'

امّا عند شفق اللي كانت سالكه طريق طويل من كثر ما ركضت حست رُوحها مُنهكه واستندت على جدار احد البيوت بتعب ولاهي قادره تلتقط انفاسها اللي تعلو وتهبط بشكل متسارع من شدة تعبها وانهاكها لنفسها
حست بالماء ينساب بسهوله من على جبينها ورقبتها وجسمها بالكل من شدة تعرقها
انسابت على الارض بحرص شديد خوف من اي حركه بدون اهتمام تثر على ظهرها والكدمات الشديده اللي احدثتها طيحتها
شاحت بأنظارها يمينه ويُسرى لحتى تتأكد من خلو المكان تماماً
زفرت براحه وهي تنزل نظراتها للارض وتحتضن رجولها بخفه لصدرها وسندت جبهتها الملفوفه بالشاشه عليه بحرص لعده دقايق بمحاوله انها تسيطر على الانهاك الشديد اللي اعترى كل خليه بجسمها
مرت النص ساعه وهي على حالها رفعت راسها بإفتزار من الصوت اللي تخلل لسمعها اعتفست ملامحها بخوف شديد وربكه ورهبه من سمعت اصوات القطاوه  من حولها
ابتلعت ريقها بخوف وهي تتحامل على نفسها وتوقف لاجل تبعد عن هالمكان
اخذت تخطي خطواتها بهدوء وخطوه عن خطوه تسرع زياده لحد ما اصبحت خطواتها راكضه
سلكت طريق ماتدري وين يوديها لكنها سلكته خوف من اصوات القطاوه اللي تثبت بأسماعها تحديداً
توقفت بلا شعور من شدة الانهاك وهي تجثو على ركبتها
تلتقط انفاسها المتسارعه بشكل مخُيف لثواني معدوده
رفعت جسدها بتوازن  وقفت بإستعدال وثبات حتى تُكمل طريقها المجهول
الا انها ازاحت انظارها بلا شعور منها ناحية اليسار لتدرك عيونها مصيبه احد البيُوت
تصنمت بمكانها من هول الصدمه اللي اعتلت ملامحها
ارتجفت وارتعشت كل خليه بجسدها من طاحت عيونها على انتشار النار واللي استطاعت انها تشوفها من نافذة المطبخ اللي كانت تطل على جهة الشارع تحديدا ابتلعت ريقها بخوف ليتبعها صرخه اشبه بصرخة اختناق بعدما ادركت عيناها ان اقداماها ساقتها لبيت والدها تحديداً
وقفت قبال البيت وهي تشوف جدران البيت تتآكل بالنيران
صرخت بفجعه وهي تتقدم بخطواتها ناحيه البيت؛يبهه
ما امداها تكمل صراخها الا برجال الشرطه اللي مسكوها وهم يسحبونها لسيارتهم تحت مقاومتها وصراخها العنيف من انهم يتركونها وتحت انظار الناس المنتشره حول البيت
واللي اخذت افواههم تتراوح بالنطق مابين همسات واصوات متخافته مسموعه للبعض منهم ؛ الله يستر ،
وش هالبنت الله يكفينا الشر !
وش مسويه ليه ياخذونها
قالت يبه شكلها بنتهم ,
ارتفع صوت اخر قائل ؛كفانا الشر شكلها هي المتسببه بالحريق
ارتفع صوت اخر ايضاً بإستعجاب؛ اعوذ بالله وش من بشر ذي تحرق اهلها!
ليعتلي من بينهم صوت رجل مسن حاد اخرس افواههم وبيّن تفاهةة عقُولهم ؛اتقوا الله بانفسكم
الناس تتشوى بنار الله وانتم تحللون على هالمسكينه!
خلال هالاثناء وصلت سيارات اطفاء الحريق وسياراة الاسعاف وبشكل فوري بدوا بإطفاء الحريق وانقاذ الموجودين بالداخل واسعافهم بالذهاب بهم للمستشفى ,
,
المركز
جلسوها على الكرسي وثبتوها وهم واقفين وراها ويراقبونها بحرص لانها مجرد مهمه توكلت لهم من هُمام
اللي بأقل من دقايق انتشر خبر وجوده ليقف له الجميع بإنتباه واحترام وكلاهم رافع يديه لإلقاء التحيه من شدة هيبة وعظمة هذا الرجل اللي واقف آمامهم
لينطق احدهم بهدوء ؛ حضرة العقيد الأمانه بإنتظارك!
