البارت1

2.6K 130 15
                                    

الشفرة الأولى من الكتاب( 1)""غراب وعنزة ينهشون ذئبا  ""
                               منه الله عماد
                
ترتفع دقات الطبول بقوه تصم الأذان ... نار هائلة تدرك من الأفق البعيد دخانها غطى سحاب السماء في مظهر مهيب بث القشعريرة في صدر كل من رأه ، خطوات بعيدة قليلا عنها ونرى اناسي يجلسون في حلقة منتظمه حولها ،وإذ بنا  نسمع اصوات صرخات عالية لأطفال يلقون في هذه النار ليزيد لهيبها
خرجت من بين الأناس الملتفين امرأه فاتنة ذات شعر ابيض وعيون تميل للحمرة الخاطفه  تحد عيناها  بكحل اسود، نرى في جمال مقلتيها  طفلا يلعب بالطمي وهاهو  يحد به طريقا لعله يصل فإذا به يكحل عيناها ويزيدها فتنه عن ذي قبل  كانت تمتلك شكلا مميزا ولطيفا،..ولكن ما فائدة الجمال لقلب اسود؟ . .يبدوا من شعرها الابيض  انها تعاني من طفرة جينيه بسبب نقص صبغة  الميلانين تسمى البهق ..والذي لم يؤثر على جمالها الخلاب ..نراها ترتدي خلخالا في إحدى قدميها، لتبدأ بالتمايل بغنج شديد بجوار تلك النار، وعندما توقفت دقات الطبول توقفت هي أيضا  ..جلست تلك المرأه البهقاء على الأرض
ثم اقتربت منها عجوز قبيحه ذات وجه مشوه ويكأنه قطع بخنجر .
....لتمسك شعر الفتاه وما لبثت أن بدأت بقصه بينما  كانت الفتاه تدندن بطلاسم غير مفهومة .... لتصرخ الفتاة بقوه وقد إختفى بؤبؤ عينيها وتحرك رأسها للخلف والذي كان قد اصبح اصلعا بالكامل  .... ، وفي تلك اللحظة بدأ كل من في المكان بالغناء
وتقدم سحرة تلك القبيله وهم يحملون دلو كبيرا ممتلئا بدماء الخنازير القذره
،سكبوا الدماء على الفتاة ثم القوا  بالفتاة في النار ....
ليرتفع صراخها ......وهنا تبدأ قصتنا يا صغيري
...............
استيقظ سيف من نومه وهو يتعرق كمن كان يجاهد الموت،جسدة ينتفض و اثار الفزع تكسو وجهه وصدره يعلو ويهبط من هول الذي رأه في كابوسه المعتاد ،فلم تكن هذه اول مرة
إرتفع سيف بجزعة وهو يمسح حبات العرق من على جبينه قائلا
:اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بتكيدوا لمين المره دي ؟

نظر سيف إلى الساعة القديمة المعلقة على حائطه القديم ليعلم انها الرابعة صباحا ولم يتبقى إلا القليل على أذان الفجر
استقام  سيف من مكانه  وهو يردد بعض أيات القرأن الكريم ليهدء من روعه قليلا، واتجه ليتوضأ ويصلي فرضه  بكل خشوع .فاخيرا سيرتاح قلبة .
وبعد أداء سيف لصلاته نظر حوله بغموضٍ شديد 
ثم سار متجها إلى قبو منزله ..الذي كان ممتلئا بالكتب المهترئة والكثير من التحف والبرديات القديمة ذات الاشكال المختلفة والعجيبة منها بعض اللوح المحاطة بجواهر فضية اللون ،ومجسمات صغيرة لقصور .

ابتسم سيف بسخرية أثر رؤيتة لإحدى تحفه الثمينة  ملقاة على الأرض و محطمة واجزائها متفرقة في الانحاء ،بالإضافة  إلى صورة والده المتوفي التي حملت اثار خدش عميق على قماشها  .إستدار سيف بحده ناظرا لهذا الصغير المختبئ تحت إحدى الطاولات ،وما لبث أن شعر به وهو  يتسلل إلى الخارج ..همَ سيف بالركض  خلفه بسرعه،محاولا إمساكه ،إلى أن خرج إلى الشارع المقابل لمنزله لاحقا هذا الصغير اللعين
ليتوقف أثر سماعة لصوت صرخات مفزعة اشبه بصرخات رضيع في مهده ،ويكأنه رضيع صرخ حتى تمزقت أحباله ،يرتفع الصوت كلما إقترب من هذا الرواق المظلم

نجمة الشمال (الجزء الأول من لعنة عبر العصور) بقلم :منة الله عماد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن