'

امّا عند سويرنا اللي من رجعت وقهرها من سلمان باقي ياكل ويشرب معها
نزلت من غرفتها سيدا وتوجهّت للمطبخ وما حسّت بنفسها وهي معتاده على اللي تسويه
كانت تتحرك بدون شعُور
ويدها بحركه لا اراديه منها اخذّت قلاية الماء وفوحّت لها فيها ماء
اخذت المفواره وحطّتها على الفرّن ..
من فاح ماها صبّت منه الكميه المعتاده واللي قاستها بنظرها وخبره منها
خلته يفور على النار شوي
وحطّت عليه فنجان من بنّ قهوتها
ولحد الحين ماهي مستوعبه وش تسوي
الاكيد انها معتاده على اللي تسويه وبسبب اعتيادها صار كل ما فيها يتحرك باللي تعّود عليه
اخذت دلّة قهوتها وجهزتها جنبها بينما تضبّط قهوتها
مرّت كم دقيقه وصار وقت انها تحطّ شوية " قرنفل " بقهوتها وبالفعل حطّته
اخذت صينيه وجهزّت فيها الفناجيل والتمر وكل شي تحتاجه
خلصّت وجلست تراقب قهوتها لفتره من الوقّت
لحدّ ما شهقت وابتلعت ريقها بصدمه بعد ما حسّت على عمرها
جلست تتأمل كل اللي قاعده تسويه من مفوارها لدلتها لصنيّنها واللي فيها .. واردفت بنبره غريبه ؛ وش قاعده؟ اسوي !
وعشان مين!
عشان شخص ما وفى بوعده معي!
عشان شخص ما كلّف على نفسه يدق علي ويعتذر !
عشان شخّص ما فكر فيني حتى!!
الى متى ؟؟ الى متى اقدر شخص ما يستاهل!
الى متى ياسوير بتقدمينه على نفسك!
الى متى!
جلست تلوم حالها وتفكر لفتره وهي عازمه على انها تتغير عشان نفسها فقط
كانت راح تطفي عن القهوه وتتركها ولا تتعب نفسها تكملها عشانه
لكّنها ما قوت ونطقت ؛ نعمة ربي ما يجوز اسرف فيها
اكملها واعطيها لحد غيره مو مهّم
خلّصت من تجهيز قهوتها وطلعت برا بالصينيه اللي حاملتها
وتوجهّت فيها للمجلس اللي يجلسون فيه بالعاده
وقبّل لا تدخله وقفتها نبرة سلمان وقت نطق ؛ ومستقبلتني بريحتها
وش ابي اكثر من كذا روقان؟ قولي لي
جمدت ملامحها ورمقتها بنظراتها الكارهه له وتخطّته ودخلت ولا ردت عليه
استغرب سلمان من ردّة فعلها وهو ناسي تماما وش مسوي لها من الصبح .. ووش واعدها فيه
دخل خلفها بالوقت اللي هي نزّلت دلتها قُبال اخوها روّاف واردفت ؛ سمّ قهوتك وجعلها كلها بالعافيه عليك
ارتفعت انظار روّاف لها وابتسم بهدُوء ؛ تسلمين والله كأنك حاسه بالصداع اللي فاتك راسي فتك
والله جت بوقتها ياخت اخوها
ابتسمت من اعماق قلبها لمناداته لها اللي قطع عنها فجأه ولفتره وهي تنطق ؛ ما تشوف شر ياعيوني
جلست جنبه وهي تسوي حركتها المعتاده بتخفيف الصداع عنه وقت بدت تدلك راسه بيدها لحد اذنه
تحت نظرات سلمان المستعجب من كل اللي يشُوفه
خصوصا انها تحط عيونها على كل شي الا عليه هو وكأنها تتجاهل وجوده ولا تشوفه ولا كأنه موجود
لحد الحين مو فاهم شي من تصرفاتها اللي تظهرها له
تجاهلها مو رغبه منه لكّن ما يبي يظهر شي لاخوها روّاف
توجهّ لحد رواف وجلس لحتى يشاركه القهوه لكّن اول مامد يده لدلّة القهوه
الا بسويّر تسحبها منه وتمنعه وتردف بنبره شبه جامده ؛ اظنك سمعت انها لاخوي .. خاطرك بقهوه هذاك المطبخ قدامك
ولك رجلين بعد وايدين تقدر تقوم تخدم نفسك بنفسك!
ناظرها رواف بغرابه ونطق بتلطيف ؛ اكيد تمزحين يا سويّر!
ابتلعت ريقها وغصتها من نطق رواف بنفس طريقة نطق سلمان لاسمها
لكّن تجاهلت وكمّل روّاف كلامه ؛ تبيني اشربها كلها والله لو اني وش!
مستحيل اخلصها لحالي
وبعدين القهوه حلاتها بمشاركتها !
مررت سويّره نظراتها مابينهم ونطقت؛ تمام بقوم اجيب له فنجان لاني ماحسبته
ناظر سلمَان للفنجان الثاني ونطق ؛ مايحتاج فيه فنجان ثاني
سحبت سويّر الفنجان الثاني من الصينيه ونطقت بتسارع ؛ بس ذا انا شربت فيه بقوم اجيب لك غيره احسن
طلعت وهي ناويه نيه شينيه .. ما كانت تبي تكسر كلام اخوها ورضت باللي قاله
لكّن حالفه ما تخلي سلمان يتهنّى بقهوته
ابتسمت بخُبث وهي تذوّب شويّة ملح بالماء لين ذاب وحطّت منه شوي بالفنجان ورجعت لهم
جلست وكان سلمان بيأخذ منها الفنجان  عشان يصّب له لكنّها بحركه سريعه منها اخذت الدله منه ونطقت بإبتسامه خادعه ؛ عنّك خلني انا اقهويك
صبّت له من القهوه ومدت الفنجان عليه ؛ سمّ
اخذ الفنجان منها واردف ؛ سمّ الله عدُوك .. تسلمين
كانت تترقّب ردة فعله من يرتشف منها اول رشفه على احر من الجمر
وبالفعل هذاه سلمان يشرب اول رشفه منها .. وجمدت ملامحه لجزء من الثانيه لمّا ميز طعم الملح
ابتسم بخُبث وهو يكمّل شربه لين ما انهاه
واردف بخُبث لجل يغيضها؛ تسلم يمينك
نكهتها مختلفه اليوم ، حلوه بزياده
رفعت حاجبها سويّر لثواني وهي مستغربه كيف ما حس بطعم الملح!
همست لنفسها بقهر عارم؛اخ كان لازم اكثر
ماحس فيه البغل حتى
ابتسم سلمان وهو يسحب الدلّه ويصب لنفسه غيره لجل يبعد طعم الملح من فمه
تحت نظرات سوير المقهوره..

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now