التفتت عليه هُمام بهدوء وازاح انظاره عنه واتبع طريقة ناحية مكتبه
انفتح الباب ودخل هُمام والتفت كل من العساكر  المرافقين لشفق ليقفو بثبات ويلقوا التحيه للعقيد
تراجعو خطوتين للورا كما اعتادوا
وامّا هُمام اللي انزاحت انظاره بشكل تلقائي لشفق اللي ثابته على الكرسي رغم الزلازل والبراكين الثايره بداخلها
اردف بنبره جامدده شامخه وهو يزيح انظاره عنها ؛ وين حصلتوها؟
نطق احد العساكر بخفوت واحترام؛ بحي ال..
ناظر فيها همام بدهشه لثواني من انها مشت كل هالمسافه
وناظرها بإندهاش
لكن سرعان ما عقد حواجبه باستغراب من شلالات دموعها لكن ما اهتم
التفت عنها وهو يلتقط جواله لاجل يخبر ابوه انهم حصلوها
الا انه رفع حواجبه بدهشه من اخترق مسامعه صراخها لما نطقت بنبره الم واضحه بصراخها؛باي ذنب جايبيني هنا!!
التفت لها هُمام وناظرها من فوق لتحت
وناظر بالعساكر يلي خلفها واللي مو اقل منه صدمه
كيف بنت تتجرأ وترفع صوتها بحضور العقيد هُمام!! نطقت شفق من جديد وهي تحس بروحها انهلكت تماماً؛ابي ارجع بشوف ابوي طلعوني والله ماسويت شي
ناظرها هُمام لثواني ورفع حاجبه ونطق بنبره استفزاز؛منحاشه منه وتبينه الحين؟
ماتخافين ربك انتي!
ابوك تعب وهو يدور عليك وانتي بسهوله تهربين!
مارحمتي حتى ضعفه وقله حيلته!
اعتلى غيضها من كلامه المصفف بجهل كبير ورفعت راسها واعتلى صوت صرختها بوجهه بإحتراق ؛ ابوي تركته بجوف البيت!
ابوي تركته بين لهيب نيران مشتعله بسببك !
تعقدت حواجبه بإستغراب من كلامها والتفت ناحية اتباعه واردف بصوت شبه حاد ؛ شقاعده تخربط ذي !
افتزت اجسادهم برعب من حدة صوته وانفعاله
وامّا هو اكمل بنفس النبره ؛ ما تنطقوووون!
فيه شي م اعرفه!! وين لقيتوها!
ومن وين جبتوها!
نطق احدهم بإرتجاف ؛جبناها من قدام بيت مندلعه فيه النيران!
اتسعت صدمته والتفت على حدة صوتها المخنوق لمّا نطقت بنبرة تهديد له ؛ احرقك بنفس النيران اللي انحرق فيها البيت لو صار لابوي شي والله لاحر..
قاطعها من صرخ بوجهها بحده لدرجه ارتعبت بخوف وكمشت على نفسها ؛ ابلعي لسانك والزمي حدودك!
انا اهدد ما اتهدد يا بنت ابوك!
رفعت راسها له بجرأه وثبات وهي شاده على قبضة إيديها وتناظره بتحديق وكُره!
اما هو نطق بإستخفاف وهو يناظر فيها ؛ تتركين ابوك يدور عليك بالشوارع وما خفتي !
وجايه الحين تهدديني وتمثلين خوفك عليه!
كان فكرتي من البدايه وش مصير ابوك بسواياك!
