22

13.3K 208 15
                                    


#على_نُورّ_الشفقّ_وعلى_وتر_القدر

'

سلمان بذات النبره؛ انا اصلا ما فكّرت أضمك لأصغر احلامي كيف أكبرها!
سكّت شوي وكمّل بسخريه وهو ياخذ ملفه ويمشي ؛ والله شرهتك كبيره ياسويّر
دخّل غرفتّه وتركّ الملف على أقرب مكان ، ورمى بكامل جسمّه على السرير
حط يمينه تحت راسه ويساره باسطها على متوسطّ بطّنه ،
إبتسّم بخفّه اول ما مر في باله ، ذيك اللحظّه الليّ إستشعر فيها رحمّة سويّر وطيبة قلبها الكبيره اللي ما يصّدق إن في هالزمن ممكن فيه شخّص نقيّ ورحيم وطيّب لهالدرجه
اول ما طّلع من الداخّل ولقاها بمنتصف حوشّه والقطط ملتمّه عليها تحديدا على الأكل اللي حطّته لهم وهي جالسّه قريبه منهم وتتأملهم وعلى ثغرهّا إبتسامه لطيفه وأسره لقلبه كثير،
وكأن اللي ياكل قطعه منها مو قطط مايربطها فيها سوى المكّان اللي إجتمعو فيه بالصدّفه
رحمتها وحنيّتها اللي إستشعرها بذيك اللحظه كانت كافيّه لحتّى تريّح قلبه وتخليّه يتأمل إنها بترحمه بيووم وتحّن عليه زي حنيّتها عليهم
لان قلبها أطيب وانقى من إنه يحقد ويكره ويشيّل على أحد ،
قلبها من شدّة نقاوته مستحيّل يسمح بأنه يحمل بداخله مشاعر غير هالمشاعر النقيّه والطاهره
قلبها اللي مستحيّل يتلوث بمشاعر البغّض والكره والحقد والأنانيه والتسلط وإنعدام الإنسانيه وغيرها من المشاعر اللي تجعّل الشخّص مكروه والكّل ينفر منه وما يحّب يعاشره او يتقرّب منه
قلب على جهته الثانيه وإنطلقت منه تنهيده عميقه تعبر عن صعُوبة ما يتعايشه حاليًّا
,
,
كانت جالسّه درّه تحّت نفس الشبّاك اللي كان شاهد على قصّة مازالت محفوره بذاكرتها للأبد
قصّه مختلفه بقلبها وبكل أعماقها
كانت جالسه نفس الجلسّه اللي جلستها قبل عدّة سنوات
واللي كانت ساحره لبطلنا الوافيّ ، واللي بسببها نسى نفسه ومبادئه بذيّك الليّله
ونفس اللي كانت تسويّه بذيّك الليله تسويّه اللحين ، تداعب كراستها بريشتها بعد سنين من الإحتراف والتعّلم لمّا صارت متقنه لكّل اساسيّات الرسم
تركّت رسمتها في نصّها وما قدرت حتى تكملّها من المشاعر اللي إجتاحتها من ضيّق وحزّن
مدّت نظرها للسماء فوق ، وتنهّدت وهي تسرح فيها بنظراتها وبِـ أفلاكها تحديداً وكلّ رغباتها وأمنياتها إنها تلمح طيفه فيها لعّله يُونس مابداخلها من وحشّه وإشتيّاق
وينهي الشوقّ اللي إبتلت فيه من اول لحظه فارقته فيها الى هاللحظّه
كميّة الشوق اللي بداخلها له ما تنوصف ولا تشرحها كلمات
مررت نظراتها على السماء وإتساعها ، وكأنها تقّول حتى السماء يالوافي ماتاسعها وش قد انا أهواك
إبتسّمت ببهُوت اول ما تراود لذهنها كلمات أغنيه إستشعرت بداخلها إنها تشرحها وتعبّر عن حالها بذي اللحظه بالضبّط وغنّتها بنبره حزينه وكلّها أمل بربها ما اصابها من لهفه وشوق عليه يصيبه عليها ؛
سألت من سوّاك ي أعز مخلوق
نصّ اللي في صدري من العشق يبلاك
وإن كان حبّك عوق انا راضي العوق
عادت نهاية هالبارت ببحّه مُؤلمه مع إختلاط دمعتها اللي إنهمرت من مشاعرها الثقيله على قلبها ؛ أنا راضي العوق
دامي عجزّت القى لي محبُوب يسواك
