نفخت منة هواء فمها بملل لتقوم بإخبار الجميع أنه لا فائدة منهم و أنها ستقوم بتلك المهمة بنفسها
ولكنها توقفت عندما إلتقطت أُذنها سخريته الصريحة وهو يقول بوقاحة نادرة عليه ولكن لاشك في أنها موجودة في شخصيتة فهو إنسان ملئ بالعيوب ولم يكن مثاليا يوما
:أظن إن دي ثاني مره تقولي الكلمتين دول و مفيش حاجة حصلت قوليلي شغلك إلي بتتعازمي عليه بيتعمل إزاي وأنا أعمله ...ليكمل بسخرية كبيره ..يا دكتور

تجاهلت منة وقاحتة وهي تشد على كفها بعنف فقد تعرضت للعديد من الضغط اليوم ولإنها على أشد العلم أن كلماته الجامدة والساخرة هي نتيجة واضحة لرعبه على أخيه

إتجهت منه ناحية نوح وما إن وضعت المطهر على جرحه حتى إنتفض وتشنج جسده وبدأ بالإهتزاز ويكأنه مصاب بالصرع وهو يدفع كل من حوله بعيدا ..صدمت منة بشده وهي تعود للخلف وما لبثت أن شعرت بنسمة هواء بارد نتيجة ركض أحدهم بجانبها ولم يكن سوى قيس الذي ذهب وإحتضن أخيه غير مبالي بالضربات التي يتلقاها من أخيه نتيجة ذهاب عقل نوح وهزيانه بسبب العضة التي تعرض لها من حيوان مسحور ..... ولكن والله لن يترك أخاه ولو حاول قتله وهو مغيب العقل .

كانت تتقدم لإستغلال فرصة هدؤه قليلا ولكنها توقفت وقد سارت القشعريرة في أوصالها وهي تستمع لتلاوة أيات الله من فم قيس

كان الوضع كالتالي
قيس يحتضن نوح مثبتا كتفه بمعصمة واضعا رأس أخيه على أعلى صدره ..يمسد برقه على خصلات شعره وهو يتلو أحب أيات الله إليه في خشوع تام (أواخر سورة الحشر)......كان كالأم التي ترقي صغيرها محصنة إياه بأيات الله ...كان مظهرا مهيبا مفزعا لعين عاصي وفي ذات الوقت لطيفا محببا في قلب يشهد في كل دقة أنه لا إله الا الله .

تصنمت منه عاجزة عن التقدم ..ولكنها أفاقت حينما اومئ لها قيس بأن تتقدم وألا تكون مثل سابقيها فكلما هدأ شقيقة كان ينادي الممرضين لمداوات جرحه ولكنهم كانوا يخافون من أن يثور ويدفعهم من جديد او يتسبب في أذية نفسه ..ولكن لم تكن منة مثلهم بل كانت أكثر صلابة وقامت بالتقدم بهدؤ واضعة المطهر على جرح نوح ولكن هذه المرة ظل ساكنا بين زراعي شقيقية وهو يتعرق بتعب واضح

كانت عيون منة مثبتة على نوح تستطلع ملامحه بهدؤ وفي داخلها العديد من الأسئله كان أهمها من هذا الرجل لكي يسئل عنه رجل أعمال مهم كألبرت داڤو ....هي وللحق لا تعلم أي شئ عن هذان الغريبان ولم يتح لأحد من الإستقبال أن يسئلهم عن هويتهم
فرعب قيس على أخيه كان عائقا في وجههم ولن يعطي لهم الفرصه لتولي الإجرائات الروتينية ...هي تعلم فقط أن هذا المصاب يحمل إسم نوح من كثرة صراخ أخيه بإسمه

لتتذكر منة ما حدث منذ دقائق
عودة

كانت منة تسير في الممرات بهدؤ بعد أن غادرت غرفة هذا الجريح الغريب بصعوبه ولكن قاطع طريقها رؤيتها لمجموعة من الرجال ذوي ملابس سوداء رسمية يتجمعون عند الإ ستقبال وبدا على  هيئتهم الأهمية

نجمة الشمال (الجزء الأول من لعنة عبر العصور) بقلم :منة الله عماد Where stories live. Discover now