٣٣ - بين البكاء والضحك

1.4K 155 211
                                    

أحياناً، يُخيف جيهيون كيف تتغير الحياة، وكيف تنقلب الموازين

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


أحياناً، يُخيف جيهيون كيف تتغير الحياة، وكيف تنقلب الموازين .

بينما كان هو مرتبكاً ومنجرفاً في أحداثها التي تبدو نوعاً ما، بسيطة بقدر ما هي ملهية، لا ينظر حوله ويلحظ كيف تغير الميدان إلا بعد فوات الأوان .

فشل جيهيون في كل شيء، حتى في كونه أباً، وهو الآن يرى ذلك بكل وضوح .

ابنه الأصغر الذي كان دوماً مرحاً وصاخباً، ومليئاً بالطاقة والسذاجة، وكان يجاريه بإبتسامة عطوف هادئة، يبدو الآن في القسم الآخر من إنعكاسه .

يجلس جيمين بهدوء شديد وكأنه لم يكن ذاته يوماً، ويبتسم لوالده فقط لمجاراته، الطفل الذي أحتضنه جيهيون يوماً، جعلت الحياة منه بالغاً مسؤولاً ليحتضنه .

بينما كان جيهيون يتكلم بحماسة ونشاط، كان جيمين هادئاً ويستمع إليه بإبتسامة بسيطة رزينة، لم يتخيل جيهيون يوماً أن يملك ابنه المدلل مثل هذه الشخصية في المستقبل ولو لمرة .

-"أنت هادئ جداً ".
يغير جيهيون الموضوع بإبتسامة فيرفع جيمين حاجباً لذلك، ويسأل :
-" كيف؟".

يجمع جيهيون يديه أمامه ويشرح ذلك :
-" حين كنت أصغر، كان من الصعب عليك كثيراً كتمان مشاعرك، كنت أكثر شخص واضح ومعبِّر عرفته في حياتي .

أما الآن، فأنت تعيش عالماً خاصاً مع مشاعرك، لم تعد تتكلم عنها وكأنها غير موجودة، لم يعد تعاملك مع سطوة المشاعر ذاته ".

أطلق جيمين ضحكة قصيرة ثم وافق والده بإيماءة رأس متواضعة :
-" لكنك أنت، تعرف في كلتا الحالتين أن شيئاً ما يدور في داخلي، مهما كانت طريقة التعبير خاصتي".

-"بالطبع" .
يتمتم جيهيون بإبتسامة عطوفة ويتنهد بعمق :
-" أنا والدك، ارتكبت الكثير من الأخطاء في حقك، لكن ذلك لا يجعل حبي لك موضع شك أبداً .

أنت الشيء الوحيد الذي بقي لي بجانب نفسي في هذه الحياة ".

أومأ جيمين وزم شفتيه، عرف جيهيون فوراً أن ابنه على وشك الإنفتاح حول ما يكتمه .

انعِكاس || YM Where stories live. Discover now