'

"العقيد هُمام"
وصل هُمام لبيت اهل شفّق وعلى نزلته من سيارته وتأمله للدمار الشامل حوله بلحظات الا فيه يجبّر على الالتفات لصوت السيّاره اللي توقفت قريب منه ونزل منها عمّار
اللي كانت نظراته اقرب للدهشه والحيره
توجه لحَد هُمام واردف بنبره مليئه بالغرابه ؛ ليه جبتني لهنا وش عندك؟
ووش سالفة هالبيت!
ناظره هُمام بهدُوء ونطق وهو يتقّدم بخطواته للداخل ؛ عندي شكوك متعلقه فيه وابي اتأكد منها
توقّف لوهله والتفت على عمّار وهو يرمي عليه زوج من القفّازات العسكريه باللون الاسود وكمّام واقي من الغبار واسترسل بكلامه ؛ البسهم قبل لا ندخل عشان ما نترك اثرنا هنا
ارمش عمّار بذهُول وسكنه نوع من الارتباك كونه يجهّل بأن هالبيت يتعلّق بقضية شفق واهلها ،
وكونه يجهل ايضاً نوايا هُمام المتعلقه فيه
تبع هُمام للداخل بعد ما لبس القفّازات والكمّام وهو يتأمل البيت بعد ما اندثرت معالمه وتفاصيله بكاملها وكل ما فيه تلّون بذات لون القفّازات اللي لبسها
ابتلع ريقه بإندهاش وهو يجعَل من عيُونه تستقّر على هُمام اللي جالس يتفحّص المكان حوله بدقّه ونطق؛ هُمام وش السالفه ممكن تفهمني؟
تعقّدت حواجب هُمام والتفت عليه واردف بغرابه ؛ جالس ادور دليل بالمكان يفيدني !
سكت لوهله واستكمّل كلامه بـ ؛وبعدين ليه المح الخوف بنبرتك وش عندك صرت خواف!!
اقترب منه عمّار بخطوات هاديه واجابه بـ ؛ والله بعذري اخاف اتوهق من وراك
وبعدين ما وصلنا امر يخلينا نحقق ونبحث وندور ادله هنا
ضيّق هُمام عيونه فيه ؛ اذا ما ودك تساعدني انتظر برا انا بدور بنفسي
ضحّك عمّار بسخريه ؛ افلقني اذا لقيت شي يفيدك وكل اللي حولك سواد بسواد
تجاهله هُمام وهو يكمّل بحثه وما لقى شي يفيده وكان راح يفقد الأمل ويستسلم لحّد ما جذبته الزاويه اللي على يساره
خصُوصا الممر الضيق واللي واضح يؤدي لمكان معيّن
تسارع لحده بخطواته ووقف وكان فيه درج يؤدي للاسفل نزل معه لنهاية الدرج
وكانت فيه غرفه وحده بس من الوهله الاولى عرف انها للعامله المنزليّه
دفع الباب بخفه ودخَل بإهتمام كبير ، صابه ذهُول مفرط من شاف الغرفه ما تأثرت بالحريق ابدا
حتى سرير العامله باقي مرتب وعلى وضعيته
التفت وشاف كبت ملابسها فتحه بشكل سريع وكان فاضي تماماً ولوهله شك انه مكان مهجُور ومحد طبّه
التفت وهو يلقى نظره سريعه حوله وكان بيطلع لولا الجوال اللي لفت نظره
كان طايح تحت السرير ، وكان باين منه جزء صغير فقط ، عشان كذا ما شافه من البدايه ،
وكان لونه يماثل للون السرير المحطوط ،
توجه لحده وانحنى لمستواه وسحبه مع طرفه
تفحصّه بدقه لثواني وهو ياخذه معه ويطلع من غرفة العامله
ابتسم بداخله من حسّ بأن هالجوال راح يساعده بشكوكه وقضيته
صعد للأعلى وكان عمّار بنفس مكانه ما تحرّك ، رفع حاجبه هُمام ونطق بغرور وهو يهزّ الجوال بيده ؛ تقول ما راح القى شي يفيدني ،
شوف بعينك اول دليل لقيته
ناظره عمّار بعدم اهتمام ونطق ببرود ؛ ترا كله جوال ليه متأكد لهالدرجه انه دليل بيفيدك؟
بلل شفاته هُمام وردّ عليه بعد ما رفع الجوال بوجهه عشان يشوف خلفيّة الشاشه ؛ زي ما تشوف هالجوال يعطيك انطباع انه لعامله منزليّه
واللي يثير الشك عندي اكثر ان هالعامله ما كانت من ضمن المصابين بسبب الحريق
هالشي يعني انها سوت فعلتها وهربت على طول ، بدون تفكير لانها خافت ،
وهالخوف نفسه هو اللي منعها لا ترجع عشان تسترد جوالها
لانها لو بريئه ومالها يد بحريق المنزل كان رجعت عشانه ولا اهتمت حتى
لكن واضح ان لها يد بقتلهم
فأي جزء صغير حتى لو مايثير اهتمامك لا تتجاهله لانه ممكن يدلك على اشياء اكبر
عرفت الحين ليه اعتبره دليل ومهم بعد؟
ناظره عمّار وهو يهز راسه بتكرار ونطق بجدّيه؛ عشان كذا دايم قضاياك ناجحه
ابتسم هُمام وهو يحطّ جوالها بكيس مخصص للادله معه واردف ؛ المهم بتصعد معي فوق نبحث عن ادله زياده والا بتحنطّ نفسك بهالمكان؟
هزّ راسه بالنفي عمّار ونطق ؛ يعتمد على اجابتك على سؤالي اللي بسأله لك الحين
ناظره هُمام بإهتمام ، واسترسل عمّار بكلامه ؛ البيت ذا لمين وليه متعب نفسك بالبحث فيه؟
نطق هُمام بنبره هاديه جداً اقرب للجديه وهو يسند كفّه على كتّف عمّار ؛ تذكر قضية الاب اللي يدور على بنته والبنت اللي حجزناها بالمركز ليوم وانكرت كلام ابوها ؟
ناظره عمّار بهدُوء ونطق ؛ ايه اذكرها ، بس ما فهمت للحين وش علاقة ذيك القضيه بالبيت المحترق ذا؟
اردف هُمام ؛ علاقته ان هالبيت هو نفسه بيت الاب اللي كان يدور على بنته
اللي ابي اوصله لك ان ابو البنت اللي حجزناها عندنا مات قبل تشوفه
ووقت حجزناها قالت لي كلام وما اخذته بجديه
قالت لي اني اخذتها من قدام بيت ابوها اللي يحترق وما سمحت لها تنقذه
المختصر انها تتهمني بأني متسبب بموت ابوها
ناظره عمّار بإندهاش وذهُول ؛ تتهمك !
على اي اساس ؟
ابتسم هُمام بضيق واردف ؛ لانها اوامري انا اللي طلبت منهم من يلقونها يجيبونها للمركز على طول واتوقع ما يخفاك هالشي لاني بذيك الليله دقيت عليك وارسلت لك صورتها وطلبت منك تدورون عليها
هزّ راسه عمّار ونطق ؛ طب اللي صار قضاء وقدر ليه مهتم تبحث وراها؟
تنهّد همام واجابه بـ ضيق ؛ القضيه ذي لو ما حليتها وعرفت من وراها راح ابقى متهّم فيها للاخير
وانا ارضى بكل شي الا ان احد يخليني سبب بموت احد يعز عليه
فعشان ينتهي هالموضوع وعشان ارتاح واعوض عن اللي سويته ابي اعرف الحريق هل كان فعلا بالصدفه او احد متسبب فيه وقاصد انه يقتلهم
اول ما وضحّ لعمار سبب اهتمامه بالقضيه تركه وصعد للطابق العلوي يدور على ادلّه تفيده وماهي الا ثواني حتى لحقه عمّار بإهتمام واضح عشان يساعده بذي القضيّه اللي مايعرف عنها غيرهم .
,
.

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now