رفعت حاجبها ثم سألتها :
_ أتيتي من أي ناحية من البلدة؟

تعرقت ايدي نورهان فلم تحسب لمثل هكذا سؤال، لا تعلم بماذا تجيبها فشعرت اسمهان بالغضب لعدم اجابتها حيث اعتبرتها اهانة موجهة اليها لتعتدل صارخة بها:
_ هل جننتِ حتى لا تجيب....ووو وردة

سقطت السيدة اسمهان ارضاً لتركض نورهان صوبها صارخة :
_هل يوجد احد؟ السيدة اسمهان اغشى عليها اريد المساعدة
____________________________________

تجلس على درج المؤدي الى الحديقة الخلفية للقصر واضعة كفيها على وجنتيها تزيل العبرات المتساقطة، فما تشعر به قاسٍ مؤلم لا يتحمله قلب بشر لماذا عليها ان تحبه او تعشقه فالرجال كثيرين يملؤن القصر وخارجه؟ لمَ عليها ان تحب عثمان بل السيد عثمان صديق اللورد لكن هذا الهيام الذي تتنفسه بحروف اسم عثمان لم يك بيدها، رأتها نورهان من بعيد فاقتربت من موضعها.

هبطت بجوارها تستريح بعد يوم عاصف :
_ هل انتِ بخير؟ لماذا تبكين؟
ازالت عبراتها هادرة :
_كيف حال السيدة اسمهان ؟

هزت رأسها هامسة :
_ انها بخير لا تقلقي فقط ثمة اغماء لكن هذه العبرات ليس من أجل هذا السبب

شعرت عبير انها امتلأت حزناً وقهراً فارتمت على صدر نورهان تبكي بصوت متألم؛ فربتت الآخرى على كتفها بشفقة تسمعها :
_ كنت صغيرة جداً حينما فقدت والدتي فربانى عمال القصر واهتم بي السيد لوكاس كثيراً، حتى جاء عثمان الشاب الوسيم رأيته يوم آتى القصر يتمازح مع اللورد وعلمت انهم اصدقاء، كنت صغيرة في العاشرة احبني ك طفلة واشفق عليّ ك فتاة يتيمة، كان يحضر لي الحلوى باستمرار ويلعب معي دائماً كان يقول لي مهما حدث يا عبير سأظل احبك جداً لا تخشي شيئاً ثم

صمتت عبير بحرج فحثتها نورهان على القول :
_ثم ماذا؟

اجابتها بوجع داخل قلبها :
_كبر حبه في قلبي وتدرج الى ان وصلت الى الخامسة عشر واعترفت لنفسي اننى احبه بل وكنت حمقاء ايضاً لانني ظننت انه يحبني ولم اكن اعي انه مجرد اشفاق، ذهبت اليه في احد حفلات اللورد واعترفت اليه بحبي تجاهه، اتعلمين ما هو رده؟

ربتت على خصلاتها بحزن :
_ماذا قال؟

اغمضت عبير عينيها متذكرة حجم الالم الذي تعرضت اليه يومها حينما ابلغها بعجرفة " هل جننتِ ايتها الفتاة؟ انا السيد عثمان لا احب جاريات او وصيفات وخادمات وان كان اشفاقي على حالتك اوهمك بغير ذلك فعليكِ ان تستفيقي من احلام يقظتك وبدايةً من اليوم انتِ مجرد خادمة كالباقيات في قصر صديقي، افهمتِ "

شهقت عبير بكسرة بينما انفعلت نورهان بغضب :
_هذا الوغد، لا تبكِ ارجوكى حبيبتي ثم انكِ لست خادمة في القصر انتى فقط وصيفة

ابتعدت عن احضان من اعتبرتها رفيقتها :
_ليتني استطيع نزع حبه الناري من بين اضلعي

ابتسمت الآخرى بتذكر :
_ستنسين صدقينني، يوماً ما كنت اظن انني احببت ولكن كنت على نفسي كاذبة، عليكِ ان تؤمني بأن الحب عطاء وغير هذا فلم يكن سوى حمق على المرء تجاوزه بسهولة، ستجدين غيره وتحبين من جديد وستعي ان ما كنتِ تسمينه حباً ما هو سوى وهم او تعلق

١٩٠٠ Место, где живут истории. Откройте их для себя