" بـيـت آهـل سلمـان "
من بعد الحادثه اللي صارت والدعوه اللي عصفت بقلب سلمان واجبرته على الخرُوج من البيت
واهله كل ما اجتمعوا تحاشو انهم يذكرُون اسـمه ،
ابوه اللي مازال حرّة خيبته منه متوزعه بحنايا صدره وما بردّت للحين
وامّه اللي تداري قلقها وخوفها عليه وحرقة قلبها على الشكل اللي طلع فيه من بيتها
وفرحتها فيه وبوجوده معها بذات البيت
تصبّحها وتمسيّها فيه وكيف انه بسبب قطعه منها ثانيه انحرمت منه
هي ما تبريءّ ولدها من غلطه
لكن عزّ عليها انهم ما يدمحون زلتّه وهم اهله
ما يوقفون معه وهو بعزّ حاجته لهم
وبدال لا يثبتون اخوتهم له انكروه
عطفا على ابوه اللي بدون لا يسأل عن اسبابه ويعطيه المجال للشرح عاقبه بأبشع طريقه وقت دعى عليه وتمنّى موته على اخوه
وكأنه ولا شي ولا له ذرّة معزّه بقلبه تشفع له
تنهدّت وهي تشُوف ابوه جالس على الكنبه ويتقهوَى ولا همه ولا حتى تسائل عن وين يكون ولده الحين !
وكيف مرّ يومين ولا سمعو عنه شي
ولا حتى كلّف على نفسه يدوّر عليه
قامت من عنده .. تحسّ انها ما عاد تقوى على شوفه بذا البرود والاستفزار اللي هو فيه
حاله وهاله من تزوجته لحد اليوم ما اعتاداتها عليه
تحسّ بغربه فضيعه وكأن وطنها الآمن خذلها باللي يسويه
..
كان ملاحظها من تركته ومشت وعيونها اللي ما نزاحت عنه وسرحانها فيه وغرابتها منه ومن تصرفاته
ابتسم بضيق لحظة ما اختفت عنه وهو يرفع جواله لحد سمعه
ثواني حتى تسائل بنبرته المُهيبه ؛ كـيف حاله؟
سكت لثـواني يسمع ردّ الطرف الآخر .. ومن بعدها تمتم بإبتسامة استبشار ورضَى ؛ لا تغيب عينك عنه راقبه وين ما يروح
وياويلك لو سمعت ان صابه مكروه او تأذى
ردّ عليه الطرف الثاني وهو يراقب سلمَان وقت استوقف خيله ونزل منّه " لا توصيّ حريص ياعمّي "
ومن ان سمع ردّ سعُود عليه الا يستكمَل بتحريص اشدّ ؛ زي ما اتفقنا لا تتصل علي الا لسبب يستدعي اتصالك
وياويلك ياسواد ليلك لو يلحظ وجودك حوله
هذا ولدي وانا اعرفه زين نبـيـه لا تخليه يكشفك ويعرف اني وراك ومهتّم له
فاهم يا سعُود ؟!
ردّ عليه سعود ومن بعدها فصل المكالمه مابينهم
ترك جواله وابتسم بإرتياح عكس وضعه قبل لحظات وهو تحت نظرات زوجته وتمتم بهمس ؛ عسى الله لا يقبل منيّ ما تفوهت فيه بلحظة غضب منك يا سلمَان
عسى الله يحفظك لي وين ما تكُون ياولدي
..
كانت توّها غلا طالعه من غرفتها بتنزل لكّنها تراجعت اول ما شافت امّها تصعد
وقبل لا تدخل غرفتها استوقفتها امّها وبعتب واضح بنبرتها ؛ هذا وانتِ اخته ومن نفس اللحم والدمّ
لوّنك عدوته وش بتسوين؟
ابتلعت ريقها غلا ومازال قهرها منه واضح مابعد سامحته على اللي سواه ولا لها نيّه تغفر له ؛ انا ما سويت الا الصحّ لانه يستاهل
عشان يتوب ويفكّر قبل لا يجرِم ببنات الناس عشان صاحبه الزفت وليته يستاهل بعد
ناظرتها امّها بصدمه حتى العتب واللوم م لينو راسها ولا حتى غضبها منها  غيّر فيها شي
حركت راسها بأسى وكملت طريقها لغرفتها وتركتهَا
امّا غلا رغم الندم اللي يسكن بداخلها الا انها ماقدرت توضحّه
مازالت تكابر وتشعر بأنها صح رغم كلام امّها ولوم مياس لها
ورغم نقد خواتها التؤام عليها
وان كان بإمكانها تستر على سلمان وتكتفي بلومه لوحدها
بدال لا تجيّش اهله بكاملهم عليه
بدال لا تغيّر نظرتهم له وتصغّره بعيونهم وهو كبير
بدال لا تعطي نفسها الحقّ وتحكم من طرفها
كان سألته وتبينت اسبابه وعطته الحق يشرح ويبرر
بدال لا تقرر من كيفها وتستعجل وتطلّعه بشكل يوجع قدام اهلها
كان عندها طرق كثير تحتوي فيها الموقف
بالنهايه محد من اهلها مستفيد من اللي سمعه
والطرف المتضرر من كل ذا اختار كتم سرّه على انه يبوح فيه لاخوه
فرق بين اللي يتمنى الستر لنفسه ويستر على اغلاط غيره
وفرق بين اللي يستغل ضعفهم ويفضحهم ومردّها الدنيا تدور عليه وتفضحه بعقر داره
هي تعدّت على سلمان واوجعت قلبه واذتّه وماسترت ذنبه وقلبت كل اهله عليه
بينما هو كان ينصت لها وساكت ما طاوعه قلبه حتى انه يقل ادبه معها ويجرحها
لانه حكّم عقله وناظر لها بنظرة الاخ
اللي سهل عليه يستهبل ويمازحها
لكن صعب عليه يرمي عليها كلام وينزّل دمعتها
مع انه قادر ومافيه شي يمنعه
لكّن احترم علاقة الدم اللي تجمعه معها
احترم شعار الاخوه اللي يقدّره وانه اخوها الوحيد وسندها بعد الله
كيف يهون عليه يزّعلها بكامل ارادته
وبالمقابل تقبّل كل شي قالته بحقّه
وغفر لها من مبدا انها صغيرة سنّ ومغفوره زلتّها

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now