اردفت دانه بهدُوء ؛ تعرف جارنا ابو سلمان ، هي بنته
حتى تخيل رغم انهم اغنياء هالبنت مو شايفه حالها وتاركه كل شي وحابه تستقّل وتعتمد على نفسها لدرجه فتحت لها محل خاص لصنع العطُورات والهدايا
محل كامل متكامل
حتى اهديتك منه عطر وحبيته ومدحتني عليه والحقيقه انه كان ذوقها هي
بس عطيتها معلومات خفيفه عنك وهي اختارت على حسب شخصيتك
ابتسم عمّار بإعجاب شديد فيها ونطق؛ واذا خطبتيها ومارضت فيني وش بتسوين؟
اردفت دانه بثقه ونطقت ؛ م راح ترفضك بس عطني الضوء الاخضر
اذا ما زينتك بعيونها واصلا ما يحتاج كل الخصال الزينه فيك
بس علي ازيد من البهارات شوي ونحليّ الطبخه
ضحك عمّار بخفوت على تفكيرها ونطق ؛ لعيون حماسك ذا انا موافق سوي اللي تشوفينه صح والله يكتب اللي فيه الخير
بس امانة الله يادانه لا تخدعين هالبنت لعيوني وعلميها عن سلبياتي قبل ايجابياتي واصغر عذروب فيني خليها تعرفه فهمتي؟؟
هزّت راسها دانه بتفهّم ونطقت ؛ ولا يهمك وعد
ابتسم عمّار وهو يرجع ينسدح ويكمّل الشي اللي كان يشوفه ، امّا دانه كانت مبسوطه ومتحمسه لانها اخيرا قدرت تقنع عمّار يتزوج
كانت خايفه ان مياس ترُوح على اخوها وهي من زمان مقرره تخطبها له لانها تعزها بالحيل وماودها انها تتزوج غيره ويصعب عليها انها تشوفها وهي صديقتها الوحيده ،
بعد ربع ساعه بالضبط ، قامت من مكانها وهي تردف لعمّار ؛ قوم يلا ابيك توديني
ناظرها عمّار بصدمه ؛ على وين ماقلتي لي انك بتروحين لمكان اليوم؟
نطقت بهدُوء ؛ بروح اقابل البنت
ناظرها بصدمه واردف ؛ ماعندك وقت انتي؟ وبعدين مو قلتي انها جارتنا اظن ما يحتاج سياره؟
دانه ؛ ومو قلت لك بعد انها فاتحه محل يعني ي ذكي ماهي في البيت الحين
المهم قوم عجّل يلا ابي الحق عليها قبل الزحمه
تنهّد عمّار بقل حيله ونطق ؛ الشكوى لله ابتليت بأخت عجوله بكل شي
يلا هاك المفتاح واسبقيني للسياره بغيّر ملابس دوامي صعب اروح لها فيهم
اخذت منه المفتاح واردفت ؛ طيب بس لا تطوّل علي
طلعت وركبت سياره وجلست تنتظره ، خمس دقايق وبعدها طلع لها وهو لابس طقم كاجول من شورت بيج ، وتيشيرت بذات اللون بأكمام قصيره وياقه دائريه ذات نسيج قطني خفيف ، وكاب اسود
ركب سيارته وحرّك بإتجاه محل مياس للهدايا ، بعد ما اخذ موقعه من دانه .

'

بـيّـت هُـمـام ,
كان جالس بمكتبته وفاتح اللاب ويشاهد تفاصيل الحريق كان هذا وقته الوحيد اللي يتخلّى فيه عن مسؤوليته بشغله ويسوّي الشي اللي يبيه هو فكانت قضية حريق بيت اهل شفق هي القضيه اللي يشتغل عليها بنفسه ، لكّنه تعب وهو يعيد ويزيد باللقطات ومافيه شي لفت انتباهه لحدّ الحين وكان هذي اخر مرّه يعيده ، وكان راح يتخلَى عنه كدليل ويرميه ، لكّنه تراجع بأخر ثانيه وتركه وقفّل اللاب وطلع من مكتبته ،
وهو عازم على انه يسأل شفق زي ما كان مخطط رغم انه كان مستبعد تماماً معرفة شفق باللي يسويه لكّنه بكل مره يحسّ انه بحاجه لأنه يسألها وبعد تفكير طويل وتردد عثر على طريقه مناسبه ما تثير شكوكها
توجه لغرفتها وضرَب على الباب بخفه ، لكّن ما وصله ردّ منهَا
جلس ينتظر لثواني وهو ينادي عليها لكّن ما ردّت ، عرف انها تاركه غرفتها
التفت وكانت توّها تصعدّ من الاسفل وبيدها صيّنيه فيها كُوب قهوه ، وقطعه من الحلا اللي جابته معها من برّا
ابتسّم هُمام وتوجّه لها وهو يلتقط الملعقه وكان راح ياخذ من الحلا قطعه واردف ؛ عادي اعزم نفسي والا ممنوع؟
ابتسمت شفّق وهي تردف ؛ انت عزمت نفسك قبل اعزمك
المهّم اصلا كنت جايبتهم لك ، لان نصيبي تركته تحت
توقعتك تنزل بس طوّلت قلت اخذه بنفسي اوديه لك
مدّت له الصينيه بتعطيه لكّنه اردف لها ؛ تمام خلينا ننزّل افضل
نزلت ونزل معها ، تركت صينيته قباله ، وتوجهّت لقسمها هي وبدت تحلّي وترتشف من قهوتها وبنفس الوقت كانت بالرد على الاشخاص اللي طلبو منها بعد ما فتحت الطلبات من جديد على اعمالها
كان هُمام يتأملها وهو يرتشف من قهوته ، ولانه كان عجِل اضطر انه يلفت انتباها عن اللي تسويه ونطق ؛ صراحه ما نزلت بدون سبب عندي موضوع مهّم بقوله لك
رفعت نظرها من على جوالها ، واردفت ؛ شنُو؟
استعدل هُمام وهو ينزّل كُوب القهوه امامه وينطق بهدُوء ؛ افكر اجيب عامله تساعد كيران ، بس انتي وش ترشحين ؟
اجيب بالساعات والا بالاشهر والا دايمه؟
عقّدت حواجبها بغرابه ، وهي مو مستوعبه ان هذا موضوعه المهم ، حسّت ان الموضوع تافه شوي لكن  عطته على جوّه ؛ صراحه شوف مع اني احس ان كيران مو محتاجه لاحد يساعدها لكّن لو فكرنا من ناحيه تسليتها لانها لوحدها فحلو صراحه
لكّن ما افضل اللي بالساعات لانها ما تفيد ، واللي بالاشهر مصيرها تتعود عليها وبتمشي ، فأرشح واشوف افضل خيار تجيب الدائمه
ابتسم واردف لها بتساؤول ؛ شكله عندك خبره بالعاملات ؟ كان عندكم عامله قبّل؟
نطقت شفق بهدُوء ؛ اي كان عندنا
اردف هُمام وكأن اجابة شفق جت له على الكيف ؛ كيف كانت علاقتكم فيها ؟
احس من نبرتك واضح انك مشتاقه لها
ابتسمت شفق بضيق ؛ كانت حلوه و صراحه ايه مشتاقه لها ، بس الغريب اني ما شفتها وان وقت اهلي كانو الله يرحمهم موجودين بالمستشفى هي ما كانت معهم
ولا شفتها بأي مكان
اتمنى انها بخير وان احد انقذها زي ما انقذوا لارين بالوقت المناسب
