'

" درّة القلب "
الساعه 4:30مَ،
كانت بمرسمها ومشغله نفسها وكامل تركيزها برسماتها لعلها تخفف عنها لوعة الاشتياق والفقد اللي ظنّت انه بيقّل لكّنه تضاعف ومازالت تعاني منه
تجاهله لها طول سفرته ولو انه مو قاصد هالشي لكّن صار موجع لها بالحيل
وهي تمُوت ولا باردت تدّق عليه وتسأله وتتطمّن عليه
لانه ما كلّف على نفسه يهتّم لها ويبادر
وهي عزيزة ذات مستحيل تنزّل من قدر نفسها عشان حبّه  ومعزته بداخلها
كانت تنثر وجعها كامل برسماتها المختلفه
لحّد ما اُنهكت تماما وهي تنتهي من اخر وجع نثرته على لوحتها
ابتسمت بحزّن وهي تمسح على جبهتها من التعب وتتامل تفاصيل لوحتها اللي تشرح الذبُول بعيونها المشتاقه ، تمتمت بهمس وهي تمسح باناملها على ذيك التفاصيل المتعبه والملامح المرهقه ؛ شِين بعدك ليت قربك بس يحِين
اول ما انتهت من جملتها الا فيها تترك كل شي وتفزّ من مكانها لحظة ما استقّر بسمعها صوت امّ الوافي وهي تردف بنبره لهُوفه على ولدها ؛هو صدق وصلت يا يمّه؟
وقفّت قبال الباب وثبتت ايديها على الجدار واخذت تستمع لباقي المحادثه تبي تتأكد من ام الوافي هي تكلّم مين ومين اللي وصل ، وكل اماني قلبها ان اللي خلف السماعه يكون الوافيّ ،
وماهي الا ثواني عديده حتى لمعت عيُونها واستبشرت كامل ملامحها وقت اردفت امّ الوافيّ بتساؤول؛ وغني وين وديتها؟
سكتت ام الوافي تستمع لردّه ، وكمّلت كلامها بهدُوء وهي تحطه سبيكر وتنزله على الطاوله قريب منها وهي تصّب لنفسها من قهوتها ؛ يلا اجل انتظرك عشان تتقهوى معي لا تطّول
ردّ عليها الوافي وكان صوته واضح لدرّه ؛ يالغاليه انا عند سلمان وبيته اقرب للمكان اللي فيه امسيتي الليله
برتاح ببيته لوقت الامسيه ، وبإذن الله بجيكم بعدها
تنهّدت ام الوافي وهي ترتشف من قهوتها الشقراء ؛ وش هالامسيه اللي طلعت فجأه وبيوم رجعتك؟
ابتسم الوافي ، وردّ عليها ؛ ماهي فجأه يالغاليه كانو مرتبين لها من قبل سفرتي وانا المفروض ارجع بدري بس تأخرت
هزّت راسها ام الوافي بفهم ، وقفلت المكالمه مابينهم بعد ما ودعته عشان يرتاح
وكانت تجهل ان كل اللي دار بينهم مسموع لدرّه ، اللي كساها الحزّن فجأه بعد ما استبشرت برجعته
وكيف ان همه امسيته بس ولا اهتم انه يدق عليها ويبشرها بوصوله ورجعته
خيبه ورا خيبه تأخذها منه واه ما اثقل خيبات قلبها فيه

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now