حست ان كلامه وكأنه طاعون يسري بجسمها من قوة تفننه بتصفيفه وقوة إسقاطه عليها بدون رحمه
قامت على حيلها الا ان قواها خارت بلمح البصر واقدامها ماعادت تساعدها على الوقوف
حست بدوار فضيع يداهمها وهي تحط يدها على راسها تضغط عليه بخفه
ما مرت ثواني كثيره على ذلك وهي تفقد وعيها وتطيح على ارضيه المكتب البارده من غير حول ولا قوه
اعتلت صدمتهم ثلاثتهم بنفس الوقت امّا هُمام اللي ابتلع ريقه بخوف وكأن هالموقف مر عليه ومو جديد
جسد هزيل طايح على الارض وحوله ناس كثير ملتمه هالشي مطبوع بذاكرته ومستحيل ينمحي منظر مُهيب لقلبه ومخُيف ويوجعه كل ما شاف اشخاص بنفس الموقف
هز راسه بعشوائيه يبعد الافكار السوداويه والموجعه اللي تخللت لذاكرته وانحنى بحركه سريعه على الارض وهو يحط يساره تحت عنقها ويرفعها بخفه
شالها بكلتا يديه وهو يقوم على حيله ويمر من بينهم وهو يدفعهم بعدم اهتمام
اتجه للاريكه واللي هي مكان نومه المعتاد اذا واجهته مهمات كثيره لدرجه تجبره يقضي اغلب وقته بمكتبه
سدحها عليه بخفه وهو يسند راسها بحرص شديد على المخده
التفت عليهم وبحزم وعيونه ترمقهم بحده؛دراما هي!
صافنين فوق راسي!م تطلعون تشوفون شغلكم!
فزوا بخوف من صوته وتحرك واحد منهم واصطدم بالثاني بعشوائيه ممّا ادى لإختلال توازنهم تحت نظرات هُمام الحاره لهم وطيحتهم على الارض
قامو بسرعه رغم توجعهم الشديد متجاهلين كل شي خوفا من هُمام وبطشه وانفعالاته اللي م ترحم من يتعرض لموقف اشبه بالجنون
قفلو الباب وراهم وكأنه اصبح سد منيع بينه وبينهم
امّا هُمام اللي ارتخت ملامحه واستدار بنظراته لشفق وهو يزفر بإرتياح ان اللي صار مجرد ارهاق بسيط وهو اللي عرضها لإختلال كل ما فيها وانهياره وكأنها جثه هامده
ابتعد عنها واتجه بخطواته للكرسي المقابل لها وهو يجلس يسترجع كل الاحداث اللي صارت لحتى يطلع منها بشي يفيده ويفهم وش اللي جالس يصير بالضبط!
يحس انه محاط بدائرة الغاز لا نهايه لها واكبر لغز يواجهه
هالبنت اللي قدامه كيف ابوها يدورها وهي تقول ما هربت منه وكيف بالصدفه تكون عند بيت محروق ويطلع بيت ابوها!
يحس فيه شي ناقص!فيه شي غامض ولازم يعرفه
تنهد بعمق يبعد الافكار اللي اتعبته!
وهو يستند بثبات ويغمض عيُونه بمحاوله لإراحه جسده المنهك من تلك المغامرات الكبيره اللي تعرض لها اليوم بالبدايه آماليا وقصة الشاب اللي شافه معها وهو حبيبها صدق والا مجرد خطه لإبعاده وتاليها العم نعمان ونفس البنت اللي قال انها بنته تطلع بنت شخص ثاني واخرها نفس البنت المفقوده ولغزها المحير وسر ارتباطها بالعم نعمان ووالدها المزعوم!
,
,
4:00صَ
قام من على السرير بعد ما جافاه النوم بسبب طيوفها اللي زارته بدون سابق إنذار وصحّت فيه مشاعر مكبوته قدر انه يسيطر عليها ويجعلها خامله بداخله لسنوات عديده لحتى ما تأذي مشاعر من حوله بدون قصد ليستبدلها بإبتسامات مزيفه واهتمام اشبه بإعتيادي لا اكثر اهتمام لايشعر بأنه اتى من داخل آعماقه ابداً
تنهد بضيق وهو يبعد اللحاف عنه ويطلع من الغرفه بعد ما اشاح بنظراته لزوجته اللي نايمه براحه لدرجه استوطن داخله شك انّه ما سكن بداخلها شي يربكها اويحرمها نومها او يغزوها ويقلب حياتها بيوم ''ولكن الشك اللي استوطنه اصبح مثل اللعنه اللي انتركت منه لها بدون قصد '' صد بنظراته للباب وهو يطلع تقدم بخطواته بإتجاه الشباك العريض واللي متوسط جدار صالته العلويه
وقف قباله وهو يزيح الستاره عن انظاره ليبان له نور الفجر الوضاح ونسماته العليله
تنهد بعمق وهو يهمس بخفوت؛لعلك يا صباح اليوم تنسيني مساء البارح
.