توقّفت عن الغناء وتمتمت بهدوء ؛ والله إنك وحشتني لين إمتليت من الوله قلب وعروق ، والأرضِ ما إستطاعت تشيّل أحاسيس درّة قلبك يالوافي
مسحّت دموعها اللي أعدمت رسمتها بوجع ، وشالت كراستها وادواتها
وقبّل لا ترجع للداخل ، شافت مكان وردتها المنزوعه والمدموره من بعدها ونطقّت بضيّق وهي تمسح على مكانها ؛ حتّى الذكريات اللي إربطت مابينا تدمرّت
وش حيلتيّ ما أتدمر من بعدك يا زارعها وساقيها
,
,
امّا سوير القلب ، اللي ظلت جالسه بمكانها من تركها لحد هاللحظه
نزّلت انظارها للأسفل ، وتبيّن لها طرف ورقه بيضاء ،طالعه من تحت الكنبه اللي بجانبها
انحنت لمستواها وسحبتها ومقصدها ترميها ، لكّن إنذهلت من تبيّن لها محتوى الورقه واللي كان صادم لها جداً
كانت عباره عن رموز وطلاسم غير معرُوفه
إبتلعت ريقها بخوف شديد ، من خمنّت معاني هالرموز والطلاسم المتوزعه بأماكن متفرقه بهالورقه
تسارعت بخطواتها للأعلى وهي ماسكه على طرف الورقه بقوه
دخلت غرفتها ونفضتها نفض ، كل زاويه فيها بعثرتها لكن ما حصّلت شي
ناظرت لسريرها واللي دايما ما تجدده قبل لا تنام ، إستبعدت الفكره اللي طرّت في بالها لوهله
لكّن سرعات ما ميّلت راسها بخفه نافيّه لإستبعادها
انسحبت لسريرها ونفضت المخاد نفض وما حصّلت شي رمتهم ، ومازالت تسكنها الغرابه والحيّره
متأكده من شكوكها لكن كيف تثبت ، كيف تلقى دليل على اللي تزعمه بداخلها
سقطت نظراتها على مطرحتها والمفرش حقها، وكانو هم أخر وسيله للإثبات
نفضتهم نفض وكسابقاتهم لاجدوى
جلست على سريرها بعد ما بعثرته ونطقت بأنفاس متقطعه هلوثّه؛ وين بلقاه وين حطّه ، بأي مكان خبّاه ياربي!
بعد مضّي دقايق ليست بالطويله ، طلعت وهي حامله الورقه وشادّه بقبضتها عليها بعنفّ شديد ، وكل تفكيرها تلقى الشي اللي تدور عليه
فتحت غرفته بهدُوء ودخلت ولجّل ما تفتح الأنوار عليه وتخرب تخطيطاتها ، جلبت معها مصباح يدوي صغير
خطّت خطواتها بهدوء بعد ما فتحت المصباح ، ونورّت على نفسها بكل جزء بالغرفه ، دورّت فيه على مرادها وما حصّلته
حسّت فيه يتحركّ اول ما فلت منها باب الكبت بالغلط واصدر صوّت ووجهت نور المصباح عليه ، وكان متعمقّ في نومه
زفرت بإرتياح وكمّلت البحث ، لمّا وصلت للتسريحه والكوميدانات القريبه من سريره وما حصّلت فيهم شي
عضّت على شفايفها ووجهت نور المصباح على وجهها بقصّد ونطقت بنبره خافته ؛ وش هالطاقه يانا بعد كل شي نفضته وبرضو بلا فايده ، وبعدين مالقيته بغرفتي بلقاه بغرفته وش ذا الغباء !
جلست بدون شعور على سريره وبدت تقفل المصباح وتفتحه على وجهها وتلعب فيه بعشوائيه لفتره
وسرعان ما فتحّت عيُونها بتركيز ونطقت وهي تربت على سريره وتمسح عليه؛ بس باقي مكان واحد ادور فيه وارتاح
وبالفعل ماهي الا ثواني وقامت ونفضّت جهة اليمين الكامله بسريره
سمحت لنفسها تصعد فوق سريره وتدور بالجهه اليسار واللي كانت مكان نوم سلمان
انسحبت له بخطوات خافته جداً ودورت حولينه وتحته وما حصلت شي
وباقي نقطّه وحده ما دورت فيها ولجّل تدوّر فيها مجبوره إنها تقرب منه بشكل أكبر
ترددت بالبدايه وكانت بتنسحب لكّن فضُولها وإنها تريح عمرها وتشيل الفكره من بالها تماما ،