بدت الشكُوك تزيد عند هُمام اكثر واكثر بخصوص العامله  بعد ما كان شبه مستبعدها ، خصوصا بعد كلام شفق وكيف انها ما تضررت ولا لها اثر يثبت تواجدها بالبيت بوقت الحريق
رغم ان الادله اللي لقاها كانت تعطي انطباع ان لها يد بالموضوع لكن ما اعطى اهميه لهم زي الحين
فقرر انه يبدا بحل القضيّه من هنا ، ونطق بفضُول ؛ وش اسمها ؟ اذا فعلا احد منقذها بندور عليها واذا عاطله فرصه اجيبها هنا
على الاقل تعرفك وتعرفينها وتختصر علينا مشوار طويل
ابتسمت شفق واردفت بحماس بإسمها الكامل وذكرت من اي دوله هي ،
سجل معلوماتها هُمام وهو مقرر يبحث عنها ،
ومن بعدها اردف لشفق بإستفسار ؛ عندك صوره لها؟
هزّت شفق راسها بالنفيّ ونطقت ؛ لا للاسف كل شي احترق مع البيت حتى جوالي اللي فيه صورها
هزّ راسه هُمام بتفهّم ، ونطق ؛ مو مشكله اسمها كافيّ
ابتسمت له شفق ، ورجعت تستكمَل وتركزّ بشغلها ، وامّا هُمام جلس يكمّل قهوته ويحلي ومشغل باله بالقضيه والتخطيط لها ،
مرّت خمس دقايق فقط حتّى قامت شفَق من عنّده على غفله ، وتسارعت بخطواتها لحّد الباب
ناظر فيها بإندهاش ، وهو مستغرب منها وكيف قامت بدُون مقدمات من عنده وبهالسرعه،
قتله فضُوله وقام وهو يلحقها ، دوّر عليها وسرعان ما سقطّت عيُونه عليها ، وهي تدخل الملحقّ
ازدادت غرابته ، وتوجه بخطوات هاديه بإتجاه الملحق ، دخل وسرعان ما انتفضّ قلبه من اخترق سمعه صوت انينها الخَافت
انحنى لمستواها ونطقّ بنبره مُوجعه ؛ شفق؟؟ شفيك !!!
كتّمت خنقتها ، والتفتت عليه وهي تمثّل العاديه ؛ ما فيني شي
ناظرها بذهُول ؛ وش مافيك شي !!
ترا ماني مجنون سمعت صوتك وانتي تبكين شفيك!
وش صاير لك !
وش اللي جالس يقلب حالك فجأه؟؟
ابتلعت ريقهَا وقامت على حيلها وصارت مقابل له ، تأملته لثواني طويله واردفت بنبره مكتومه ؛ قلت لك ابعد عنّي دخيل ربٍ خلقك لا تزيد لوعات الفراق عندي
اللي راحو منيّ يك..
قاطعها من ناظرها بعقدة حاجب واردف ؛ انتِ اللي دخيل  ربّ خلقك ياشفق  تكلمي بوضوح معيّ !
يكفيني التعقيدات اللي اعيشها بشغلي ، هالمره انتِ بعد ؟
وش تبين مني صارحيني ولك اللي تبينه؟
ابتسمت بسخريه واردفت ؛ وش ابي منك؟ بعد ايش! ما عاد يمدي فات الآوان
تنهّد هُمام وهو بالحيل صبُور معهَا ونطق ؛ يعنّي مصره ما توضحين لي ؟
رفعت حاجبها بمعنى الرفضّ التام ، واردفت ؛ قلت لك فات الآوان
استدارت وصدّت عنه ، وهي ماسكه غصّتها وحزنها اللي حتّى ما سمح لها تعيشه بكل حريّه ، تطّفل عليها وحرمها تعبر وتخرج ما بداخلها ،
غير انها حتى لو تجاوبت معه وصارحته وش بتقوله وهي بدت تسترجع مشاعرها السيئه تجاهه ، وكيّف انها مازالت تحسّ انه متسبب ولو بجزء بسيط بفقدها لاهلها ، والحين بسبب غيرتها وتعلقها فيه وانشغالها بالحُب اللي دمرّها وصلها خبرّ حزين وفقدت شي عزيز عليها ، وكأن ارتباطها فيه واقترابها منه بأي شكل من الاشكال يخليها تدفع ضريبته ثمن غالي وهو " الـفـراق " .