.
حست بإنزعاج من لامست نسمات البرد جسمها النحيل وبدت تتقلب وهي مازالت نايمه بعُمق تحت انظار هُمام اللي كان صاحي من بدري وينتظرها تصحى
قام بخطوات ثابته وهو ينحني لمستوى الارض ويسحب اللحاف اللي طاح من عليها من كثر حركتها بالليل والواضح انها كانت تعاني من كوابيس مزعجه
رفعه وهو يسحبه عليها بلطف ويغطيها
استعدل وهو يخلل اصابعه لبين خصلات شعره بعشوائيه وطلع بعد ما شعر بداخله انها مستحيل تصحى اللحين فقد الامل انه يعرف منها اي شي وقرر يعرف كل شي بنفسه وبطريقته الخاصه
على طلعته صادف عمّار احد اتباعه واقرب شخص له بشغله ويمكن الشخص الوحيد اللي سمح له هُمام يقرب منه تحديداً
ابتسم عمّار على شكله المبعثر واردف بنبره مازحه ؛ يا الله صباح خير طالع من هوشه؟
هُمام بتنهيد ؛ ماهي هوشه بقد ماهي مصيبه وحلت على راسي
عمّار ؛ ياساتر!
هُمام ؛ انتظرني بمكتبك على م ارتب بعثرتي واجيك
عمّار هز راسه بطيب وهُمام اتجه بسرعه لدورات المياه '' يكرم القاريء '' امّا عمّار اللي اتجهت انظاره صوب ركن القهوه الخاص بهُمام واسرع بخطواته وهو يضبط قهوتين له ولهُمام
خلص واتجه لمكتبه على طول وهو ينزلهم ثنتينهم على احد طاولات مكتبه وجلس ينتظر هُمام اللي ما طول
حتى جاء
دخل بهيبته وبشمُوخه لكن من يصير هو وعمّار بروحهم
يصير شخص ثاني لانه عمّار عند هُمام مو مجرد تابع له ويشتغل تحت امرته بالعكس حاطه بمقام الاخ واكثر لذا يحس بالأريحيه بتعامله معه
تقدم بخطواته وهو يجلس قبال عمّار بهدوء
على مدة عمّار له بقهوته وبهمس ؛ زي ما تحب على الله تعجبك!
هُمام ابتسم وهو ياخذها منه وبمرح؛ ماهي قضيتنا الاساسيه وانت عارف
عمّار وهو يستند بظهره للوراء ؛ إيه اسلم وش المصيبه اللي حلت عليك؟
هُمام ؛ البنت وقضية ابوانها الثنين!
عمّار تعقدت حواجبه بغرابه ؛ هها!
هُمام ارتشف من قهوته رشفه ونزلها على الطاوله وهو يحرك إبهامه على الكوب بعشوائيه ؛ اسمع!
بشرح لك السالفه من البدايه
امس بالليل مو كان عندي قضيه بالمستشفى تصادفت مع العم نعمان هناك وسألته وش جايبك من باب اني اتطمن عليه!
قال ان بنته تعرضت لوعكه صحيه ومن هالكلام
المهم بوقتها ابوي دق علي ويقول ان فيه بنت مفقوده وان البنت ما كمل لها 24 ساعه من اختفت ويبيني اتدخل بهالموضوع لحتى المركز يساعدون بالبحث عنها
انا بالبدايه ما اهتميت وقلت ماهي من مسؤوليتي وتركت الموضوع ولا فكرت فيه من اصله
انتهى شغلي وطلعت برا اشم شوية هوا الصدفه ان البنت اللي قال عنها العم نعمان انها بنته كانت تحاول تهرب من المستشفى!
استغربت لكن تجاهلت بالنهايه البنت مالي دخل فيها وعندها اهل هم اولى بالإهتمام فيها
بنفس الوقت اللي هي هربت فيه ابوي ارسلي صورة البنت المفقوده والصدمه انها نفس البنت اللي هربت من المستشفى!
ووقتها انت تعرف اللي صار
لكن الصدمه الاكبر ان البنت تقول انكم ماخذيني من قدام بيت ابوي اللي كان يحترق!