اجبرها على تخطّي الحاجز
ثبتت يسارها عند صدره ورفعت يمينها وحطتها اسفل راسه ورفعته وثبته قريب منها وكانت قريّبه من إنها تسحب المخده اللي كان متوسّدها بيسارها لولا إنزعاج سلمان وحركته المباغته ، واللي كان م يشعر فيها وحاوط خصرها بإيديه الثنتين ظنّا منه إنها أحد مخداته ، لدرجه إختل توازنها وتثبتت على السرير وهي قريبه منه جداً
ولحسّن حظها تداركت الوضّع وابعدت يدها اليمين والا تهشّمت كليا من رمى راسه سلمان بثقّل على مخدته ، إلتقطت انفاسها وهي تشُوفه كيف محاوطها وشابك انامله ببعضها عليها وبقوه
تأففت من الوضع اللي حطّت نفسها فيه وقررت تحرر نفسها منه بأي وسيله ممكنه
رغم إنعدام المسافه اللي بينهم واللي مالها فرصه فيها لحتّى تتحرك بدون لا تحتك فيه
تحركت بخفه بكامل جسدها بمحاوله إنها تتسلل من بين إيديه
لكّن بدون لا تنتبه وبين ماهي مركزه فيه وبملامحه خوف منها لا يصحى عليها إحتكت رجولها برجله ، ممّا جعله يرفع رجله ويثبتها على رجُولها
توسعّت عيُونها بصدمه ، من الثقّل اللي حاوطها مع كل الأتجاهات
بدايةّ بإيديه لرجله اللي حكمت عليها بالإستقرار بمكانها
واللي إنوضع جزء منها أسفل ساقها تماماً ، معّلن عن فقد املها للتحرر
إنعفست ملامحها بإنزعاج من الوضع اللي حكمت فيه على حالها ، وحاولت بشتى الطرق تتحرر لكن ما فادها ابداً
حسّت بالتعب يتسلل لجسدها بالكامل من محاولاتها الكثيره زياده على تعبها اللي تحس فيه
بسطت أناملها على صدره بدون رغبه منها وإنما مجبره بسبب إنعدام المسافه وضيقها
إبتلعت ريقها اول ما رفعت انظارها وشعرت بأنفاسه تختلط مع أنفاسها
وشفايفه القريبه منها جداً بسبب حركتها بمحاوله منها للإفلات من بين أسواره
رفعت نفسها بصعوبه وسحبت المخده الثانيه بصعوبه جداً
وحطّتها اسفل راسها
إنجبرت إنها تناظره مو لرغبتها وإنمّا لأن كل بيبان المحاولات أغلقت امامها ولو حاولت تصد بتتعب وبتنكسر رقبتها
إستسلمت للأمر الواقع اللي إنحطّت فيه
ومن طُول نظراتها فيه حسّت بشعُور غريب جداً ، لأول مره تحسّ فيه ، لأول مره تتعرف على ملامحه عن قرب وسكُونه التام وهدُوئه وهي مابين أحضانه
لدرجه إن هدُوئه اصبح مزعج ومربك لها ، ويجعّل منها ما تسمع سوى دقّات قلبها السريعه واللي أصبحت مزعجه ومؤرقه لها
حطّت كفوفها على أذونها بمحاوله إنها تحجب الصوت عنها ،
لكّنها ما تدري إن دقّات قلبها لم تكن مسموعه لها ظاهريا ، انّما شعُوريا وداخليّا
مهما حاولت تحجبها ظاهريّا راح تسمعها باطنيّا
إرتخت يديها من فرط التعّب ، وتجرأت من فرّط شعُورها ومن الشي اللي داهمها بلحظة غفلّه ، إنها تقرب منه أكثر
وتلصق مقدّمه راسها براسه ، راغبّه بإختلاطها فيه للحّد اللي يشعرها بالإرتياح ، عوضّا عن محاولاتها للهروب منه
تسللت أناملها بتردد فضيع وحطّت على طرف شفايفه
تجرأت بحركتها ومسَحت عليهم بإبهامها برفق
إبتسمت وهي جاهله وش سر إبتسامتها ، وليه تجرأت تسمح لنفسها بالقرب الزايد منه
لكّن الأكيد إنها بغير وعيّها
تابعه لرغبات قلبها اللي جالس يسيّرها على ما يشتهيه ويهواه

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن