الفصل الاول

Start from the beginning
                                    

اومأت برأسها مبتسمة بأمتنان الى وجه خالتها فالسيدة نيهاد وافقت على الزواج بزوج شقيقتها بناءً على وصيتها بعد الموت أثر مرض مدمر فتك بجسدها؛ لتحمي صغيرة اختها بحنان رافضة الزواج بعد موت والد نورهان منذ خمس سنوات وقررت النزول الى مجال العمل كمربية في منزلها؛ لتكمل حماية وتربية نورهان.
هذه المرأة العطوفة حرمت من الامومة نتيجة عيب خلقي وكانت نعم الام لها منذ ان كانت في الثالثة من عمرها.

قبل ان تدخل المختبر المخصص للتجارب الفيزيائية في الجامعة، وضعت القبعة الخاصة بثوبها فوق رأسها ( الكاب ) لكي لا يلتفت لها زملائها في الدرس المقام داخل الحجرة الدراسية فهي لا تحب سخريتهم منها وتتأذى كثيراً من كلماتهم عنها، لم يراعوا مشاعرها ابداً، يضمرون لها البغض فقط دون سبب يذكر، فهي حنونة لطيفة هادئة الطباع ربما حمقاء قليلاً وخرقاء لكنها طيبة القلب.

جلست بجوار صديقتها الوحيدة "منه"؛ لتتعجب الاخرى موقف رفيقتها وهيئتها المخفية عن الانظار قائلة :
_ ماذا تفعلين نورهان، ما هذه الهيئة؟ هل تخشين شيئاً؟

اجابت بضيق :
_ بلى، فلن اسلم من سخرية الاقران هنا؛ لذا اتخفى

قاطع حديثهم دلوف استاذهم ليقوم بشرح المعادلات والمسائل الخاصة بدرس اليوم ثم يتحدث عن اجراء تجربة جديدة سيقوم كل فريق بها منقسمين حسب الترتيب الابجدي لاسماء الطلاب بينما كانت نورهان المتميزة في دراستها تسيطر على اجابات الاسئلة التى يلقيها معلمها الذي يبتسم بأنبهار كعادته لاتقانها في استخراج الحلول وعن رفاق الجامعة يشعرون بالمقت على هذه الخرقاء التي تنال اعجاب جميع اساتذة الصف آخذة منهم الاضواء.

انضم كل فريق مساعداً بعضه في اجراء التجربة على الجهاز بينما كانت منه ونورهان منهمكين في العمل،تناظرهم مروة وريهام بحقد ثم ابصرت صديقهم فارس الذين بجوارهم منشغل بمهاتفة الفتيات على تطبيقات التواصل الاجتماعي.

لكزته مروة قائلة :
_الن تنظر الينا قليلاً؟

اغلق هاتفه بتذمر هامساً:
_ ماذا تريدين فنحن فريق انا وانتِ وريهام ومنه وتلك العبقرينو الخرقاء، وبالطبع لن اندمج مع هذه في تجربة واحدة

تأففت بصبر من صديقها معشوق الفتيات :
_اعلم لكن لابد الاستفادة منها فهذه السنة عسيرة علينا ويجب ننجح والا..
اوقفها بقلق:
_ لا تكملين ف أبي اقسم ان لم انجح فسيأخذ سيارتي مني

تحدثت ريهام بخبث ناظرة الى نورهان :
_ ألم ترَ كم ان العبقرينو معجبة بك ايها الوسيم؟

رمقها من بعيد ببنان عينيه فلاحظ انها تراقبه من حين لآخر :
_ماذا تقصدين ريهام ؟

ابتسمت مروة بمكر :
_عليك ان تظهر فارسها يا فارس حتى تساعدك في حل الامتحانات وهذا بمساعدتنا بالطبع
ابتسم بتفهم هادراً :
_خطة جيدة يا رفاق

١٩٠٠ Where stories live. Discover now