الحين انا اصدقها هي والا اصدق العم نعمان والا اصدق الابو المجهول واللي كان يبحث عن بنته والا اصدق البيت اللي قالت انه بيت ابوها ويحترق!
عمّار اللي تعقدت حواجبه بحيره وصدمه اردف بهدوء بعد تفكير ؛ مالك الا تتأكد بنفسك
هُمام ؛ شلون! وكل هالتعقيدات الموجوده!
عمّار ؛ عند ابوك حلها
هُمام هز راسه بالنفي بسرعه ؛ لا لا مستحيل
عمّار بتعقيد حاجب؛ وليه مستحيل!
هُمام ؛ من الاخر عندك حل غير ابوي؟
عمّار ؛ اسهل الحلول ما تبيها ! يا حبك للتعقيد
هُمام قام بإنزعاج وهو ياخذ قهوته معه وبنبره جامده؛ احل الموضوع بنفسي
عمّار ابتسم بخبث ونطق بنبره مازحه؛ ما بيطول مهربك مردك له
هُمام التفت عليه بتحديق ونطق بثقه؛ نشوف!
طلع من عنده بسرعه وامّا عمّار ضحك بخفوت ونطق ؛ بسيطه لكن يحب يعقدها!
,
خلال هالاثناء وبزاويه اخرى فتحت عيونها وسكرتها بإنزعاج من الاصوات اللي تخللت لسمعها وهمست وهي مازالت مغمضه عيونها ؛ ي ليل الازعاج ماتخلون الواحد ينام!
سرعان ما فتحت عيونها على اوسعها وهي تقوم بصدمه من انفتح الباب وطاحت عينها على هُمام اللي توه دخل
كانت توهم نفسها ان كل اللي صار مجرد كابوس مزعج ومن فتحت عينها انتهى
لكن صوت الباب اللي انفتح بحده والاريكه اللي هي نايمه عليها صحتها من خيالاتها على واقعها المرير
فزت وهي تقوم على طولها من نطق وهو رافع حاجبه؛ يا مصيبه وحلت علي
اخيرا صحيتي!
ناظرته بتحديق وهي تنطق بغيض؛محد مصيبه على الثاني غيرك!
هُمام ضحك بإستخفاف وهو يبعد خصل شعرها المبعثره عن وجهها ويرجعها خلف اذنها وبنبره جامده؛رتبي بعثرتك!
وبعدها نتواجه!
شفق اردفت بكره وهي تدفعه من امامها بكل حيلها لكن قواها خانتها ما تحرك فيه ساكن ما زال صامد وواقف قدامها
ضحك وهو يمسك كتفها ويدفعها عنه بقوه؛ضعيفه ما تقوين حتى على تحريكي ربع سم
اشتدت قبضات إيديها بغيض منه وهي تنطق بشبه إحتداد ؛ حل عني جعل يحل عليك الف مصيبه ومصيبه!
هُمام ؛ اذا مثلك وشرواك فيا سهل المصايب!
ابتعد من امامها بإستخفاف ؛ روحي عدلي بعثرتك واصحك تفكرين بالهرب !
شفق بنرفزه وإنفعال وهي تسرع بخطواتها بإتجاه الباب؛ على اساس بنتظرك تسمح لي !
ما امداها بتوصل للباب الا سحبها مع بلوزتها من الخلف ورجعها حتى مادعمت بصدره وهو يناظر فيها بتحديق واردف بحده ؛ اتقي شري !
شفق بإستخفاف ؛ تراك ماخذ بنفسك مقلب بزياده!
هُمام برفعة حاجب وهو يمدد بحروف كلمته؛ ما سألتك!
شفق بسخريه وبصوت خافت ؛ مريض
وبحركه سريعه منها فلتت نفسها منه بالقوه وهي ترجع بخطواتها للخلف ؛ انت ماخذني من قدام بيت ابوي اللي يحترق على حسب كلامك لان ابوي يبحث عني!
ابي افهم ليه تناقض كلامك ليه م تخليني اروح لابوي وتفكني من شرك!
هُمام بسخريه وهو يحرك سبابته امامها بلا ؛ بإختصار لاني مو مصدق كلامك! ولاهو ماشي علي!
وش يضمن لي انك تقولين الحقيقه !
يمكن هذي فرصه من اختراعك حتى تهربين من جديد!
شفق ناظرته بإستحقار وهي تنطق بحرقه؛ انت مريضضضض وش اهرب!
فيه شخص يتفاول على ابوه بالشينه!
اقولك بيت ابوي احترق قدام عيني ما تفهم!
حالتي ذي ما تشرح لك اللي انا فيه!
هذا شكل وحده تكذب وتقتنص الفرص على قولتك!
هُمام بإسترخاء ؛ فرضاً صدقتك وقلت ان البيت اللي احترق كان بيت ابوك ممكن تقولين لي العم نعمان وش مبرره بالكذب لحتى يقولي انك بنته!
شفق ناظرت فيه بتعقيد واردفت بغرابه؛العم نُعمان!
هُمام؛ إيه!شيقرب لك!
شفق؛ما يقرب لي !
هُمام ؛ اجل ليه يقول انك بنته؟
شفق هزت اكتافها بعدم معرفه ثم اردفت بعد تفكير؛يمكن لانه ما يبي يقول لك الحقيقه واني بنت شخص كان يشتغل عنده من زمان حارس!
هُمام ؛ يعني العم نعمان شخص غريب وابوك الحقيقي؟
شفق بنبرة ضيق وهي تناظره بتحديق ؛ كم مره اقولك ابوي تركته بين نيران مشتعله ما تفهم انت تنكه!
هُمام ضحك بإستخفاف ؛ اذلفي اجل لابوك ولا اشوفك!
شفق اللي ما صدقت خبر انسحبت من امامه بسرعه وهي تطلع
امّا هو ابتسم بخبث وهو يمشي وراها وبصوت شبه عالي وهو يامر اتباعه؛ اعترضوها!
لفت عليه بصدمه مستنكره التناقض اللي جالس يعيشه ذا الادمي توه من ثانيه سامح لها تطلع واللحين يوقفها ناظرت فيه بغرابه تنتظر منه تفسير للي يسويه
امّا هو ناظرها بإستعجاب منها وبرفعة حاجب وهو يأشر بعيونه على شكلها المبعثر ؛ احد يروح لابوه بهالشكل!
شفق اردفت بسخريه؛ والله انك فاضي !
م يهمني بقد ما يهمني اشوف ابوي!
هُمام هز اكتافه بعدم مبالاه ؛ كيفك !
تقدم بخطوات ثابته لها وهو يمسك ذراعها ويسحبها لبرا
متوجه فيها لسيارته
فتح بابه الآمامي واشر لها تركب واردف ؛ مثل م انطلب مني ابحث عنك مطلوب مني اوصلك لابوك بنفسي!
شفق بنبرة شك ؛ لا تبرر وتخترع لك اعذار واضح انك مو مصدقني!
هُمام بإبتسامه طفيفه؛ الذهانه اللي الله يحرمنا منها
استعجلي بس!
ناظرته بإستعجاب وركبت لان توصيله لها يختصر عليها مسافة طريق طويل
رد الباب من ركبت واتجهه للجهه الثانيه وهو يركب ويحرك
بعد مرور عدة دقايق وصل هُمام وبدون اية مقدمات شفق فتحت الباب ونزلت
تمنت ان عيونها خانتها والظلام ساعدها واوهمها بإنتشار  النيران
لكن الصباح ونوره اكدوا ما شافته عيونها بليلها
نزلت دعمه حرقت خدها وهي تهز راسها بالنفي بعدم تصديق وهي تتمنى بداخلها انهم اسعفوهم وانهم ما زالو على قيد الحياه
تقدمت بخطوات ثقيله بإتجاه البيت تحت انظار هُمام المصدوم من البيت اللي اغلبه تفحّم باللون الاسود
إبتلع ريقه بخوف وربكه وهو يشوفها تتقدم ناحية البيت وبشكل يرثى له
تبعها بهدوء وهو بداخله يتمنى انهم نجو على الاقل
على رفعة يدها بتفتح الباب الخارجي وتدخل الا وصلها صوت هُمام من خلفها وهو يسأل احد الجيران من لمحه ماشي حولهم ؛ لو سمحت وش صار هنا؟
استدارت عليه بجسمها بترّقب وحماس لعل هالاجابه تطمنّ قلبها المرعوب على اهلها
نطق الرجال بهدوء ؛ صار اندلاع حريق هنا زي ما تشوف
هُمام بتساؤل ؛ والعائله اللي كانت فيه وش صار عليهم؟