التفتت عليه من شعرت بقُرب كفّه ، من كتفهَا ومنعته من انه يلامسها عشان ما تسترجع التأثير اللي تبي تتخلص منه بأي شكل من الاشكال ، ونطقت بنبره مليئه بـ الاصرار بعد اختارت قرار مصيري خلال ثـواني عديده ، وبسبب الحقيقه المُـرّه اللي عرفتها قبل لحظَات من الآن ؛ ابعدني عنّك وحررني منك انا تعبت احارب اقداري واحاربك معهَا
ناظرها بصدمه وذهُـول وارتجفت كل خليّه بجسمه ونطّق ؛ هذا طلبك؟؟؟
هزّت راسها بالايـجاب واردفت قبّل لا تمشيّ من جنبه وتتخطاه وتطلع من المُلحق ؛ وياليت تستعجِل
ما قدر انه يستوعب طلبها وتوقيته ، وما قدر انه يفسر حالتها ومزاجيتها الغريبه ، وتناقضها الاغرب ، كيف قبل لحظات تكلّمه وكأنها صافيه البال من ناحيته ، والحين تطلب منه يحررها وبكّل برُود تتركِه
صابه اختلال وجنُون منها ، وما حسّ بنفسه الا وهُو يلحقها وملامحه مو قادر يسيطر عليها ، مسكها مع ذراعها ولفهَا له واردف بنبره مليئه بالـوجع ؛ انا شغلطت معك فيه ، ليه بكل فرصه تتاح لك تطلبين بُعدي؟؟
وش تعاقبيني عليه !!
لي حقّ اعرف اذا انا مُذنب بحقك وشهو ذنبي ؟؟؟
ابتسمت بسخريه وهي تبعّد كفّه عن ذراعها ، وتنطّق وهي تحت تأثير مشاعر الكُره اللي تولدّت له من جديد ، بعد ما انحفر جزء من ذكرياتها اللي دفنتها برغبتها ، بعد ما لامس قلبها بتصرفاته وقدر يخلق له مكان وحيّز صغير داخلها ، لكّن انخلق ذنب جديد اجبرها على انها تمحيّ ومضة الحُب وتحرر اللي دفنته وتزيد من لمعّة الكُره اللي بعيُونها تجاهه ؛ ذنبك انك دمرتني مرتين !
بفهم انا شسويت لك؟
ليه بكل مره اتغاضى واسامحك ترجع تجدد جرحي من جديد وتقتلني
بفهم يقهرك انك تشوفيني مرتاحه وسعيده بحياتي!!
خسرتني ابوي بالاول ،
وماباقي لي الا هيام واخذتها مني !!
بفهم وش بقيت لي انا وش غلطت فيه لحتى تجرم فيني !!
كان يناظرها ومع كل كلمه تقولها يحسّ بخنجر يفتت اضلعه، ويتفنن بتعذيبه
سكتت لوهله واستكملت بنبره مليئه بالاصرار ؛ طلقني ماعادت تفرق معي
جحيم ونار عمي واني ارتبط بعزام للموت اهون علي الف مره من اني اعيش معك بعد الي..
ما قدر انه يستحَمل اللي تقُوله ، اسكتَها وهو يضغّط على اكتافها بقّوه من فرط غيرته الشنيعه اللي تولدّت داخله بسبب عزّام ,
وبذي اللحظه فقط تجاهل كل شي حتّى ظلمها له وجعلها منه مُذنب وماهزّه الا طاري عزّام وانها مستعّده تتنازل عن كل شي وترتبط فيه واردف بإنفعال شديد مُعارض بكل قسّوه للي تقُوله ؛ يخسي عزّام واللي خلفوه ياخذونك منيّ !!! تفهمين!!!!
ناظرته بصدمه واردفت بسخريه لاذعه ؛ هيه انت لا تعيش دور اني زوجتك وملكك ومن هالخرابيط وتهدد!
انا مستحيل ارتبط فيك!
مستحيل ابقَى مع شخص قاتل مثلك!!!
ناظرها بجُنون واردف بنبره صادمه ؛ قاتل؟؟؟؟؟
ناظرته واردفت بحُنق ؛ ناسي انك السبب بموت ابوي!!
ناسي انك قتلته
اذا انت نسيت انا مستحيل انـسـى !!
مستحيل تنمحي من ذاكرتي اللحظه اللي سخرت فيها مني و منعتني فيها ولا صدقتني
مستحيل انسى تجاهلك لصدق عيوني وحرقة قلبي وا..

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now