جالس فوق اعلى قمم التله وسارح باللي قدامه بضيق آسر وعيونه كاسيها الحزن والذبول ارتخت ملامحه من حس بأحد يحط يده على كتفه ويجلس بجنبه ؛ علومك ي الوافي؟
التفت الوافي عليه وبنبره هاديه؛ م اظن تخفى عليك علومي ي ابوخالد !
ابو خالد بنفس النبره ؛ م تخفى لكن علها تتبدل ياخوك
الوافي ناظره وسكت وكأنه يعاتبه على دعوته اللي نطقها واللي ماهي محببه لقلبه ابدا
بعد ثواني من الصمت نطق الوافي بنبره تساؤل غريبه؛ تبيها؟
التفت ابو خالد بتعقيد وعدم فهم؛ وشهي؟
الوافي؛ البنت اللي خطبوها لك!
امداك تنساها؟
ابوخالد هز اكتافه بعدم معرفه؛ مدري لكن الله يكتب اللي فيه الخير
الوافي ؛ آمين ، لكن صارحني انت لك رغبه فيها والا مجبور عليها؟
ابو خالد ؛ لا ذي ولا ذي
الوافي برفعه حاجب ؛ شلون؟
ابوخالد ؛ ايفاء بالنذر اللي اخذته على نفسي
الوافي بإستنكار وعدم فهم ؛ وش تقصد؟
ابو خالد ؛ السالفه اللي صارت من 6 شهور تذكرها؟
الوافي بصدمه ؛ السالفه اللي صارت لك مع بنت جـابر الفيّاض بس شدخلها بخطبتك!
ابوخالد؛ هي اللي خطبتها بسبب النذر اللي نذرته على نفسي
الوافي ؛ شقاعد تقول وش نذره؟
ابو خالد قام ؛ راح تعرف كل شي لمّا يجي الوقت المناسب
المهم لا تنسى جمعتنا بعد اسبوع مو تسحب زي كل مره !
الوافي ؛ بحاول بس م اوعدك بشي
ابو خالد ؛ راح تجي ي الوافي لا تزعلني منك؟
الوافي قام معه بهدوء ؛ تم كلش ولا زعلك ي صاحبي
ابو خالد ابتسم ؛ انا اشهد انك كفو
الوافي بضحكه خفيفه؛ طالع عليك ي نشبة حياتي
ناظره خالد بتحديق وكمل الوافي من شاف نظراته ؛ الحلوه
ضحك ابوخالد وهو يستعدل بثقه؛ ايوه خلك كذا تعجبني
الوافي هز راسه بتسليك ومشى وهو خلفه ,
,
دخل على امه والجوهره ولقاهم كالعاده جالسين يتقهوون ويسولفون وحوارهم حديثهم طبعاً عن اشعاره وردُود فعل الناس عليها وكيف هم مبسوطين باللي وصل له الوافي بوقت قصير تنهد بإبتسامه وهو يتجه لهم ؛ مسهم بالخير
امه والجوهره بنفس الوقت ؛ مُسيّت بالرضا والسرور ي الوافي ، حياك معنا
الوافي هز راسه بالنفي ؛ عليكم بالعافيه ابي ادخل اريح
تنهدت امه بضيق وهمست ؛ الله يسامحك ي دره
تركتي لنا الوافي جسد تحييه اشعاره
ولولاها ماعاش
تنهد بضيق اول م سمع همس امه وهو يكمل يصعد بتمثيل للا مبالاه .
..
الـسـاعـه 7:00مَ~
مجتمعين كلهم وينتظرون وصول الوافي اللي تأخر عليهم
التفت واحد منهم بملل على ابوخالد؛قلت بيجي ي ابوخالد وينه طّول؟
ابو خالد؛بيجي لا تصير عجول ي حسام باقي معانا وقت
التفت ابو خالد وكلهم بنفس الوقت على صوته لمّا نطق بجهُوريه؛اسف تأخرت عليكم
ابو خالد ابتسم؛لا ابد يا الوافي المهم انك وفيت بوعدك وجيتك وهذي تحسب لك ياخوك
اشر على يمينه وهو يربت عليه؛ تعال هذا مكانك
الوافي بعد م القى السلام عليهم كلهم راح وجلس بجنب ابوخالد وتحديداً بوسط المجلس
تنهد بخفه وهو يمد يمينه وياخذ فنجال القهوه من القهوجي وينزله قباله
التفت على ابوخالد وبعتب؛م قلت لي سبب هالجمعه وش؟
ابوخالد؛لا تصير عجول انت بعد راح تعرف الحين تقهو وعيّن من الله خير
الوافي بشبه حده وبخفوت؛ي كثر اسرارك
ابو خالد اشر له على قهوته بمعنى اشربها وخلّ الحكي الفاضي
مد يمينه وارتشف منها وهو يوزع انظاره عليهم رغم قلتهم الا انه ارتبك من نظراتهم اللي اكلته
ابتلع ريقه بصمت وهو يتجاهلهم ويكمل قهوته
مر الوقت عليهم م بين السوالف والمُزوح لدرجه الوافي م حس بنفسه وهو ياخذ ويعطي معهم وكأنه يعرفهم من زمان عجبته السمره وعجبته السواليف اللي نسته ضيق قلبه لو شوي وصار يضحك وكأنه خالي من الحزن تماماً
قاطع هالسوالف واحد منهم لمّا التفت على الوافي واردف بحماس؛اجعل ختام سمرتنا مسك وسمعّنا ي الوافي من اشعارك؟
الوافي ابتلع ريقه بربكه؛ماعندي الا اللي تسمعونه ويتناقل بين السنة الناس امّا غير مابعد هيض قريحتي شي عشان تسمعه
خلال هالاثناء قام ابوخالد وواردف واحد منهم بصوت شبه عالي مما اثار الدهشه والصدمه على الوافي ؛ سمعت انك بترجع للديره يا ابو خالد هاليومين؟
توسعت عيون الوافي بصدمه وعرف من نظرات ابوخالد للي سأل انه م كان يبيه يجيب طاري بوجود الوافي
التفت على الوافي اللي تحولت ملامحه لضيق وتبدلت إبتسامته لعبوس وهاضت عنده المشاعر المخفيه
وهو يرفع يمينه ويمسح على خشمه بضيق يداري دموع ضعفه تجاه حُبه اللي اندثر ولا تهنابه
نزل يديه وهو يلتفت عليهم بتنهيده ثم اردف بحرقه ونبره حزينه وبصوت شاعري يوصف مشاعره المكبوته؛
يا مسافر لديرته وقف على بابه
وشف باقي الوردتين اللي تحت بيته
زرعتها العام يوم الوصل نحضابه
واسقيتها كل م جيته ومريته
سكت لوهله وكمل بنبره ذابله مهزوزه بعد م سحب نفس عميق لصدره وزفره بتنهيده؛
ليكون ذبلت مثل ما ذبلو احبابه؟
لي عام من سطوة الهجران م اسقيته!
ي ويل حالي على شوفه وترحابه
يوم المساء يختصر نفسه اليا جيته
كتم غصته بداخله وهو يستذكر كيف كانت حياته معها وكيف كان الوقت يمر بسرعه ويتمنى بنفسه يوقفه عشان تطول الثواني والدقايق وهو معها لو كان يعلم بأنه بالنهايه بينحرم منها ما كان هذا حاله كمل بنبرة ضحك وكأنه يضحك على حاله كيف كان والحين كيف ؛
والساعه تمر كل م ترمش اهدابه
عقارب الوصل منلفته في توقيته
كنت اترجى الثواني ترخي اعصابه
ويزوّد شوي في وقت تمنيته
عض على شفته بضيق وهو يتذكر احلى عامين مرو عليه بحياته من كثر م كانت غامرتهم السعاده كان يقول لكل من يشكي من همه او ضيق بداخله انه كذاب لانه كان يشوفهم من منظور نفسه وكيف كانت السعاده طاغيه عليه لدرجه م لاحظ ان فيه هموم بهالدنيا ابداً وكمل بنبره قاسيه عليه؛
عامين وانا معه والناس مرتابه
كلن على همه دنياه وتناهيته
عامين وانا اقول الناس نصابه
يشكون ضيق الحياة اللي تناسيته
وانا معه كنت غير الناس بأسبابه
م فيه موال للفرحه م غنيته
قام من عندهم بسرعه من طرت في باله اول ذكرياته معها واول شعور سكن قلبه وغير حياته من بعده شعور حب الدُرّه اللي سكنت م بين شريانه والوريد واللي تسمت نبضات قلبه بأسمها كل م صعد للتله وجلس يقصد فيها وكأنها تسمع صوته ومن يرجع يشوفها ويقولها الابيات تتغنى فيها بصوتها اللي زين كل بيت بعيونه حتى لو انه مب حلو في بداياته الا انها حببته بداخله وصار شاعرها بمشاعره المقصوده فيها بأبيات منظومه مع كل مره يجيها ببيت جديد ويتحسن شعره بسبب حُبه لها اللي خلاه شاعر رغم انه بوقته مب شاعر ابداً
سجيت عن باقي العالم في مرقابه
ولا يسمع الا صدى صوتي لناديته
يردد البيت وان جيته تغنانه
حتى لو البيت ماهو زين حبيته
كنت بوجوده معي ابكي من غيابه
لو يوم مر في حياتي م تلاقيته
شتت انظاره بالمكان وبنفسه وكيف هو وحيد وخالي من دونها وكأنها هي الحياه وفراقها هو الموت
نزلت دمعه خاطفه على خده وهمس وهو يمسحها بطرف سبابته من لمح صديقه ابوخالد جاي لناحيته
وهو يهز راسه بأسى ويردف بحسره ببيوت تشرح قصته وتختصر معالم القصيده كامله؛
واليوم ماهو معي حسبي على اقرابه
قضو على حب من عامين ربيته. ,
ناظره ابو خالد بضيق وهو يربت على كتفه؛اسف م كنت ابيك تدري لاني عارف اي طاري للديره اللي عفتها وتركتها بما فيها راح يضيّق صدرك ويذكرك بأشياء م تبيها
الوافي؛ماكانت مجرد ذكرى ولا كانت عمرها عابره
اشر على قلبه وهو يضغط عليه؛هي مزروعه هنا عمرها م تنمحي او تنتسى لا تلوم نفسك لانها ما فارقت بالي ولا مره
ابو خالد ناظره بأسى وسكت اما الوافي فتح باب سيارته ولف عليه؛بوداعة الله ي ابو خالد وتوصل بالسلامه
ابو خالد؛الله يسلمك ي الوافي وانتبه لنفسك ياخوك ولنا لقاء قريب بإذن الله
الوافي هز راسه بهدوء وركب سيارته وحرك,
,
مر الوقت على الوافي وهو بسيارته يدور من شارع لشارع وللحين ما فاض اللي بقلبه ولا زال كاويه بنيرانه اللي انفتحت من جديد وكأنه ما زال في نقطة البدايه ومستحيل ينتهي بسهوله كل م قال نسيت وسليت وعن طاريها سجيت الا انها تمر م بين الحين والاخرى وكأنها حالفه ما تتركه يعيش بدون طاريها
صفط سيارته على جنب بتعب وهو يسند راسه على المرتبه وغمض عيونه بمحاوله لإراحة نفسه لكن م قدر وشلون يقدر وهي باقيه بخياله وحارمته النوم والراحه
عقد حواجبه بإنزعاج من رنين الجوال اللي اخترق مسامعه
سحبه من كبت سيارته شافه وكان رقم غريب
ضيق عيونه بغرابه وهو يفتح المكالمه ويرد عليه لكن لا رد
ثواني واعتصر قلبه بألم من اخترق مسمعه صوت انفاسها اللي يعرفها زين ونطق بعبره خانقه؛درة القلب؟
كتمت شهقاتها وعبرتها من عرفها
نطق بلهفه؛درة القلب هذي انتي!
ردي علي؟
قفلت بوجهه بسرعه وهي مو قادر تسيطر على نفسها بسبب لهفتها وضعفها تجاه نبرة صوته وطريقة مناداته لها
رمى الجوال بقهر بسبب حركتها اللي آكدت له شكوكه بأنها هي اللي داقه عليه
حرك من قو قهره بهاللحظه وهو يمشي ولا يدري وين وجهته م حس بنفسه الا وهو قاطع طريق طويل تحديداً قدام بيتها
فتح عيونه بإستيعاب وهو ينزل بسرعه ويتجهه ناحية شباك غرفتها اللي كان شاهد على غرامه
انحنى لمستوى الوردتين اللي ذبلو بسبب الايام اللي مرت شال الوردتين بترابهم وم قدر انه يمسك نفسه وتساقطت دمعات عينه من الذكرى المريره اللي اجتاحت صدره وكأنه يحاول يحيي بدموعه هالورد اللي ذبل ومات مثل ماذبل ومات قلبه
مر عليه الوقت بسرعه وهو يقوم بعد م استوعب نفسه واستوعب بشاعة خسارته وكيف هو للحين جالس يظلم نفسه وغيره عايش حياته
قام بسرعه وهو يرمي هالوردتين من بين يديه وركب سيارته راجع لديرته بمخططات جديده لنفسه .
انتهى الماضي .

رواية على نور الشفق احيا واهيم  ⚜️Where stories live. Discover now