص الحـوار حـاولن يوقفنهـا بـس بـدون فائـده دخـلت غرفتـها وسكـرت البـاب بقـوه واغـلقت عـلى نفسهـا بالاقفـال باحكـام وارتمـت على سـريرها بقـوه وهي تبكـي مـن بشاعـه الشعـور اللي اجتاحهـا انحطـت بـ موقـف صعـب صعـب جداً عليهـا وعلى اي بنـت بعمـرها كيـف تقنـع نفسهـا تتخـلى عن حبهـا وتدخـل بذمـه شخـص غيـره كيـف تستحمـل اسلـوب ابوهـا وكـلامه وتقنـع نفسهـا انه خـرج عـن طوره مـن عصبيتـه حطـت ايـدها على خـدها مستشعـره مكـان الكـف وازداد بكـاها وصـوت شهقـاتها ومـن الالم وهي تتـذكر وقـت اعطهـا كـف من قوتـه حسـت ان فكهـا انخـلع بكـت بالم وحـرقه والغصـه تكـاد تقتـلها واللي تحسـه وتمـر فيـه بهالوقـت اكبـر منهـا ومـن عمـرها ، دفنـت وجهـا بامخـدتها تكتـم صـوت شهقـاتها وكل ما تحـاول تخفـف من بكـائها يزيـد اكثـر وتستـرجع لها الذكـريات مـن حبهـا الكبيـر لـ نـواف لـ خبـر خطبتهـا اللي حطمهـا وحطـم الف شعـور فيهـا) رفعـت راسهـا من المخـده على صـوت جـوالها وسحبتـه وهي تـرد بشهقـه وصيـاح :ووونيـ..ـن!
فـزت ونين بخـوف ونطقـت :غنـى يقلبي وش فيـك تبكيـن ؟
سكـتت تحـاول تخفـض شهقـاتهـا وتبطـل بكـاء ونطقـت:ونيـن احتـاجك ونيـن تعـالي لي لا تخـليني لحـالي طلبتـك تعالي لي!
فـزت مـن على السـريـر وسحـبت عبايتهـا من الدولاب وهي تلبـسها ونطقـت بسـرعه :جايتـك يقـلب الونيـن لا تبكيـن، بس وينـك فيـه؟
هـزت راسهـا باسـى والحـزن يغطـى عليهـا وهمـست :بالبيـ..ـت!
نطقـت وهي تلبـس جزمتـها(اكـرمكم الله): انتظـريني يقلبي خمس دقـائق واجيـك (سكـرت الجـوال بسـرعه وهي تحطـه بشنطتهـا ونـزلت تركـض مـن الدرج وصادفـت امهـا اللي نطقـت برعـب: بسم الله وين طايـره بهالسـرعه؟
وقفـت وهي تلهـث مـن الـركض ونطقـت: بـروح بـروح يمـه مستعجـله
وقفتـها امهـا قبـل لا تطـلع ونطقـت بخـوف: احـلفك بالله يالونيـن نـواف وليـدي مابه شي لا تكـذبين علـي وانا امـك؟
باسـت راس امهـا بتطمنهـا ونطـقت: والله العظيـم نـواف مافيـه شي بـس غنى اتصـلت محتـاجتني ابـروح بيت عمـي وارجـع يمـه لا تخافيـن
زفـرت حنـان براحـه وهمـست: الله معـاك يمـه اتصـلي طمنيني عـلى غنى
خـرجت تسابـق خطـواتها بعـد ما قـالت "ابشـري يمـه لا تخافيـن" ركـبت مع السـواق وسيـده عـلى بيـت عمهـا وهي خايفـه على بنـت عمهـا وصديقتهـا واخـتها بالـروح حطـت ايدهـا على قلبهـا تسمي عليهـا وتدعي ربهـا انهـا بخـير ولا صايـر معاهـا بـلاء )

يا بسمة الليّالي السعيدة وهْناهـا .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن