79

8.5K 227 5
                                    

,
لآ استبيحْ القراءه دُون لآيك 🎵💗؛

,

#على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر

'

وخلال هالوقت اللي مرّ حسّت لارين بالآمان العظيم اللي يحاوطها من كل اتجاه
فوق ماهي شاده بقبضتها على سبابته اللي محتضنته فيها
استسلمت لنومها ونامت بشكل عميق وهاديّ
وما شعر فيها هُمام لين وصل لبيته ووقفّ
اول ما جاء بينزل الا يلحظ غرقها في نومها
ابتسم بُعمق وهو يتمتم بخفّه ؛ لعله نوم العوافي ، ولعه خالي من اي كابوس مزعج لعيونك الحلوين
فكّ كفها وحرر سبابته وفتح الباب ونزل
توجه للباب من جهتها وفتحه بحذر
سمّى بإسم الله عليها ومن بعدها فك الحزام عنها التقطها من مقعدها لحضنه وغطاها بشرشفها
فتح باب البيت ودخل ،
تخطّى المجلس وصعد للاعلى
توجه لغرفة شفق وهو يفتح النُور
ابعد المفرش وحطّ لارين بالوسط
سحب عليها المفرش ولحمايتها حط مخدتين عن يمينها ويسارها
استودعها ربّه وطلع من الغرفه بعد ما شغّل المكيف عليها وقفّل انوارها
رجع لسيارته واخذ صيّنية العشاء
دخل عليهم بالمجلس وفرش السفره
وحطّ صينيّة الرز واللحم عليه
ولحقته كيران بالاطباق الثانيه مقبلات وغيره
وطبق خاص كان لشفق اللي ما تهوى اكل اللحم والرز مرتين
حطت الاطباق على السفره وجابت كيس المشروبات
واللي كانت ثلاث انواع فقط " ببسي ، حمضيات ، سفن آب "
لجهل هُمام باللي يحبّه بتال طلب كل ذا
الا انه تلقّى الانزعاج والتوبيخ من طرف بتّال ؛ والله مالك داعي كلفت على نفسك !
التفت على تسائل شفق اللي ما اهتمت للي تشوفه قدّ ماهي مهتمه لاختها لارين ؛ لارين وين وديتهَا ؟
تجاهلها وردّ على بتّال ؛ والله ماهو حقّك يابتّال ، اعذرنا على القصُور و حيّاك
التفت على نبرة شفق اللي كررت ذات السؤال عليه لكّن بتخوّف اكبر واردف ؛ لو يهمّك عرفتي
ناظرته بصدمه بينما هو استكمل ؛ وش هالسؤال الله يهديك وين بتكون يعني غير بغرفتك ونايمه بعد!
ما صدقته وحبت تتأكد وقامت من عندهم طيران وصعدت للاعلى
دخلت لغرفتها وهي تضوي الانوار
انتقلت عينها مباشره لوسط سريرها ولحظت وجودها وزي ما قالها بالضبط نايمه
لاحظت لبسها وعقّدت حواجبها بإنزعاج
ابعدت المفرش عنها وزاد انزعاجها اكثر
تأففت بضجر وهي تسمي عليها وتشيلها من على سريرها
نزعت فستانها من عليها وبدّلت لها
خلّصت وولبستهَا بيجامتها المريحه
رغم انها لاحظت انزعاج لارين ونكدها بكثرة الحركه اللي تحركها لها شفق الا انها تجاهلت لانها تعرف اختها
ما ترتاح وفيه شي ثقيل عليها
رجعتّها لمكانها وغطّتها زين بالمفرش
اخذت ملابسها ورمتهم بسلّة الغسيل
غسّلت يدينها ورشت من عطرها الهادي قبل تطلع من عندها وتطفّي الانوار عليها
دخلت عليهم وكانو ياكلون ويسولفون
جلست جنب هُمام وهي تمتم له بحلطمه ؛ كان كملت جميلك وبدّلت لها ملابسها بدال لا تخليها نايمه بلبسها وتنكتم
ردّ عليها بهدُوء ؛ ما طاوعني قلبي انكّد عليها نومتها
وانهى جملته برفعة حاجب فهمت معناها على طول وانه يقصدها وكيف دايم تنكّد عليه نومته
صدّت وتجاهلته ولاحظت انه هو الوحيد اللي يشرب مشروب
بعكس بتّال اللي بعده ما اختار ولا شرب
ابتسمت لانه باقي على ذات العاده اللي بينهم وهي تقوم من عند هُمام وتجلس جنبه
وتتسائل بهمس ؛ ما اخترت مشروب ؟
التفت عليها بتّال وهو يهزّ راسه بالنفي ؛ اختار وانتِ فيه لا والله ما سويتها
ضحكت بخفه وهي تستعّد للعب معه تحت نظرات هُمام اللي مو فاهم شي من اللي يصير
استعدل بجلسته بتّال وهو يتسائل ؛ من ثلاث والا اثنين وعلى حمضيات او ببسي؟
تمتمت بتفكير وهي تشُوف مشروب هُمام وكان حمضيّات
ما تدري ليه حبّت تصير نفسه ؛ ثلاث ، وببسي تمام ؟
هزّ راسه بتّال بخفه وهو يبدا يتحدى معها من خلال لعبة حجره ورقه مقصّ
المره الاولى هي فازت
المره الثانيه هو فاز
وجت الجوله الحاسمه ونطقت بحماس ؛ يلا اخر جوله انتبه
ابتسم بتّال وهو يردف بثقه ؛ لعبتي لعبتي
ابتدت الجوله وهو يثبت يده على حركة المقصّ
بينما هي كانت بصدد تثبيتها على الحجره وبأخر ثانيه فردت يدها وحوّلتها لورقه
ونطقت بحلطمه ؛ مالي حظّ اشربه يلا عوافيّ كان بوّدي لك..
قاطعها هُمام وهو مستغرب اللي يسوونه وجاهل وش الهدف من كل ذا ؛ ودّك فيه اخذيه ليه تحاربين ؟
ابتسم بتّال على اخذ شفق للحمضيات وتركها للببسي قدامه وهو ينطق بتوضيّح لهُمام ؛ من خلقنا الله انا وهي ما نشرب نفس المشروب بوقت واحد
مدري وش الهدف لكن تعودنا وصار صعب علينا ننتخلى عن هالعاده
اللي يفوز ياخذ اللي سميناه قبل نلعب
سكت واستكملت شفق وقت ما فتحت مشروبها ؛ بس على انها عاده الا انا نستمتع فيها
لان بكل مره نجهل وش اللي راح نشربه ووش المكتوب من نصيبنا
حلوه والله جربها
ابتسم هُمام لسعادتها وانشرح خاطره لرّدة جزء من الحياه بداخلها ولعاداتها اللي تحبّها
ولحماسها من جديد للحياه واللي ماصار الا بوجُود بتّال معها
وتمتم بهمس وهو ياخذ طبق العشاء حقّها
واللي كان عباره عن باستا ونوعها المفضّل ويمدّه لها؛ عليك بالعافيه
كانت جاهله بأنه يعرف انها ما تاكل نفس الاكل مرتين
اخذته منه وهي تنطق بخفّه ؛ لاهه كلفت على نفسك
عادي اقدر اكل معكم ما كان له دعي اللي سويته
ردّ عليها وهو يجهل انها متعمّده تخسر بعكس بتّال اللي كان ملاحظها ؛ اعتبريه رضاوه عن انحرامك من الببسي
ولا تعقدينها
رفعت حاجبها وماردت عليه وجلست تأكل من الاكل حقّها وبعض المقبلات اللي جنبها
وامّا بتّال وهُمام كانو مستلذين بكبسة اللحم
مرّ الوقت عليهم وخلّص كل شخص فيهم اكله
وجلسو بعدها يسولفون
وكل موضوع خطر في بالهم تناقشو فيه
لين خلّصت سوالفهم ،
انشغل هُمام بجواله وهو يشوف صور لارين والمقاطع اللي توثقّت بينه وبينها
وبدون شعُور هزّ كتف شفق اللي جنبه وشدّ انتباها واتبعها بكلامه ؛ شُوفي سعادتها تكفين شوفي شقد هي حلوه
اخذت منه شفق الجوال وهي تشوف كل شي وثقه واكثر شي شدّها منظره وهو يلعب معها
حسّت بالخيانه من جهته لكن بلعتها بداخلها وضحكت لضحكات لارين
ضحكتها شدّت سمع بتال اللي تحلطم وقال ؛ حسيتني طرف ثالث ياوصخين ضحكوني معكم!!
ضحك هُمام بخفه وهو يسحب جواله من شفق ويعطيه له ؛ هاك متّع سمعك وعيونك
التفت هُمام على انزعاج شفق وقت اردفت وهي تنغزه بكلامها من فرط غيرتها ؛ لي وش شايفتني اخر عمّري اتويرع !
لغيري هلا بالورعنه على اصولها !
سكتت لوهله واستكملت بإنزعاج اكبر؛ خلك ثقيل اثبت على كلامك اثبت لا تجي رياح تميّلك
تنهّد بداخله وهو مستمتع بغيرتها واردف بنبره عذبه ضيّعتها ؛ من عرفت نفسي وانا ثقيل وثابت لكن رياحك علمتني اميل
ابتلعت ريقها وهي تصّد تداري قلبها اللي تبعثر لا يشعر بنغمه ودقاته
قام من عندهم على ترجيع بتّال لجواله وهو ينطق بهدُوء ؛ تصبحُون على خير
سكت وقت ما ردُو عليه بـ ردود مختلفه " انت من اهله ، وتلاقي الخير "
استقرت نظراته على بتّال واستكمل بتذكير ؛ لا تنسى انك تمر المركز وتقدم افادتك زي ما اتفقنا
هزّ راسه بتّال بخفه وتمتم بهدُوء ؛ ابشر .. بصبّح بمركزكم بعد
طلع هُمام وبقت شفق مع بتال اللي باين عليه التعب والانهاك وقلّة النوم ؛ ما تنام زين؟
هز راسه بتّال بالنفي ونطق ؛ كيف انام زين وقلبي صاحي
لكن اضمن لك من هاللحظه اني برجع علاقتي مع النوم والراحه
الحمدلله
ابتسمت له بعمق ؛ الله يديم الراحه على قلبك ياخوي
تمتم بـ آمين على دعوتها ، وقام وهو يستكمل ؛ يلا اجل انا ماشي تصبحين على خير
ناظرته بتعقيد ونطقت بإمتناع ؛ وشو!
تمشي على كيفك!
بتنام عندنا ياخي
هزّ راسه بـ اعتراض ونطق ؛ صعبه اكيد منشغلين علي
ما عطيتهم خبر بوجودي هنا
عقدت حواجبها بغرابه ونطقت ؛ ومن لك غيرنا ينشغل عليك؟
ابتسم بخفّه ؛ فيه ناس واجد ، الرجل اللي انا ساكن عنده الحين اكيد مشغول باله
هزّت راسها بفهم ؛ عادي دق عليه وقول له انك بتنام عندنا
نطق بإعتراض شديد ؛ ماهي حلوه بحقه اني انقل له اللي صار معي بالجوال
حقّه والله اني اجلس معه واعطيه علومي
لمح ضيقها وانزعاجها واستكمل ؛ الصبّح بعون الله مصبّح عليك بوجهي الزين ولا تزعلين
ضحكت بخفّه ؛ ياويلك تسحبها نومه وتنسى بنتظرك
اشرّ على عيونه وطلع من عندها بعد ما ودعّها راجع لبيت الرجل الطيّب اللي اواه في عزّ حاجته .
دخلت للداخل وهي تتراقص برجولها بفرح وتدندن بشكل خفيف
هاليوم كان من اسعد واجمل ايام حياتها
وفرحته ما تضاهيه اي فرحه عندها
صعدت للاعلى وهي مازالت تدندن وشابكه كفينها خلّف ظهرها
سقطت عينها على ضوّ غرفة هُمام
دلاله على انه باقي صاحي توّه ما بعد نام
وبدون تردد توجهت لحد غرفته ، ابتسمت بخفّه وهي تردف لذاتها بخفُوت ؛ صادق ما كذب انا من ينكد عليه بوقت نومه
حررت كفينها المتشابكات وضربت على بابه المفتُوح بخفّه وهي تميّل راسها ؛ مسموح لي ادخل ؟
عدّل قميص بيجامته وهي يردف بإبتسامه ؛ حيّاك ، بس تاركه اخوك لحاله ليش؟
دخلت وهي زامه شفايفها وتتحلطم ؛ رفض يجلس يقول عنده ناس مشغوله عليه
ضيّق عيُونه هُمام بغرابه ؛ ما شاء الله امداه يكّون صداقات
ابتسمت بخفه وهي تجلس على طرف سريره وتتأمله وهو يلتقط احد الكتب عشان يقراه قبل لا ينام ؛ احسن له من شعور الوحده
سكتت لوهله واستكملت على استناده بظهره على سريره ؛ عندي موضوع مهّم .. مو موضوع موضوع
لكن شكوك راودتني بعد ما جلست مع بتّال وسولف لي عن شي صاير معه بالماضي
انشدّ تركيز هُمام بكامله لها وهو يترك الكتاب من يده وينزّله ؛ اي كمّلي؟
ناظرته وكانت متردده تحكي له التفاصيل ، لكن راودها شعور الندم لو ما حكت خصوصا بعد فقد بتّال لذاكرته رغم ان اصابته ما تستدعي هالشي
كانت كل اموره سليمه حتى موته ما كانت مستوعبتها
تنهدّت وهي تبدا بسرد الحكايه ؛ ابوي وقت كان شاب شاف ظلم احد الاشخاص بعينه ومارضى انه ما ياخذ له حقّه
المهم بعد ما بلغ على الطرف الظالم وانسجن لمدّة طويله
17 سنه مدّه ماهي بهينه تعبتر والله اعلم وش مسوي غير ذنبه اللي ماسكت عنه ابوي
المهم الظالم ذا طلع بعد هالمدّه
وجاء لاخوي بتّال وكذب عليه كذبه واوهمه بأدله مزيفه وان بتال يكون ولده الحقيقي
وان ابوي مو ابوه وانه ولد حرام
المهم بتّال حقد على ابوي لانه يظّن انه اخفى عنه هالشي وصار يحاول يحرق قلب ابوي فيني
فصار يتبلى علي بس عشان يبكيني
ومرات كثيره يتصيد الاخطاء علي عشان يقلب امّي علي
زرع بداخلها اني اغار من لارين واني بأي لحظه ممكن اتخلص منها
وللاسف صدقته وصارت تعاملني معامله غريبه
ومهما حلفت لها بعكس اللي تظنه ما تصدقني
كنت بسبب اللي يصير فيني منها ومن بتّال الله يسامحهم
اروح للدوام وانا كارهه الدنيا وما فيها
كنت ابي تفسير منطقي واحد للي يصير معي
وليش هم الثنين بس اللي قلبو علي
كنت ابحث عن سبب واحد يخليني اقتنع اني انا الغلطانه واني استاهل اللي يصير
لكن ما لقيت اي سبب مقنع كنت اعيش بدوامه مالها نهايه
وبليله وحده انقلبت حياتي فوق تحت
ليله مستحيل انساها
كنت جالسه بغرفتي زي العاده
دخلت علي اميّ ..
سكتت تمسح دمعتها اللي نزلت غصب عنها من تذكرت بشاعة الموقف اللي انحطت فيه
ونظرات هُمام اللينه ما انزاحت عنها ابداً
اردف بهمس وبنبره طاغي فيها اللُطف ؛ كمّلي اسمعك
ابتسمت من بين دمعاتها واستكملت سرد قصتها واللي توها تستوعب اسباب بتّال رغم جهلها بأسباب امهّا الله يرحمها ؛ دخلت وسحبتني ورمتني برا البيت وقالت لا انتي بنتي ولا اعرفك وبيتي يتعذرك
جلست اترجاها تدخلني واليّن قلبها علي لكن ما قدرت
قفلت الباب بوجهي وتركتني برا اصارع ظلمة الشارع لوحدي
ظليت انتظرها برا على امل ترحمني وتتذكر اني بنتها
ما كنت ابي منها حضن تخيل !
بس كانت اقصى طموحاتي انها ترجع تدخلني
ابي ارجع لغرفتي
ما عاد ابيها حتى تشوفني
كنت مستعده ما اوريها وجهي ابداً بس ترجعني للبيت
وانا اذكره الحين احس للحين وحشة شعوره بداخلي ماراحت
كان وقتها فيه قطو داخل لحوش البيت افزعني وما قدرت ابقى
يمكن له الفضل بعد الله بسلامتي من اللي صار لاني هربت
لكن اذكر انيّ قطعت مسافه ماهي بهينه لين لقيت نفسي داخل هالبيت
واحمد ربي اكثر لانه كان وقتها مفتوح وقدرت ادخل الملحق اللي برا
واقضي ليلتي الشينه فيه
وحتى ما اذكر بالضبط وش صار فيني وليه من بكرا لقيت نفسي بالمستشفى
وكيف درا عني العم نُعمان اصلا!
لكن ما تهمني اجابات ذي الاسأله
اللي اعرفه اني ممنونه له ما حييت
المهم ما قدرت ابقى بالمستشفى وطلعت
ووقتها كنت اهرب ولادري من مين جالسه اهرب
ولقيت نفسي قدام بيت ابوي وهو يحترق والباقي انت تعرفه
ابتسمت بغرابه من شافت ملامحه اللي تشبعّت بالضيق عليها ؛ كان مقصدي اني اوصلّك شي ثاني
مدري ليش انتهى بأني افضفض لك
ابتسم بضيق ؛ خذي راحتك
تنهّدت وهي تستعدل وتستكمل ؛ المهم عندي شكوك كيف اتأكد منها
الشكوك تخص حريق بيتنا
احس الحريق مو عادي اكيد انه مستقصد
ما جتني هالشكوك الا بعد كلام بتّال
لان اللي قدر يزيّف له حقيقته عشان يحرق قلب ابوي فيه
اكيد انه ورا تدمير عايلتنا بالكامل
مدري بس احسه ورا كل شي صار لنا
اكيد انه جاي ينتقم من ابوي وخصوصا ان عنده اسباب تستدعي الحقد والانتقام
تحس كلامي منطقي والا انا افكر بزياده ؟
هزّ اكتافه بعدم معرفه وهو يرّد عليها بهدُوء ؛ انا تعودت اشك بأصغر التفاصيل بس ما اقدر أكد لك ان شكوك بمحلها
يمكن انه انتقم واكتفى عن طريق بتّال
واحتمال ثاني ما اكتفى لهالحد وعنده خطط اعمق للانتقام
بس مافيه اي دليل ولا فيه اي اثبات عليه
زمتّ شفايفها بضيّق وتسائلت ؛ كيف اعرف اذا هو او غيره ورا اللي صار معنا ؟
ما يدري هُمام ليش انبسط على تفكيرها بالموضوع وفتحها له من جديد وبدون تردد قالها وهو يبيها من الله انها تقدم بلاغ عشان يقدر يبحث وراه بكل اريحيّه ؛ ماعندك الا وسيله وحده انك تقدمين بلاغ للشرطه وتطلبين منهم يحققون بموضوع الحريق
وتذكرين لهم بمن تشكين وليش ؟ ، حتى العامله حقتكم لا تستبعدينها
سبق وقلتي لي ان ما لها اثر ولا كانت من ضمن المصابين
فيمكن هي تكون ورا اللي صار
اول ما ذكر العامله خطر لشفق موضوع ترك الغاز مفتوح وكيف انها انكتمت هي ولارين بسببه بذيك الليله ونطقت ؛ لحظه تذكرت قبل حادثة الحريق بأيام صار شي
كل اهلي كانو وقتها طالعين لزواج
وامي تركت عندي لارين وكانت العامله معنا
رجعو بعدها بفتره ، وكانت ريحة الغاز منتشره بكامل البيت
ولارين كانت شبه منكتمه وما صحيت الا صراخ منهم
ما اذكر اني فتحته ولا قربت اصلا صوب المطبخ ليلي كله
بس العامله كانت معنا ولما رجعو ما كانت فيه!
معقوله انها متورطه بالحادثتين !!
انبسط هُمام على تفكيرها وتحليلها للمواضيع حتى لو ما كانت صحيحه الا انها بدت تفكّر بكل شي ولا تستبعده من شكوكها ؛ وقت يحققون معها راح تعرفين اذ هي متورطه او لا ما نقدر نسبق الاحداث بالوقت الحالي
ولا نقدر ندين احد وهو بري .. بس ذا م يستبعد انا نشك فيه
شافته وهو يرجع كتابه لبين كفيّنه لجل يقراه ، وحسّت بداخلها انها ازعجته ، نزلت من على سريره وهي تنطق بهدُوء ؛ يلا عاد اخليك مع كتابك ما اشغلك
عقد حاجبه من نبرتها والجمله اللي ابداً ما اعجبته منها ؛ على وين بتنامين؟
التفتّ عليّه وهي تهز راسها بـ " لا "
زادت غرابته منها وهو يستكمل تساؤلاته ؛ عندك شغل طيّب ؟
هزّت راسها بتكرار لذات اجابتها الاولى .. بينما هو استرسل بشبه آمر ؛ اجل اجلسي لا تروحين
استنكرت ملامحها اللي تسمعه منه وشعرت ببعض الغرابه من ناحيته الا ان غرابتها ما اخفت شعورها ببعض الخجل من مطلبه
وكانت بصدد الرفض لولا تكملته لها وتغليفه للامر بشكل ثاني شكل ينافيّ تماماً المقصُود ؛ مابي تزعجين لارين
قالها كعذر مقنع لها لان ما رضى ترُوح وفيها من الضيق الشي العظيم
ما تنكر بداخلها انها انبسطت من اللي سمعته منه بالبدايه لكن اهتمامه الواضح بلارين مزعج بالنسبه لها وبشكل كبير
زياده على آماليا اللي رغم نهاية قصته معها الا ان الرساله اللي ما تعرف محتواها لا زالت باقيه بقلبها ما بعد تطمّنت من ناحيتها ابداً
وكأن ما كفاه هالشي لجل يزيد عذابها بلارين
عضّت على شفتها بقهر وعيونها تحاشت النظر فيه وما استقرّت الا على جواله اللي راميه بإهمال جنبه ؛ تبي اشحن جوالك؟
ناظرها بإستنكار وهو يتفحصّ جواله ومن حسّن حظها كان على وشك انه يطفيّ
مدّه لها واردف ؛ اذا ما يتعبك يعني
ابتسمت بداخلها وهي تلتقطه منها ؛ لا شدعوا لا تعب ولا شي ، بس وين الشاحن حقّك؟
اشّر لها على الدرج اللي على يسارها بدون لا يتكلّم وفهمته
تقدمت لحده وهي تفتحه لقته فيه لكن ما اهتمت تاخذه
لان تركيزها ما كان عليه اصلا ولاكان هدفها انها تشحن جواله من الاساس
سحبت الدرج اللي تحته ولقت الشي اللي تركته فيه من ايام
على حطّته ما فتحه ولا شافه حتى
تنهّدت بضيق لكنها استراحت بنفس الوقت لانه ما ابدا اي ردة فعل وهذا ما يعني انه تجاهلها
هذا يعني انه للحين ماعنده خبر بمحتوى هالظرف اللي تاركته له تودعّه فيه
سكرته قبل لا يلاحظها واخذت فيشه وسلك شاحنه من مكانه
وسكّرت الدرج برجلها
شبكته بالفيش اللي جنبه على طول وشحنت جواله حطّته على الطاوله الصغيره وتركته
جلست تتأمل الغرفه وهي ودها تسوي اي شي يشغلها عن الاهتمام فيه
تأففت بضجر خافت لان ما فيه اي شي يساعدها على الانشغال عنه
انجبرت تركزّ اهتمامها فيه وهي تنسحب لحده
وتجلس بجنبه ، هزّت كتفه بسبابتها ؛ هُمام!
التفت عليها وتسائل بهمس ؛ شبغيتي؟
استعدلت بجلستها وهي تلمّ رجولها لصدرها وتحاوطهم بكفيّنها وتسند راسها على ركبها وهي تفتح اي موضوع عشان توخر الملل عنها ؛ ابي اعرف وش تقرأ؟
ما قدر انه ينشغل بغير عيونها وبقربها له وبحركتها اللي شتته عن نفسه وعالمه ووبعزّ تأمله لها جاوب على سؤالها ؛ أقراك لعلي افوز بفهمك وارتاح
ضحكت بخفه مستنكره اجابته وكل ظنّها انه يستعبط عليها مادرت انه قايلها من اعمق نقطه في قلبه وهو كل رغبات قلبه يفهما ويفهم شعورها ناحيته وشهو بالضبط ؛ لا عاد ياشينك جاوب زي الناس
وش كتابك؟ وعن وش يتكلم ؟ اشرحه لي بأبسط طريقه
مايبي يقولها انه يقرا شي اعمق من فهمها ويخصّ عالمه هو من جرايم وقضايا واسرار وخبايا واردف وهو يضيّعها عن التفكير بكتابه ؛ عرفتك تقرين بس من عشتي هنا ما اشوفك مسكتي كتاب بإيديك وش السبب؟
رفعت راسها من على ركبها وهي تستند على سريره ؛ لما هربت من عمّي تركت كل كتبي اللي احبها عنده ما لحقت اخذهم معي
ولما الغيت نظره على كتبك بالمكتبه ما فيه ولا كتاب فهمته عشان اقدر اقراه
غير ان فيني عاده اذا قريت اقرا متواصله ما احب اوقف
والحين انشغلت مره ما عاد عندي وقت اقرا
واذا حصلّت وقت ما ساعدني مودي على اني افتح اي كتاب او حتى اتحمس ازور المكتبات زي قبل
تقدر تقول ان الشغف قل هالفتره لكن مصيره يرجع بإذن الله
هزّ راسه بتفهّم ، وهو يرجعّ تركيزه بكتابه بعد ماظّن ان نجح بأنه يشغلها عن التفكير فيه ويجذبها للتفكير بنفسها
جلست تتأمل كتابه لين انزعجت منه واطبقته بكفها على بعضه وبضجّر ؛ لا تنشغل عني والا خلني اذلف للارين وازعجها
رفع حاجبه بذهُول ولمح القهر المحتويها بكاملها ونطق ؛ توّك شزينك شفيها عادت لك جنونك بسم الله !!
نطقت بإستعباط وبدون شعور بذات رده المستفز لها ؛ لو يهمك عرفت !
غير ان جنوني ما تعرفني الا وانا معك تـصدق؟
ابتسم بعدم تصديـق وهو يسحبها لحضنه ويحاوطها بكل حنانه الخافي تجاهها
حاولت تبتعد لكّنه شدها لين ارتخت بكاملها على كتفه وبكت
اول ما سمع بكاها وشعر بتبلل كتفه اثر دمعاتها ارتاح لانه كان يشعر بضغوطاتها من البدايه
لكنّه لاحظها عاجزه عن تفريغ مابداخلها بأي طريقه
وما كان قدامه الا انه يستخدم هالوسيله لجّل يريحها
حتى لو اذنب بحقّ نفسه وبقلبه الا انه مُرحب بهالذنب وبكل طواعيه ، يكفيـّه انه لأجـلها هِي بس ولأجل انّه يلمح الراحه بمحياها .
.
.
" الـوافـي "
دخلت عليه درّه بعد ما خلّصت من اخر لوحه مجهزتها وكان يجفف خصلات شعّره القصير المبتلّه
ابتسمت وهي تتجّه لحده وقفت قباله وهي ترحم كفيّنه وتستبدلهم بكفيّنها النشيطه وبدت تجفف شعره بخفّه
استقرت عيونها بعيُونه من ابعدتها عنه وتبعثرت دقات قلبها المستقّره قبل لحظات
ابتلعّت ريقها وهي تتصدد عنه لناحية كتفه وكل همّها ما ترجع تناظر بعيونه اللي تربكها ولا تقوى على اطالة النظر فيها
عيُونه اللي ترجعها لطفولتها وتحكي لها سواليف مراهقتها
عيونه اللي تصوّر لها مواعيد الشبّاك الكثيره
وتردد بسمعها تغزّلاته فيهَا واللي ما كان يبخل عليها فيهم
كان يغرقهَا بعذُوبـة منطوقه ويشعرها بأنها ملكة قلبه الوحِـيـده
وبسببه كانت تنتشر السعاده بقلبهَا وتتشكّل بدوائر حمرا على خديّنها
كان شعُور ومشاعر كثيره على قلبها بذاك السن ولهالحد الحين تحسّ بكثرتها على قلبها وبصغرها عند هالشعُور العذب اللي يتملكها
ومن صدق شعُوره تجاهها لحد هاللحظه تشوفه ثابت بعيُونه
تحررت المنشفه من بين كفينها وانجذبت للارض بسبب تقيّدها بالمشاعر اللي اصبحت تحت تأثيرها
وما شعرت فيهم لكّنها شعرت بكفينه اللي حاوطت خصرهَا وجذبتهم لناحيته وصحتّها على نفسها من
اجبر فكها على ارتطامه بعنقه
ارتجفت من قربه اللي يربكها بكل مرّه ومن شفاتها اللي انطبعت على رقبته بغير رغبه منها اثر الارتطام اللي احدثه هُو ويابخته بهالشي وعذُوبة رقّة شفايها على قلبه
ابعدها عنّه وهو يرفع فكّها جابرها على انها تستعيد نظراتها اللي حرمتهم منها
تأملها لثواني مطّوله ووهو يـهمس لها بنبرته العذبه ؛ انا اشهد انّي نلت الشرف والسعد يوم نلتك
ازدادت نبضات قلبها واقشعّرت بكاملها لانها فهمت مقصده بحذافيره وما امداها حتى بتنقذ نفسهَا منه
الا فيه يقربّها له اكثّر ويستنعم بنعيم ثغرها من قبّلها بعُمق وتفرّد
الا ان هالشعُور العذب ما طال معه بسبب الشخص اللي انرسل لدرّه وانقذها منه بالوقت المناسب من اردف"ماما درّه"
ابتعد عنها بشكل سريع ، وهو يلتفت على بنته وينطق بإنزعاج واضح ؛ انا بديت اشك بأنك عقوبه لي مو بـنتـي!
وش هالاوقات اللي تختارينها!!
عضّت على شفتها درّه وهي تجي قباله وتجعله خلف ظهرها وتنطق بنبره عذبه لـ تُقى ؛ لبيه ي عيونها ؟
انسحبت لها تُقى بخطوات شبه متسارعه وهي تمسـك يدها وبنبره بريـئه ؛ ما قدرت انام عادي تنوميني؟
اشرّت درّه على عيُونها وتمتمت بهمس ؛ من عيوني روحي لغرفتك وجايتك
طلعت من عندهم تُـقى ، واستدارت درّه على الوافي واردفت ؛ شكلك ناسي انها بزر شفيك؟!
امسك نفسك شوي عنها .. وبعدين لا تنسى ما حنا لحالنا بهالبيت عشان تاخذ راحتك والباب مشرّع!
زين انها وقفت على كذا وما شافت الاعظم
ما قدر انه يبتّل جدّي بعد ما شاف شكلها اللي ضحّكه بالغصب وهي منفعله عليه واردف بإبتسامه جننتها ؛ ما عليك المرّه الجايه بقفّل الباب وبالقفّل بعد اهم شي ترتاحين
كشّرت ملامحها فيه لانه متعمد يخليها تخجل منه وتركته وهي تسكر الباب خلفّه بشبه انفعال
طلع صوت تسكيرته واللي يدل على انزعاجها الا انه هزّ راسه بأسى منها واردف بتنهيده؛ ويل حاليّ منّك بس ويلّي
ضاع قلبي من وراك وضعت كليّ
..
بعد ما فرغّت كل اللي بداخلها ابتعدت عنه وهي ترمقه بنظراتها وتتسائل بنرفزه ؛ ليه غافلتني ليه سويت هالحركه واضعفتني ليه؟!!
ابعد يدّه من على ذراعها وهمس بنبره هاديه تماما ؛ ما كانت نيتي اضعفك كانت نيتك اشاركك جنيتك
رفعت حاجبها وبإستهزاء واضح بنبرتها ؛ شايفني ام خمس سنين!!
والا تعدني لارين خير ؟؟
تنهّد بقل حيله واردف بكامل صراحته معها ؛ من يسكن بالقلب حقّ علينا نلاشي ضيقته ونمحيهَا
فلا تسألين اسأله انتِ اعرف بإجابتها يالشفقّ ، لانيّ تعبت اشرحها لك بغير مقصدها
دِخيل الله اعفيني من الشرح واتركيني على هواي بالتعامل معك
ابتلعت ريقهَا وتورّدت كامل ملامحها ،
انتفض ما بين ضلعينها وشعرت بفراشات تتراقص بوسط بطنهَا من هول الشعُور والمشاعر اللي احتوتها
ما قدرت تحرر شفايفها من الارتجاف وتعبّر له عن ما فيّ داخلها
ما قدرت حتى تشرح له كيّف هي ممتنه لقلبه اللي انخلقت فيه بدون اي مجهُود منها
وكيف رغم ابتعادها عنه مازالت تكبر وتكبر بداخله وكأنها اقرب له من ضلع قلبه
تأمل حالتها وهو يعرفها اكثر من حاله حدّها تتبعثر قدامه بدون لا توضّح له حثيثية مشاعرها ووش يعني لها
صدّ عنها بكل ما حوله الا هِي ..

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now