'

"شركّة ابو سلمَان"
وبمكتبه تحديداً ، السـاعه 9:30
انضرب عليه الباب وكان اللي خلف الباب شخص من الاساس ابو سلمَان ينتظره فبدُون مقدمّات أذن لها بالدخُول بصوته الجهوري ؛ تفضليّ
دخلت عليه ، ورفع راسه لها واردف بهدُوء ؛ حيّاك اجلسي
جلست ، وهي تحسّ بتوتر كبير لأول مره تقابله لحالها بمكان عملها
حسّت ان الموضوع يخصّ شغلها وخافت كثيّر من انه لاقى منها تقصيّر او غلط وبيطردها
ما جاء في بالها ابداً انه يتعلقّ بموضوعها مع سلمان ، لان المكان وبحكم معرفتها بعمهَا انه ما يحّب يتكلم عن امور شخصيّه بمكان عمله
ابتسم من شعَر بتوترهَا ونطق بهدُوء ؛ صحيح المكان مكان عمَل لكن انا عمّك وابو زوجك ما يحتاج تتوترين هالكثر
حتى ما يحتاج تبقين بنقابك عندي ، خذي راحتك
تنهَدت بإرتياح ، ونزعت نقابها من عليها ، وسحبت كأس الماء اللي قبالها وارتشفته دفعه وحدّه
ابتسمت بداخله عليها وما حبّ يحرجها ، لانه يعرّف بأنها تستحي منه واجد
ولولا وجود سلمان معها بالعاده كان صارت علُوم
التفتت عليه بعد ما تراخت واستراحت واردفت ؛ امرنيّ عمّي وش بغيتني فيه
ناظر فيها بهدُوء واردف لها بنبرة إطمئنان ؛ كل خير يابنتيّ
حسّت بشعُور ودفء غريب يلامس قلبها ، من نطق " يابنتي " هالكلمه البسيطه اللي تحتوي على مشاعر عظيمه من اب لبنته ابوها ما قالها لها ولا يوم ،
ولا عمّره حسسها بأنها بنته وقطعه منه ، كان ابوها غير عن كل أب والسبب لساره مجهول ، ياما شعرت داخلها بالغربه بين اهلها ولولا  وجود روّاف كان ماندري كيف حالها
لكّن هالكلمه العظيمه والمشاعر اللي تبعتها بسبب ابو سلمان حسستها وكأنها ملكت الدنيا ،
لدرجه ، تدراكت دمعتها اللي كانت بتسقط بسببها ومسحتها
صدّت عنه تداري الربكات والمشاعر الجيّاشه اللي داهمتها
على طرقة الباب ، ناظرت بعمهّا بفزع وكانت راح تلبسّ نقابها لكّنه اشّر لها بيده توقّف واردف ؛ اللي ورا الباب سلمان مو غريب
حسّت بالراحه ، على دخلة سلمان بعد ما طلب منه ابوه يدخل
دخَل سلمان ، وكانت سويّر معطيته ظهرها وبحجابها ، فصعب عليه انه يميّزها
لكّن اول ما اقترب من مكتّب ابوه والتفتت عليه،
الا فيه يصعقّ تماماً ، تجمّد كل شي فيه وتلخبط كل كيانه
وما يمّر فيه باله الحين الا كلام الشيخ اللي حمّله حمل ثقيل وعظيم " الطلاق وقع وصارت محرمه عليك "
صدّ عنها ولو ان الود ودّه ما يصّد ، لكّن شرع ربّه امره بذلك
رغم ان داخله يتقطّع بالثواني الف قطعه ، بعد ما كان حلال عليه يتأملها ، ويهيم بكامل تفاصيلها وملامحها
وله القدره يكلمها ويبتسم ويضحك معها
حتى ابسط شي كان يطلبه منها ،
الحين ما يقدر حتّى يفكر فيه
..
سويّر ما استغربت ردّة فعله اساسا ، وكانت مستعده لكّل هذا من البدايه
لكّن تبي تعرف وش السبب اللي يخليه يطلّقها ؟
ووش ذنبها اللي سوته بحقّه !
بالعكس هو المذنب بحقهَا وكانت تعاقبه بجفاها ،
ليه انعكست الادوار وصار هو اللي يعاقبها ؟؟
كانت راح تتجاهل وجُود عمّها وتنطق بالسؤال اللي دمّرها ، لولا عمّها اللي بادر بالكلام واردف ؛  لا تظّل واقف فوق روسنا واجلس مكانك
كمّل كلامه على جلسة سلمَان بهدُوء ؛ انت قبل فتره طلبت منيّ شي ومتأكد انك تذكره
ناظره سلمان بعدم فهم واسترسل ابوه بالحكي ؛ المهّم اانا طالبكم عشان هالموضوع
ساره اجتازت الاختبار وترسمّت رسمياً
ناظره سلمان بذهُول ، ونطق بنبره شرحت عمق فرحته لها ؛ صدق !
هزّ راسه ابوه بهدُوء وهو مبتسم على شكله وفرحته لزوجته ،
حوّل نظراته لساره وكانت مو اقلّ صدمه وذهُول من سلمان واردفت ؛ صدق عمّي اللي قلته؟؟
ابتسم لها واردف ؛ ايه يابنيتي الف مبرُوك
لكّن .. ترسيمك بيحمّلك حمل ثقيل جداً
ناظرته بحماس ونطقت ؛ وانا مستعده له
ابتسم سلمان بداخله عليها وهو ما يناظرها حتّى ،
امّا ابو سلمَان فأعجبه حماسها واستعدادها ولاحظ فيها كلام سلمان عنها وانعجب اكثر لنظرة سلمان اللي ما خابت ونطق وهو يمّد لها الملفّ ؛ هذي اول مهمه لك
اخذته منه وهي تتفحصّه ورفعت راسها على نبرة سلمان لمّا اردف لابوه ؛ طب انا وش وضعي من الاعراب الحين ما فهمت!
عقّد ابوه حاجبه فيه ونطق ؛ راح تشتغل معها ، ليكون نسيت طلبك لي؟
اول ما تجتاز .. قاطع ابوه قبل لا يكمّل كلامه من اردف بعجل ؛ اي اي تذكرت ، بس يالغالي كان عطيتني خبر قبل تقرر
يمكن تغيرت مخططاتي؟
ناظره ابوه بعدم فهّم ، وسرعان ما نطقت ساره بتعجّب ؛ عمّي تبيني اشتغل معه!
ناظر لها عمّها ابو سلمان ؛ ايه راح تكونين مسؤوله عن تصميم ديكور البناء اللي مسؤول عنه سلمان بالكامل
وهالله الله فيه لا تخلوني اندم
نطق سلمان بهدُوء ؛ بس يبه في امور تغيّرت لازم تعرفها انا ما اقدر اكون مسؤول عن شغلها لاني طل..
بترت جملته ساره من نطقت بنبره سريعه ؛ راح نبيضّ وجهك ولا يهمك ياعمّي
راح نخليه زي ماتبي وافضل
ابتسم لثقتها بنفسها وزاد اعجابه فيها اكثر واكثر
لان الشخَص المسؤول واللي يعطي اهميه لعمله ويكون قدّه يبان من تصرفاته وحماسه من اول مره
مسكت يد سلمان وسحبته تحت صدمته ، واخذته على جنب وهمست له بنبره خافته ؛ لا تتسرع وتقول شي تندم عليه بعدين!
فلت يده منها واردف لها بنفس همسها وهو صاد عنها ؛ نسيتي اني مطلقك ولا عاد تحلين لي!
كيف ترضين على نفسك تلمسين شخص مو محرم لك!
ناظرته بإبتسامه ونطقت ؛ وانت قبل لا تكون واثق من كلامك هل تأكدت اذا الطلاق وقع والا باطل؟
ناظر فيها بإنتباه وهمست له بنبره خجُوله " انا عليّ الدوره "
ردّ عليها بفهاوه ؛ طيب وش اسوي لك؟
رفعت حاجبها سويّر ، ما تدري هو فعلا مافهم ولا يستغبيّ عليها لكن رغم ذلك ضربت جبهتّه بأناملها واردفت ؛ يعني الطلاق ما تمّ ونقدر نشتغل جميع!
سلمان انذهل وانصعق من اللي سمعه ، وسرعان ما حسّ بالفرح يدّق باب قلبه من جديد ، كان يأس تماماً لجهله بقدره المكتوب له ، لكّن بنفسها ساره زفتّ له هالخبر اللي خلاه يرجع يحب الحياه من جديد ، ما قدر انه يبيّن فرحته قدامها وابتسم بداخله ونطق لها وهو ناوي يستفزها فقط وكان مازح فيه ؛ طيب اذا خلصت قولي لي ارجع اطل..
قاطعته من اردفت له وهي ترمقه بنظراتها ؛ يصير احسن لو ركزنا على الشغل
قاطع جوهم المشحون ابو سلمَان من اردف لهم بهدُوء ؛ هاه عسى اتفقتوا ؟
ناظرت فيه ساره ونطقت ؛ اتفقنا وبإذن الله ما راح تشوف الا اللي يسرك
بهاللحظه ما اهتمت ساره لسلمان ونيته اللي وضحته انه عازم على طلاقها قدّ ماهي مهتمه انه تثبت وجودها ومكانتها واستحقاقها لهالمكان وانها قد المهمّه اللي انطلبت منهَا .
بعكس سلمان اللي يناظرها ويحسّ انه انزاح عنه هم ثقيل جداً
ويفكر كيف يرقع الشي اللي طلبه من ابوه وكيف يصنع له موضوع مهم يكلمّه فيه بعيداً عن موضوع طلاقهم الباطل .

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now