الرجال بنفس النبره ؛ الاسعاف من وقت الحريق جاء ونقلهم لمستشفى قريبه من هنا
هُمام بحرص ؛ وحالتهم ؟
الرجال هز راسه ب اسى ؛ الله العالم فيها ما عندي خبر عنهم
هُمام وهو يتنهد وعيونه على شفق اللي ترجف بخوف من اللي سمعته؛ تمام الله يعطيك العافيه
امّا هُمام اللي هزه منظرها ورجفتها وعرف حجم غلطته اللي ارتكبها بحقها
اتجه لها بخطوات هاديه وهو يوقف قبالها
مد إيديه بتردد وحاوط بكفوفه كتوفها الراجفه وبنبره لعلها تزرع بداخلها بعض من اللإطمئنان ؛ تطمني ، بنروح لهم الحين وبتتطمنين عليهم بعينك
مافيهم الا العافيه صدقيني
الا انها ابداً ماحست بالطمأنينه من كلامه انمّا تدبل خوفها عليهم بداخلها
ازاح يدينه عن اكتافها ونطق بخفوت ؛يلا خلينا نروح للمستشفى
ناظرت فيه لثواني ومشى هُمام وهي بقت مكانها واقفه
التفت ناحيتها لمّا ماحس بخطواتها وحصلها بنفس مكانها
رفع حواجبه ونطق بخفه؛يابنت!
هزت راسها شفق بطيب وهي تتقدم بخطوات هاديه جدا لمراوغته فقط وعدم توضيح نيتها الأساسيه بالهرب
وبمجرد ما التفت مكمل طريقه استدارت للخلف وهي تركض بخطوات سريعه نحو احد البيوت وتسلك ممر ضيق مُظلم جدا
خلال هالاثناء وصل هُمام لسيارته وهو يلتفت ناحيتها وعقد حواجبه لمّا ما شافها
تلفت حوالينه وزادت صدمته اكثر
ناظر بالبيوت وهو مايشوف فيه بينها فراغات تقدر تمشي فيها انمّا كانت شبه متلاصقه
عقد حواجبه من اختفائها السريع والمفاجيء
تنهد على صوت جواله وهو يطلعه من جيبه
ناظر للاسم وهو يرد عليه بسرعه وينطق بإحترام ؛امرني
قفل منه بعد لحظات وهو يتوجه لسيارته ويركبها ويحرك بسرعه لتنفيذ اوامر الفريق اول اللي امره فيهم
,
,
وصلت لاخر الممر وطلعت من بين البيوت زفرت بإرتياح لانها قدرت تتخلص من هُمام المُذنب بحقها بحسب ظنها
تنهدت وهي تلتفت بنظراتها حوالينها تبحث عن وسيله تساعدها للوصول للمستشفى بأسرع وقت
زفرت بخيبه من شافت الشارع يسكنه الهُدوء التام وكأن المدينه خاليه من اي كائن بشري
قوست شفايفها بضيق محتل كل تفاصيل ملامحها وبنبره تُلوم فيها حالها على تصّرفها الغير مدروس منها؛ فضلتي الهروب منه على مساعدته لك والحين اكليها يا بنت ابوك!
خلال هالاثناء سمعت صوت خطوات اقدام حولها
التفت بربكه وتوتر وخوف لكن سرعان ما ابتسمت وهي تتقدم بخطوات سريعه له ؛ تكفى ساعدني
خلال هالاثناء كان منحني للارض ويتأكد من وضع دبابه
رفع راسه للاعلى على صوتها
كان بينطق ويسألها الا ان الكلام والسؤال اختنق بداخله ولسانه انخرس امامها
ابتلع ريقه من طاحت عينه عليها صفن فيها وبجمال
ملامحها اللي اسرت قلبه بلحظه وبدون ادراك منه قدرت تعيقه عن الحراك تماماً ما يتحرك فيه الا عُيونه اللي جلست تتفحصها بإنجذاب وبلا وعي!
امّا شفق اللي رفعت حاجبها بغرابه من صفُونه امامها وبدون لا ينطق برد يريحها
اقتربت منه وهي تلوح بيمينها امامه واردفت بصوت هادي

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now